ثم إني أراكم فررتم من المفرد (نظير ما نحن فيه) إلى المركب الإسنادي مع أنه يتركب من فعل واسم، ثم هما معا بمنزلة الاسم، ولو جئتم بلفظ مفرد (أيّ لفظ مفرد) لما كان لكم بد من القول إن أصله اسم أو فعل أو حرف.
وأما الجملة (جاء زيد) قبل جعلها مركبا إسناديا فهي كالباء حينما كانت ضمن حروف الفعل (اضربْ) فإذا حكي لفظها دون أن تكون علما كقولك (اكتب جملةَ كجاء زيد) فهي كابْ في قوله (لو سميت رجلا باب ... ) فإذاجعلتها علما كقولك (مررت بجاء زيد) فهي بمنزلة اب حينما صارت علما في قولك (هذا ابٌ، وأكرمت ابًا) إلا أن الجملة لا تصرف ولا تظهر عليها علامات الإعراب خلافا للمفرد.
وأما عن قولكم:
والثاني أني قلت اب ليس اسما ولا حرفا ولا فعلا بالمعنى الاصطلاحي لهذه الثلاثة. ولم أنف كونه لفظا لحرف من حروف الهجاء.
فأقول: لقد حددتُ أرقام المشاركات التي اقتبست منها لأسهل على القارئ العودة إليها في سياقاتها، ومن ثَم النظر هل يفهم منها الحرف الاصطلاحي ثالث الاسم والفعل، أو أني سيئ الفهم محدود النظر وأن مرادكم الذي يجب أن يُفهم إنما هو حرف الهجاء لا الحرف الاصطلاحي الذي هو أحد أنواع الكلمة،؟
ولا بأس أن أسهل أكثر فأعيد أحد الاقتباسات حيث قرنتم فيه الحرف بالاسم والفعل الاصطلاحيين حين قلتم في شأن (ابْ) المنتزعة من (اضربْ) في المشاركة ذات الرقم (57):
فضبطتها بالكسر (أي همزة ابْ)، وحقها أن تكون بالفتح قياسا على همزة ال، وذلك لتمييز همزة الوصل الداخلة على الحروف من الداخلة على الأفعال أو الأسماء.
فهل يجرؤ منصفٌ أن يقول إن المراد هنا هو تمييز همزة الوصل الداخلة على (حروف الهجاء) من الداخلة على الأسماء والأفعال؟ ولا سيما أنكم قستم الفتح فيها على فتح همزة أل وهي حرف اططلاحي، وأردتم تمييزها عن الهمزة الداخلة على الاسم والفعل الاصطلاحيين!
ولتعلم أستاذي ـ وأشهد الله ـ أني لا أريد تسليما ولا أنشد انتصارا، ولكني أريد إنصافا للحجة البينة ليس غير، إن ليَ وإن عليّ وما ذلك إلا إنصاف لحق العلم علينا جميعا!
ملحوظة: ما لون بالأحمر في حيز المقتبس الأخير إضافة من عندي للإيضاح، ويمكن العودة إلى أصل المشاركة للتحقق من صحة مضمونها,
تحياتي ومودتي.
ـ[ابن بريدة]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 11:15 ص]ـ
تدارس عميق للمسألة، وهذا ليس بغريب على علمين من أعلام الفصيح - د. بهاء الدين، الأستاذ علي - وأرجو أن يبتعد الإخوة عن التعليقات الجانبية لكيلا نصرف البحث الجميل عن مساره.
بوركت جهودكما أستاذيَّ الجليلين.
ـ[أبو طارق]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 02:49 م]ـ
وأعدك ألا أعلق على مشاركة لك بعد ذلك حتى لا أحولها إلى جبهة أخرى.
والسلام!
لحضورك جمال نرتقبه كلما رأينا حوارًا لأساتيذنا الأكارم
ولا أظن الأستاذ عليا يسيءُ الظن بك, لأننا نعلم قد جلمود في الفصيح, وفي قلوب رواده
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 12 - 2008, 06:46 م]ـ
قبل الرد على اعتراض الأخ علي .. أشكر الأخ جلمودا الذي انتصر للحق ولم ينتصر لي، فقد جار أحد الداخلين في الحوار ولم ينصف فنبه أخونا إلى ذلك، وكنت أتوقع من الأخ علي أن يكون منصفا ولا يسكت، ولكن خاب ظني فيه، ولم يكتف الأخ علي بسكوته، وإنما جار علي في رده الذي جاء بعد كلام هذا المنغص (بتشديد الغين وكسرها) فقال عني
وتحكمون بهذا دون دليل ولا نظير ولا نص
ونبهته أنني لم أتوقع مثل ذلك منه، ولكنه لم يلتفت إلى عتابي، لذلك أرجو ألا يدعوني شيخا ولا أستاذا، فإن الذي يحكم بدون دليل لا يستحق أن يكون أستاذا، وحسبه أبو قصي شيخا حيث يخاطبه في ذلك الحوار الذي فضح الله به أبا قصي، وجهله وغروره أعني الحوار المتعلق بالنسب إلى النحو، حيث يقول له المعشي:
تعجبني سمة في طرحك قلما وجدتها عند كثير ممن يتصدون لتدريس النحو والصرف في جامعاتنا، فجلهم ناقل لا يكاد يجاوز متون الكتب وحواشيها، لكني وجدت إنعام النظر وإعمال الفكر مما يتسم به طرحك. فما أسعدني بك أيها العلامة البحاثة!
فليهنأ التلميذ بأستاذه العلامة البحاثة!!!!!!!!!!
أما كلام أبي قصي عني أيها العزيز جلمود فهو نابع من تلك النفس التي عبر عنها بقوله في ذاك الحوار:
¥