تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 01:46 ص]ـ

شيخنا الجليل د. بهاء الدين رعاه الله ومتعه

قلتم:

أستاذي الجليل، هناك فرق كبير بين ما نحن فيه وبين ما جعلتموه منه وهو ليس منه، فعندما ننقل الباء في (اضربْ) إلى الاسمية ننقلها على اعتبارها حرفا وحيدا مفردا (بٌ) فامتنع هذا، إذ ليس في العربية اسم على حرف لا يصير على حرفين إلا بالتنوين، فجلبت له همزة الوصل بعد النقل، (اب) فصح أن تسقط في الدرج نطقا، لأنها إنما جلبت لغرض وكان جلبها بعد النقل إلى الاسمية وليس قبله فهي ليست جزءا من المنقول وإنما هي طارئة بعد النقل.

أما الحال مع (أل) فقد نقل فيها الحرف ثنائيا (ال)، وكانت همزة وصله حاضرة قبل النقل فقطعت بعد النقل إلى الاسمية كما قطعت همزة (اصمت) إذا سمي بها وإنما قطعت لأنها جزء من المنقول قبل النقل، ولو جلبت بعد النقل لغرض ما لسقطت في الدرج.

ولا ينقض هذا ما ذهب إليه سيبويه من أن المعرف هو اللام وحدها (وإن كان غيره يخالفه كالخليل وآخرين) فرأيه هذا خاص بالمؤثر في الاسم تعريفا وأما تلازم الألف واللام فهو لا ينكره.

وعليه لا شبه بين الحالتين ولايصح قياس إحداهما على الأخرى.

أستاذي الكريم، لتعلم أني أجلك أيما إجلال، وأثق في علمك وفضلك، ولا أخطئ ما ذهبت إليه ولكني أخالفك في بعضه فأرده ردا جميلا، وإن كنت ما تزال ترى أن في كلام سيبويه ما يثبت امتناع قطع همزة أل إذا صارت اسما، وترى أنها مقطوعة قبل همزة الاستفهام فلا أقول لك إلا " نحن بما عندنا وأنت بما عندك راض والأمر مختلف"

ولقد أطلتُ وأثقلتُ وقلتُ ما يكفي لإيضاح ما ذهبتُ إليه، ولعلي أترك الفرصة لفصحاء الفصيح ليتأملوا ويعلقوا مكتفيا بهذا إلا أن يجد جديد.

وتقبلوا خالص مودتي وأزكى تحياتي.

حياكم الله أخي الكريم ومرحبا بمباحثتك المثمرة ..

سأبين لك أن همزة الوصل في (اب) كانت قبل التسمية لا بعدها ..

ذلك أن الخليل سأل تلامذته فقال:

كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو ياء غلامي وباء اضربْ، ودال قدْ، فأجابوا: ياء، باء، دال.

فقال: أقول: اب واي واد.

فلفظُ حرف الباء من اضرب هو اب، فإذا سميت به سميت به مع همزة الوصل، فهمزة الوصل في لفظ الحرف سابقة على التسمية، وال مثل اب، فالتعريف باللام، والهمزة همزة وصل ملازمة للنطق بالساكن.

وثم أمر آخر أذكره لأقرب لك وهو أن التسمية بالحروف مثل التسمية بالأسماء المبنية فكما لا تغير الأسماء المبنية إذا سميت بها سوى أنك تصرفها وتعربها فكذلك الحروف لا تغير، فهي مختلفة عن الأفعال الموضوعة على ثلاثة أحرف فصاعدا، فكان لا بد من تغيير الهمزات فيها لأن همزات الأسماء كلها قطع إلا ما استثني منها.

أرجو أن يكون الأمر قد اتضح الآن.

مع التحية الطيبة.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[15 - 12 - 2008, 03:42 ص]ـ

حياكم الله أخي الكريم ومرحبا بمباحثتك المثمرة ..

سأبين لك أن همزة الوصل في (اب) كانت قبل التسمية لا بعدها ..

ذلك أن الخليل سأل تلامذته فقال:

كيف تلفظون بالحرف الساكن نحو ياء غلامي وباء اضربْ، ودال قدْ، فأجابوا: ياء، باء، دال.

فقال: أقول: اب واي واد.

فلفظُ حرف الباء من اضرب هو اب، فإذا سميت به سميت به مع همزة الوصل، فهمزة الوصل في لفظ الحرف سابقة على التسمية، وال مثل اب، فالتعريف باللام، والهمزة همزة وصل ملازمة للنطق بالساكن.

وثم أمر آخر أذكره لأقرب لك وهو أن التسمية بالحروف مثل التسمية بالأسماء المبنية فكما لا تغير الأسماء المبنية إذا سميت بها سوى أنك تصرفها وتعربها فكذلك الحروف لا تغير، فهي مختلفة عن الأفعال الموضوعة على ثلاثة أحرف فصاعدا، فكان لا بد من تغيير الهمزات فيها لأن همزات الأسماء كلها قطع إلا ما استثني منها.

حياكم الله أستاذي الكريم

كنت قد عزمت على الاكتفاء بما سبق، ولكني عدلت عن عزمي وأخذت باستثنائي لأرد بإيجاز على ما تفضلتم به، فوالله إني لأستمتع بمحاورتكم فضلا عما أجنيه من فوائد قد لا أجدها في بطون الكتب.

أولا: إنما اتخذ الخليل سؤاله إياهم (كيف تلفظون بالحرف الساكن ... ) تمهيدا لبيان كيفية التسمية بالحرف المفرد الساكن التي يرمي إلى بيانها، ولم يكن السؤال مقصودا لذاته.

ثانيا: ما سقتموه من قول الخليل لإثبات التطابق بين (ابْ) و (ألْ) لا يصح على مذهب الخليل لأن الخليل يرى (أل) حرفا واحدا مثل (قد و هل) ويرى أن همزة أل همزة قطع في الأصل وإنما وصلت لكثرة الاستعمال، وكثرة الاستعمال هذه لا تكون إلا حينما تكون حرفا للتعريف وليس حينما تكون اسما.

ثالثا: لما كانت (أل) عند الخليل حرفا واحدا وجب على مذهبه أن تقطع همزتها إذا انتقلت إلى الاسمية لأن الأصل عنده فيها القطع، ومذهبه إن أراد النقل إلى الاسمية أن يرد ما ذهب من الكلمة لعلة ويحذف منها ما زيد لعلة إلا أن يكون المحذوف لأجل عامل نقل مع معموله فحكيا معا، مثل (لم يرد) وهذا ليس شأننا.

رابعا: يقول سيبويه: " ... وزعم الخليل أن الألف واللام اللتين يعرّفون بهما حرف واحد كقد، وأن ليست واحدة منهما منفصلة من الأخرى ... "

فإذا كان هذا مذهب الخليل في (أل) أي أنها حرف واحد لا انفصال لألفه عن لامه، وأن همزتها همزة قطع في الأصل، فكيف تحتجون بكلامه على أنه يجعل همزتي (ابْ، أل) من جنس واحد، وتستنتجون من كلامه أنه يجعل حكمهما واحدا حال الحرفية والاسمية؟!

تحياتي ومودتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير