ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 03:41 ص]ـ
مرحبا يا علي:
قال سيبويه: فأما قاف وياء وزاي وباء وواو فإنما حكيت بها الحروف ولم ترد أن تلفظ بالحروف كما حكيت بغاق صوت الغراب وبقب وقع السيف وبطيخ الضحك.
فالحكاية أخي الكريم غير اللفظ بالحرف، كما أن غاق حكاية لصوت الغراب وليس بلفظ لصوت الغراب، فلعلك أدركت الفرق بين اللفظ بالحرف وحكايته. فليس اللفظ بالحرف اسما للحرف وإنما هو صوت، غير منتم للأنواع الثلاثة للكلمة، كما إذا قلدت صوتا من الأصوات تقليدا مطابقا. هذا عن مشاركتك الأولى.
أما الثانية، فهمزة الوصل في ال مختلفة عن همزات الوصل في الأسماء والأفعال ففي كلها زائدة، ولكنها في ال أصلية، فلا تحذف في التصغير، أما إذا كنت لا تتصور وجود همزة وصل أصلية، فهذا أمر آخر، حيث يمكن أن تنكر فتح همزة ال لأن همزات الوصل كلها إما أن تكون مكسورة أو مضمومة، ولا توجد همزة وصل مفتوحة إلا في ال وايم، فلا نظير لها، ولكن كلام سيبويه واضح في أنه يجعلها للوصل ويحكم لها بالأصالة وأنا إنما أبين مذهب سيبويه، وأتبعه، فإن كان في كلام سيبويه خلاف ما ذكرت فبينه لي.
واقف عند قولك:
ولا يصح القطع في التصغير والوصل في غيره البتة، فهذا ازدواج وتناقض لا يصح
لماذا لا يصح أهو تحكم، هذا واقع لغوي، سجله سيبويه، فجعل الهمزة للوصل وجعلها أصلية، فإذا كان في قولي تناقض ففي قول سيبويه تناقض.
ألا إنني لا أحكم على قول سيبويه بالتناقض وأقول بقوله إن همزة ال همزة وصل في الاستعمال وهي أصلية فلا تحذف في التصغير، وهذا الحكم خاص بال.
وقد استغربت قولك:
فإذا كنتم ترون قطعها في التصغير (مع سكوت سيبويه وغيره عن ذلك)، وتحكمون بهذا دون دليل ولا نظير ولا نص،
إذا لم يذكر سيبويه تصغير ال اسما فهذا لا يعني أننا لا يمكن أن نقيس على مذهبه، ومذهبه أن همزة ال للوصل وأنها أصلية، فلأصالتها لم تحذف في التصغير، ولوجوب تحركها بالضم لأجل التصغير صارت همزة قطع، لأنها لو بقيت للوصل وسقطت في الدرج لاختل التصغير، أبعد كل هذا أحكم بلا دليل ولا نظير ولا نص.
ما كنت أتوقعها منك يا علي، ولعلك تأثرت بكلام من تزبب قبل أن يحصرم، هذا الذي تركنا ناديه لغروره فيأبى إلا أن يأتي هنا لإثارة الشغب.
مع التحية الطيبة.
ـ[أبو قصي]ــــــــ[22 - 12 - 2008, 07:53 م]ـ
أحباءِ،
إنما أنا امرؤ قرأ هذا الحوارَ، فرأى الحقَّ معَ أحدِ المتحاورينِ، وأعجبَه منه دِقَّة نظره، وسلامة تفكيره، فكرهَ أن يُطمسَ هذا الحقُّ؛ ويغطَّى بجلبابِ (الشهادة)، - كما غلبَ الأصمعيُّ سيبويهِ بـ (لسانه) وسيبويهِ أعلمُ منه! - فذكرَ رأيه، ولم يرد ذمًّا للمحاور الآخر. وكيف والمحاورُ الآخر - وهو الأخ الكريم الأغر- رجلٌ محِبّ للنحو، طويلُ المحاولة، والدأبِ على أن يفهم (الكتاب)؛ فحتى وإن قصَّر في ذلكَ، أو أخطأ، فيكفيه حسنُ نيتِه كما نظنُّ، وقد يجزي الله العبد على نيته ما لا يَجزيه على عمله. وهو حريُّ إن أقامَ على صنيعه هذا زمنًا أن يصِل إلى فهمه إن شاء الله، أسأل الله أن يحقِّق له ذلكَ.
ـ[جلمود]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 12:03 ص]ـ
يا هذا قلتَ في حق نفسك التي لا تحسن الكلام إلا في الفتن:
وقد قرأتُ هذا الحِوارَ كلَّه بتدبُّرٍ، فإذا الأستاذ الفاضل / عليّ المعشي، ينطِق بالحكمةِ ...
وقلتَ في حق من هو أعلم منك:
وهو حريُّ إن أقامَ على صنيعه هذا زمنًا أن يصِل إلى فهمه إن شاء الله، أسأل الله أن يحقِّق له ذلكَ.
ثم إننا لم نر لك في فهم كتاب سيبويه قدما ولا ساقا، فأنى لك هذا الفهم المدعى!
ولندع الأعضاء يحكمون من المغرور المتكبر!
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 08:22 ص]ـ
أخي جلمود غفر الله له.
الأستاذ أبو قصي من ذوي العلم والنظر والفهم الدقيق. دعه يبدي رأيه ـ فلكل عضو الحق في إبداء رأيه ـ فإن كان ينصر عليًا لهوى في نفسه، فقد غشّ اللغة التي يدعي أنه ينافح عنها، وإن كان ينصره جهلا، فهذا لا يخفى على الدكتور الأغر، ولا يضيره، ولا يخفى على القارئ البصير.
فارفق بنفسك أخي الكريم من نَغَص الدِّخال.
ودمت بصحة وعافية. والسلام.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 09:24 م]ـ
أيها الإخوة الأعزاء
¥