ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 12 - 2008, 02:13 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
حياكم الله دائما أخي الكريم:
فلا ترون هذا فرقا بين أل وأم؟ ألا إن في إغفال هذا الفرق إغفالا للمسألة برمتها!
تأملوا أستاذي بم علل سيبويه عدم تغيير (أم) وأخواتها، حين قال:
"وأما أم ومن وإن ومذ في لغة من جر، وأن وعن إذا لم تكن ظرفا، ولم ونحوهن إذا كنّ أسماء لم تغير، لأنها تشبه الأسماء نحو يد ودم"
أخي الكريم:
وال تشبه أبا وأخا في الابتداء، وتشبهها في الوصل إذا خففت همزتهما، وهذا هو النظير من الأسماء، الذي اعتمد عليه سيبويه في إجازة التسمية بالحرف المفرد بعد اجتلاب همزة الوصل، لأن العرب قالت: منَ اب لك، بتخفيف، وتخفيفها يعني حذفها بعد إلقاء حركتها على الساكن قبلها، فبقي أب على حرف واحد في الوصل، وبناء على هذا السماع حكم سيبويه أن بقاء الاسم على حرف واحد في الوصل جائز، أما في الابتداء فلا يجوز، وفي الابتداء تستوي الهمزتان.
ولعلي بهذا قربت الأمر, ولكم التحية والتقدير.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[21 - 12 - 2008, 02:18 ص]ـ
أستاذي الكريم الدكتور بهاء الدين متعه الله،
والله إني لأستحيي إذ طال الحوار وتشعب المسار، ولكن في كل مرة أجد عندي ما أريد قوله فأضعه بين يديكم، فاحتملني أستاذي، وليجعل الله صبركم علي وعلى أمثالي من طلبة العلم في ميزان حسناتكم، إنه سميع مجيب.
وال تشبه أبا وأخا في الابتداء، وتشبهها في الوصل إذا خففت همزتهما، وهذا هو النظير من الأسماء، الذي اعتمد عليه سيبويه في إجازة التسمية بالحرف المفرد بعد اجتلاب همزة الوصل
إذا كان سيبويه يمنع الاحتجاج باسم وابن للإبقاء على همزة الوصل عند النقل من حال إلى حال وهمزتهما همزة وصل دائمة فيقول:
" ... لأن الأسماء لا تكون بألف الوصل ولا يحتجّ باسمٍ ولا ابن، لقلّة هذا مع كثرة الأسماء"
فكيف يصح الاحتجاج لإبقاء همزة الوصل عند النقل بتخفيف همزة الأب والأخ وتخفيفهما طارئ نادر؟
إن الباء الساكنة من (اضربْ) إذا انتزعت من فعلها فارقت الحرفية بمجرد انتزاعها وصارت اسما لأنك حكيت به جزءا من الفعل كما سمعته ملفوظا في فعله، فهي اسم وإن لم يسم بها رجل، ولما كانت ساكنة كان النطق بها محالا فجلبت لها همزة الوصل كما جلبت لابن واسم وانطلاق فصارت تنطق (اب)، فهي الآن اسم قبل أن يسمى بها رجل، ولما سمي بها الرجل لم تقطع همزتها لأنها نقلت من اسم إلى اسم، كما أنك لا تقطع همزة (ابن) إذا جعلتها علما على رجل لأنك نقلتها من اسم إلى اسم.
فكل ما ينتزع من كلمة لغير معنى يصير اسما حرفا كان أم حرفين أم أكثر، والدليل على أن (اب) اسم قبل أن يسمى بها الرجل أني لو قلت لك كيف تنطق التاء والقاف والألف من (استراح) لقلتَ (تَرا) فهل الجزء المنتزع هنا اسم أو حرف؟
إنه اسم وإن لم يسم به رجل ما، وشأنه شأن الباء من اضرب من حيث أن كلا منهما جزء منتزع لغير معنى من كلمة، إلا أن الباء ساكنة لا مناص من سبقها بهمزة الوصل الزائدة مثل (ابن)، فهذا وجه إسقاط همزة (اب) حال التسمية، وإن كانت التسمية بلفظ الساكن المفرد أمرا تخيليا ساقه العلماء للتدريب والاختبار وأحسب أن لا وجود له في الواقع.
أما (أل) فهي حرف معنى، فيه همزة وصل قبل النقل إلى الاسمية، فإذا نقلته إلى الاسمية قطعت همزته ليصير على مثال الأسماء، لأنك نقلته من حال الحرفية إلى حال الاسمية.
ملحوظة: على مذهب الخليل في التسمية بالحرف الثنائي يثقل إن كان آخره واوا أو ياء مثل (لوٌّ، فِيٌّ) ويمد إن كان آلفا مثل (لاء)، وربما صح عنده تثقيل الصحيح فيصح تثقيل حرف التعريف عند التسمية فيقال (ألٌّ) والله أعلم.
سؤال أخير أستاذي:
ذهبتم إلى أن همزة (أل) تبقى موصولة حال التسمية بها، فكيف تصغرون (أل) علما على رجل؟
تحياتي ومودتي.
ـ[جلمود]ــــــــ[21 - 12 - 2008, 03:35 ص]ـ
وإلى الآن لم ندر رأي أخينا جلمود الذي دعاني للمشاركة، أقتنع أم لم يقتنع؟
¥