التي اعترت النخل وبكائي القديم في حضرة القطب.
وكما ذكرنا فإدخال (ال) على المضارع ضرورة شعرية على رأي الجمهور، إلا أن قصائد محمد خضر نثرية، فهي لا تخضع لوزن معيّن، فما الداعي إذن لإقحامه (ال) في قصائده!!؟ وإنما يدُل ذلك على شيوع هذه الظاهرة بين الشعراء المعاصرين عامةً وشعراء الانترنت خاصةً في الشعر والنثر على حد سواء.
ويقول الشاعر الفلسطيني يوسف الديك (8) في قصيدة له بعنوان امرأة:
نامي أيتها المرآة
الـ تتراءى فيها عينيّ
الـ يتوارى خلفها منكفئاً
فرح السنوات الدامي.
ويقول الشاعر الليبي محمد زيدان (9):
ها أنا الندبة في جبينك
وآسفٌ جداً للخطأ
ها أنا الـ أدورُ على قلبي
وهُنيهة الإيماض الأخيرة
تعتم في المدى الأخرس
وتقول الشاعرة السعودية الشابة هيلدا إسماعيل (10):
وأنا الـ أُشبهها سوءاً
نحشر بالـ (شوكولا) أعيننا.
ويقول الشاعر عثماني الميلود في قصيدةٍ منشورةٍ على صفحات دروب: (11)
مارون الراس ليس نجماً
وليس قشرة بصل
مارون الراس يُرعب ويُنعش
إنه الريح تهفو إلى الرياح
والماء اليعود إلى نبعه
ويقول الشاعر السوداني عالم عباس محمد نور في قصيدة بعنوان سلامٌ لوجهك في الخالدين: (12)
الله لك
يا أيها المُلقى بقارعة الدروب
يا أيها القلبُ الـ يذوب جوىً وليلك نام في نعش العشى
فدخول (ال) على المضارع (يذوب) هنا في غاية الروعة والإتقان، ولا سيما أنه قصدَ التعبير عن ذوبان قلبه فعبّر عنه بذوبان اللفظ في جملته، فأذاب (الذي) واقتصر على (ال) حتى وكأن الكلامَ يذوبُ في ثغرك وينساب عذباً إذا ما لفظتَ قوله (الـ يذوب)!!
وتقول الشاعرة السعودية نادية البوشي:
هو البوحُ يا خافقي لا تهاب انسكاباً حميما
على مرفأ الصدق الـ يحتفي بالوفاء (13)
ويقول الشاعر السعودي حسن الصلهبي (14)
لا تلمنيْ إذا انتحلتُ القصيدةْ .. أين وجْهيْ؟
أرى وُجُوهاً عديدةْ أنكرتني رغم التداني المرايا ..
رغم أنفاسها الـ يُقالُ جديدةْ (15)
ــــــــــــــــــــــ
(1) منهاج البلغاء/ص143 ...
الصاحبي لابن فارس/ص275 ...
(2) فاضل جعفر الجابر شاعر سعودي مواليد سنابس 1975له مجموعة شعرية واحدة
(مُتّسع للرحيل).
(3) ديوان الشاعر متسع للرحيل ص86
(4) www.alsakher.com
(5) عبد الناصر حداد شاعر سوري مواليد دير الزور 1972له ثلاث مجموعات شعرية.
(6) ديوان الشاعر (أول المنفى) ص29
(7) محمد خضر الغامدي شاعر سعودي مواليد أبها 1976أصدر ديوان (مؤقتاً .. تحت غيمة)
(8) شاعر فلسطيني مواليد مدينة باقة الغربية 1959 له أربعة إصدارات.
(9) شاعر ليبي مواليد ودّان 1966له إصداران.
(10) شاعرة سعودية صدر لها (ديوان بين قوسين) و (أي .. قونات)
(11) www.droob.com
(12)WWW.postpoems.com
(13)www.adabimadina.net شاعرة من المدينة المنورة ..
(14) حسن الصلهبي شاعر من جيزان له ديوان شعري بإسم خائنة الشبه .. فائز بجائزة أبها للثقافة عام 1424
(15) ديوان الشاعر خائنة الشبه ص21
ـ[قافية]ــــــــ[30 - 12 - 2008, 07:54 م]ـ
أمثلة شاذة عن الشذوذ!!
وممّا لا شكّ فيه أنّ (ال) تختلف عن الذي فيما تدخل عليه فلا تتصرف تصرفه فإذا كان (الذي) يدخل على الجملة الفعلية والاسمية فإن (ال) لا تدخل إلا على مشتق من الجملة الفعلية وقد تدخل على المضارع لشبهه باسم الفاعل في الزمن وفي الصيغة أو شبهها بالموصولات الاسمية، أو تدخل على الاسم أو الظرف لشبهها بأخواتها الموصولات حيث لا توصل إلا بالجملة أو شبه الجملة (1) على سبيل الضرورة الشعرية لشذوذها وندرتها، كما بيّنا ذلك في المبحث الأول، أمّا أن يتم إدخالها على أفعالٍ ماضية أو أفعالٍ ناقصة أو حروف فهذا ما لم نسمع به في لغة العرب. وقد شاع بشكلٍ لافتٍ في شعر بعض المحدثين، وهم لا يكتفون بإدخال (ال) على المضارع كما عهدنا ذلك في الشعر القديم بل يتعدّون ذلك إلى إدخالها على الماضي، يقول الشاعر السعودي فاضل الجابر في قصيدته غجريّة: (2)
بعُمق البياض هنالك ينبت في الصدر شيءٌ
بلون البنفسج حين تبرعمه في فؤاده
وحتى انتثاره ويا قبلتي الحب ليس الهواء الـ تنفسته فيك يوما
وليس الجمال الذي سوف يقدح وجه المحب ويشعل ناره.
¥