تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(وإذا رأوا تجارةً أو لهواً انفضوا إليها) (3)، وقوله تعالى (ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه) (4).

(فإذا) في الآيتين السابقتين جاءت بمعنى (إذ) لأن قوله تعالى (لا أجد ما أحملكم عليه) مقول في الماضي وكذا الانفضاض في قوله تعالى (انفضوا إليها) واقع أيضاً فيما مضى، ولذلك فالموضعان السابقان صالحان (لإذ) وقد قامت إذا مقامها، وقد قال بذلك ابن مالك في كتاب شواهد التوضيح والتصحيح ص 9 – 10 وإليك نص قوله:

وكما استعملت (إذ) بمعنى (إذا) استعملت (إذا) بمعنى (إذ)، وذكر الشاهدين السابقين ومعهما شاهد ثالث لم أذكره خشية الإطالة، غير أن المسألة خلافية، فقد قال بعض النحاة به، والبعض الآخر أنكره، وقد ذكرته للفائدة فتدبره.

ــــــــــــــ

(1) النجم [1] (2) الليل [1].

(3) الجمعة [11] (4) التوبة [92].

4 ـ وقد تخرج (إذا) عن الظرفية فتكون اسماً مجروراً (بحتى)، كقوله تعالى (حتى إذا جاؤها) (1)، وقوله تعالى (حتى إذا كنتم في الفلك) (2).

ومنه قول لبيد:

حتى إذا ألقت يداً في كافر ـــــــ وأجن عورات الثغور ظلامها

فإذا في الشواهد الثلاثة السابقة يجوز فيها الجر (بحتى)، كما يجوز فيها النصب على الظرفية، وهو أمر مختلف فيه أيضاً.

أو مبتدأ كما ذكر الأخفش في قوله تعالى (إذا السماء انشقت، وأذنت لربها وحقت، وإذا الأرض مدت) (3).

قال الأخفش (إذا) مبتدأ و (إذا الأرض) خبر والواو في إذا الثانية زائدة، وقد نقله عنه العكبري (4). غير أن هذا الوجه فيه تكلف، (فإذا) في موقع نصب على الظرفية وهي شرطية وجوابها فيه أقوال: فإما أن يكون (أذنت) والواو زائدة، وإما أن يكون محذوفاً تقديره بعثتم أو جوزيتم.

ـــــــــــــ

(1) الزمر [71] (2) يونس [2].

(3) الانشقاق [1 – 3].

(4) إملاء ما من به الرحمن ج 2 ص 284.

تنبه: اختلف النحويون في العامل في (إذا) أهو الشرط أم الجواب فالجمهور على أن ناصب (إذا) هو الجواب، والمحققون على أن الناصب هو الشرط ولكل من الفريقين أسانيده التي بنى عليها رأيه فاختر ما تشاء.

أما ما نراه فإنها خافضة لشرطها منصوبة بجوابها ولا يمنع ما يتصل بالجواب من حروف كالفاء الرابطة وإذا الفجائية (وإن)، (وما) النافيتين ـ من العمل في (إذا) وقد أكد ذلك العكبري (1)، والزمخشري (2)،

والرضي (3)، وغيرهم.

ــــــــــــ

(1) أنظر العكبري إملاء ما من به الرحمن ج 1 ص 87.

(2) وانظر الكشاف ج 4 ص 239.

(3) وانظر شرح الكافية ج 2 ص 111.

ـــــــــــــــ

(1) ص [32].

ثانياً: إذا الحرفية:

هي (إذا) الفجائية الظرفية ولا تقع إلا في وسط الكلام، وتدخل على الجملة الاسمية فقط، ولا تحتاج إلى جواب، وتكون للحال، والجملة بعدها لا محل لها من الإعراب، والاسم المرفوع بعدها يعرب مبتدأ.

نحو: خرجت فإذا محمد بالباب.

ومنه قوله تعالى (فإذا هي حية تسعى) (1)، وقوله تعالى (فإذا هي

شاخصة) (2)، وقوله تعالى (ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين) (3).

ويلاحظ في (إذا) الفجائية اقترانها بالفاء وقد اختلف فيها أهي زائدة، أم للاستئناف، أم عاطفة، وقال الرضى في شرح الكافية إنها جواب شرط مقدر، ولعله يعني أنها فاء السببية التي يراد منها لزوم ما بعدها لما قبلها. وقال بعضهم إنها عاطفة. وقد دخلت (ثم) العاطفة على (إذا) الفجائية في آية واحدة هي:

قوله تعالى (ومن آياته أن خلقكم من تراب ثم إذا أنتم بشر تنشرون) (4).

وكما اختلف النحاة في الفاء الداخلة على (إذا) الفجائية،

اختلفوا أيضاً في (إذا) الفجائية ذاتها أحرف هي أم ظرف.

فقال بعض النحويين إنها حرف وهو مذهب أهل الكوفة والبعض الآخر قال بظرفيتها الزمانية وهو مذهب الزجاج والرياش، والعامل فيها هو خبر المبتدأ، وبعضهم قال بظرفيتها المكانية وهو منسوب إلى سيبويه، ونقله الرضى في شرح الكافية عن المبرد غير أن القول بحرفيتها هو أصوب الوجهين (5).

فقد قال سيبويه *، هي حرف من حروف الابتداء.

ـــــــــــــ

(1) طه [20] (2) الأنباء [97].

(3) الأعراف [108] (4) الروم [20].

(5) أنظر الكتاب لسيبويه ج 1 ص 95 و ج 3 ص 17 – 18.

د. مسعد زياد

ـ[أبو طارق]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 10:04 ص]ـ

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أستاذي الفاضل سليم: الحمدلله على رؤيتك في منتدى النحو والصرف , ظننت أنك لن تفارق منتدى البلاغة:) , فبارك الله فيك. وشكري وتقديري لأستاذنا الفاضل الدكتور مسعد جزاه الله خير الجزاء. والحقيقة فقد وضعت مشاركتي على استعجال , وقد كانت آخر مشاركة لي يوم أمس فغابت عن ذهني إذا الفجائية. وأرجو من السائلة أن تعذرني على استعجالي. وبارك الله في أساتذتنا الأفاضل.

دمتم بخير

ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[31 - 05 - 2006, 10:15 ص]ـ

ألف تحية لأخي أبي طارق

نحن معك دائما لا عليك لا سمح الله، وجل من لا يسهو.

وإذا سها أحدنا أيقظه صاحبه ولا غضاضة في ذلك لأن الهدف واحد

وهوتقديم العون للآخرين، وإن أجري إلا على الله رب العلمين.

لك كل الود والتقدير.

د. مسعد زياد

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير