تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قبل أن أرد على هذه الاقتباسات أشير إلى أنني أخطأت في ضبط همزة الوصل في اللفظ بالحرف الساكن فضبطتها بالكسر، وحقها أن تكون بالفتح قياسا على همزة ال، وذلك لتمييز همزة الوصل الداخلة على الحروف من الداخلة على الأفعال أو الأسماء، والذي غرني ضبط عبد السلام هارون، ثم وجدت المبرد ذكر أن سبب فتح همزة ال هو كونها داخلة على حرف ليس باسم ولا فعل.

أخي الكريم ..

لا يدل تشبيه الخليل ال بقد على أن الهمزة همزة قطع، ولم أقف في الكتاب على نص يبين أن الخليل علل تحول القطع للوصل بكثرة الاستعمال، وإنما شبه الخليل ال بقد في كونها منفصلة عن الاسم كما أن قد منفصلة عن الفعل، فكما يتوقف المتذكر على قد، فيقول: قدي إلى أن يذكر ما بعده، كذلك يتوقف على أل في التذكر فيقول: ألي حتى يذكر الاسم بعد ذلك، وليس في كلامه ما يدل على أن الهمزة همزة قطع كما توهم ابن مالك، ولا يوجد خلاف بين الخليل وسيبويه في ال، فهي عندهما مؤلفة من حرفين: همزة الوصل واللام، وهما على الانفصال من الاسم وليسا من بنية الاسم، فهما أداة تعريف، وقد حكى سيبويه عن الخليل مذهبه في عدة مواضع ولم يذكر أنه يخالفه، ولا أدري كيف وقع ابن مالك في هذا الوهم، فقد استنتج من كلام سيبويه في عدة ما تكون عليه الكلم فيما يكون على حرفين:

وال تعرف الاسم

استنتج ابن مالك من هذا أن سيبويه يوافق الخليل، لكنه لما وجد سيبويه يذكر ال في الكلمات التي همزتها همزة وصل استنتج أن سيبويه يحكم بزيادة الهمزة تصريحا.

والحق أنه لا تعارض بين الموضعين فهو يرى أن ال حرف مؤلف من حرفين مثل أم، ولكن همزتها همزة وصل بخلاف أم، وهي همزة وصل عند الخليل أيضا، ولو كان للخليل قول بأن أصل همزتها القطع لذكره سيبويه، وتأملوا قول سيبويه:

وتكون [اي ألف ال] موصولة في الحرف الذي تعرف به الأسماء، والحرف الذي تعرف به الأسماء هو الحرف الذي في قولك: القوم والرجل والناس، وإنما هما حرف بمنزلة قد وسوف.

فقد جمع سيبويه في هذا النص بين كون ال مؤلفا من حرفين بقوله:

وإنما هما حرف بمنزلة قد وسوف، وبين كون همزتها للوصل.

فليس الأمر كما فهم ابن مالك من أن القول بأن الهمزة فيها للوصل يدل على أن الهمزة زائدة. كما لا يدل القول بأنها مؤلفة من حرفين على أن الهمزة للقطع.

من هذا كله أخلص مطمئنا إلى أن همزة ال تبقى همزة وصل في التسمية كما كانت قبل التسمية، شأنها شأن بقية الحروف التي تشبهها في صحة آخرها مثل: أن وأم ومن فإنه إذا سمي بها لم تغير، قال سيبويه:

وأما أم ومن وإن ومذ في لغة من جر، وأن وعن إذا لم تكن ظرفا، ولم ونحوهن إذا كنّ أسماء لم تغير، لأنها تشبه الأسماء نحو يد ودم. اهـ

وال مثل أم، غير أن همزتها همزة وصل فلا تغير ال كما لا تغير أم فإذا ضممت إلى هذا مذهبه في التسمية بالحرف الساكن نحو (اَبْ) ومذهبه في أن همزة الوصل لا تثبت إلا بعد همزة الاستفهام وفي أنصاف الأبيات علمت وأنت مطمئن كل الاطمئنان أن همزة ال تبقى همزة وصل في التسمية وغيرها ما عدا الموضعين اللذين استثناهما سيبويه.

فمن اقتنع فبها ونعمت ومن لم يقتنع فلكل كل وجهة هو موليها.

مع التحية الطيبة.

ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 12 - 2008, 11:43 م]ـ

كما اقترح أخونا الكريم جلمود بنقل ما يتعلق بتفسير قول سيبويه أفضل أن تنقل المشاركات ابتداء من المشاركة الثالثة والأربعين إلى تفسير المشكل من كلام سيبويه وللمشرفين جزيل الشكر.

ـ[علي المعشي]ــــــــ[19 - 12 - 2008, 05:57 ص]ـ

من هذا كله أخلص مطمئنا إلى أن همزة ال تبقى همزة وصل في التسمية كما كانت قبل التسمية، شأنها شأن بقية الحروف التي تشبهها في صحة آخرها مثل: أن وأم ومن فإنه إذا سمي بها لم تغير، قال سيبويه:

وأما أم ومن وإن ومذ في لغة من جر، وأن وعن إذا لم تكن ظرفا، ولم ونحوهن إذا كنّ أسماء لم تغير، لأنها تشبه الأسماء نحو يد ودم. اهـ

حياكم الله شيخنا الكريم

ما دمتَ مقتنعا بما ذهبت إليه مطمئنا إليه فلا داعي لأن أرد على كل ما تفضلت به، ولا سيما أن في مشاركاتي السابقة ما يغني عن الرد على جل ما تفضلتم به هنا، غير أني أود الإشارة هنا إلى أن (أم ومن وإن ومذ وما شابهها) ليست في شيء مما نحن فيه إذ لم يكن أولها همزة وصل قبل التسمية ولا بعدها، ولم يكن بناؤها بعيدا عن بناء بعض الأسماء مثل (يد ودم) لذلك لم يكن هناك داع لتغييرها.

ألا ترون أن سيبويه عندما تكلم على التسمية بالأفعال التي ليس فيها همزة الوصل لم يغيرها مثل (ضرب وضورب)؟ حيث قال:

" ... وليس لك أن تغيِّر البناء في مثل ضرب وضورب وتقول: إن مثل هذا ليس في الأسماء ... "

مع أنه غيَّر الأفعال المبدوءة بهمزة وصل نحو (اضرب، اصمت) عند التسمية فقطع الهمزة، وعليه لو صح استدلالكم بعدم تغيير ما خلا من همزة الوصل مثل (أم ومن وإن) على عدم تغيير ما فيه همزة الوصل مثل (أل) عند التسمية للزم منه الاستدلال بعدم تغيير الفعل الخالي من همزة الوصل مثل (ضرب، ضورب) على عدم تغيير الفعل المبدوء بها مثل (اضرب، اصمت) عند التسمية، وهذا محال.

وأما مذهب سيبويه في التسمية بالحرف المفرد وعدم حذف همزة أل مع الاستفهام فلا أجد فيهما دليلا على عدم قطع همزة أل حينما تصير اسما، وكذا استنتاجكم وهم ابن مالك وقبل ذلك وهم ابن هشام، كل هذا لا أجد عليه دليلا قاطعا، لذلك أستأذنكم أستاذي أن أظل على قناعتي، وليكن الأمر كما تفضلتم (ومن لم يقتنع فلكل وجهة هو موليها)

وإلى اللقاء في مسألة أخرى على المحبة والتقدير والحوار النافع المثمر، وتقبلوا أزكى تحياتي.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير