أرجو ألا تتحول النافذة إلى (جبهة) صراع وتحزب للأشخاص فهذا (مع) فلان وذاك ضد فلان، ولا إخال الشيخ الأغر بحاجة إلى نصرة، ولا يحتاج تلميذُه إلى ذلك، وإنما يُحكم على القول، فمن استحسن قولا وأراد أن يعضده فليبين ما فيه من القوة، ومن أنكر قولا فعليه بيان مواطن ضعفه بتجرد وأمانة بصرف النظر عن صاحب القول فكل بني آدم خطاء إلا من عصم ربي.
أعود إلى المسألة، ولعلي لا أعود بعدها إلا ما شاء الله إذ لا أظن شيخنا راجعا عن قول قال به، وحتى لا يفسد الحوار ويصير جدلا، وإنما لكل متأمل بصر وبصيرة، والحق أحق أن يتبع.
قلتم شيخنا الأغر:
فالحكاية أخي الكريم غير اللفظ بالحرف، كما أن غاق حكاية لصوت الغراب وليس بلفظ لصوت الغراب، فلعلك أدركت الفرق بين اللفظ بالحرف وحكايته.
لم أقل إن اللفظ بالحرف الساكن من كلمة ما اسم للحرف وإنما هو حكاية صوت الحرف على لفظه، وفي مشاركتي التي رددتم عليها بهذا المقتبس ما يثبت أني أدرك الفرق بين حكاية الحرف ولفظ الحرف المنتزع من كلمة (ولمن شاء أن يعود إليها)، فحكاية حرف الهجاء الباء (باء)، واللفظ بالباء الساكنة من (اضربْ) هو (اب) وهو حكاية لكنها على اللفظ فهو اسم، وصور الحكاية تتعدد فمنها المحكي لفظا ومعنى، ومنها المحكي معنى (وفيه خلاف)، ومنها المحكي لفظا، وهناك أحكام خاصة للمحكي بالقول، ثم إن ما يحكى قد يكون أصله اسما وقد يكون فعلا وقد يكون حرفا وقد يكون جملة وقد يكون صوتا وقد يكون جزءا من كلمة، وفي كل صور الحكاية يصير المحكي اسما ليس غير، فيخضع للعوامل التي يخضع لها الاسم الأصيل إلا أن منه ما يعرب ومنه ما يبنى.
وقلتم:
فليس اللفظ بالحرف اسما للحرف وإنما هو صوت، غير منتم للأنواع الثلاثة للكلمة
كان قولكم هذا ردا على قولي المتضمن أن (ابْ) أي الباء الساكنة من (اضربْ) حينما تنطق منتزعة من فعلها تعد اسما لأنها حكيت على لفظها، فرددتموه بأن اللفظ بالحرف أي (ابْ) غير منتم للأنواع الثلاثة للكلمة أي ليس اسما ولا فعلا ولا حرفا!
وهنا سؤالان أحدهما:
كيف دخل الجار على (اب) وهو ليس اسما بل غير منتم للأنواع الثلاثة للكلمة ـ كما رأيتم ـ حيث جاء في الكتاب (ولو سمّيت رجلاً باب قلت: هذا ابٌ)
وحبذا لو تكرمتم بإعراب (باب) حتى نعرف كيف نعرب لفظا ليس من أنواع الكلمة إذا جاء معمولا في سياق!
والسؤال الثاني يجيء بعد التمهيد الآتي:
قررتم في غير مشاركة سابقة لكم أن (اب) التي هي لفظ الباء الساكنة من (اضربْ) حرفٌ، وقستم على همزته همزة (أل) في عدم القطع عند التسمية بهما، وقستم فتح همزة (اب) على فتح همزة (أل) لأنكم ترون كلا من اب وأل حرفا، حيث قلتم بشأن (ابْ) الملفوظة من (اضربْ) في المشاركة ذات الرقم (49):
أما الحروف فإنها تبقى على حالها إلا التي آخرها واو أو ياء أو ألف، ولذلك نص على أنك لو سميت رجلا بالباء الساكنة من (اضرب) والتي تلفظ: إبْ، تبقى همزته همزة وصل وتسقط في الوصل.
وقلتم في المشاركة نفسها بعد أن فرغتم من نقل كلام لسيبويه خاص بالتسمية بـ (اب) الملفوظة من (اضربْ):
هذا نص على أن الحرف إذا سمي به فإن همزة الوصل فيه تبقى على حالها وتسقط في الوصل وتثبت في الابتداء
وقلتم في شأن (ابْ) المنتزعة من (اضربْ) في المشاركة ذات الرقم (57):
فضبطتها بالكسر، وحقها أن تكون بالفتح قياسا على همزة ال، وذلك لتمييز همزة الوصل الداخلة على الحروف من الداخلة على الأفعال أو الأسماء.
والسؤال:
كيف جعلتم (ابْ) هناك حرفا وبنيتم على ذلك قياسا واستنتجتم منه حكما، واليوم تقررون أنه غير منتم للأنواع الثلاثة للكلمة؟! وما مصير احتجاجكم الذي طالما احتججتم به المبني على حرفية (اب) قبل التسمية بها بعد أن جردتموها اليوم من الحرفية بل من كل أنواع الكلمة؟!
تحياتي ومودتي.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 09:36 م]ـ
سلم الله الأساتذة
وإني لأتعلم منهم كل يوم درسًا في حسن الخلق
ما أكرمك أبا محمد
لم تبخل في تعليمك لنا بما تقدمه فأكرمتنا بتعلم حسن الخلق
لله أنت
إننا في شغف إلى أن نتعلم المزيد, ولن نرضى بغلق موضوع لسبب تسفيه أوتحقير
ـ[أبو طارق]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 09:43 م]ـ
أيها الإخوة الأعزاء
أرجو ألا تتحول النافذة إلى (جبهة) صراع وتحزب للأشخاص فهذا (مع) فلان وذاك ضد فلان، ولا إخال الشيخ الأغر بحاجة إلى نصرة، ولا يحتاج تلميذُه إلى ذلك، وإنما يُحكم على القول، فمن استحسن قولا وأراد أن يعضده فليبين ما فيه من القوة، ومن أنكر قولا فعليه بيان مواطن ضعفه بتجرد وأمانة بصرف النظر عن صاحب القول فكل بني آدم خطاء إلا من عصم ربي.
مرحبًا بالأستاذ الحبيب
تابع أستاذي, ولا تحرمونا علمكم
ـ[محمد سعد]ــــــــ[23 - 12 - 2008, 10:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي الكرام
لا تتوقفوا عن النقاش، نحن نتعلم منكم، ولا نجعل رياح الصيف تعبث بالموضوع، هذه أساليب مللناها
¥