ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 04:16 م]ـ
أين نحاة البصرة والكوفة؟
الأخ موسى .. لقد أسمعت لو ناديت حيا .. فلن تجد إلا الزعانف من أحفادهم أمثالي ..
قولك: (علمتُ أنْ سيرحلُ). (أنْ: حرف مشبّه بالفعل بطلُ عمله لأنه خُفف،) غير صحيح، فما زال عاملا: (أنْ: مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف، وجملة سيرحل في محل رفع خبرها، والتقدير: علم أنّه سيرحل ..
قولك (إلا أن اسمها منوي) تقصد ضمير الشأن المستتر كما مر .. وهذا هو الذي يسمى ضمير الشأن ...
وقولك: (ونحو "والخامسة أن غضب الله عليها"). الذي أعرفه أن (أنّ) هنا هي الثقيلة ..
وقولك: (واعلم أنّ أنْ المخففة من الحروف المصدرية) صحيح، فالمخففة مصدرية لأنها المخففة من أنّ مفتوحة الهمزة وهي مصدرية، وهي عاملة مثقلة ومخففة، والخوف أن يخلط القارئ بقولك المصدرية بين هذه وبين الناصبة للمضارع، فهذه ليست تلك وإنما هما أداتان مختلفتان .. ومن عودتي لبعض مداخلاتك السابقة وجدتك تظن أن المصدرية الناصبة هي نفسها المصدرية المخففة من الثقيلة، وهذا ليس صحيحا .. فإذا استوى أن تكون الناصبة والمخففة في مثال ما، فليس لأنه يجوز الأمران في كل مثال، وإنما لأن المعنى يقتضي ذلك في هذا المثال عينه، ففي قوله تعالى (وحسبوا أن لا تكون فتنة) فمن قرأ بالنصب (تكونَ) فعلى أنها هي المصدرية، وفي الإملاء الحديث يجب الإدغام (ألا) .. ومن قرأ بالرفع (تكونُ) فعلى أنها المخففة، وفي الإملاء الحديث يجب الفصل (أن لا) .. ولسنا هنا أمام أداة واحدة يجوز فيها نفسها الوجهان .. ولكنْ إما أن نعدها الناصبة، وإما أن نعدها المخففة .. ولذلك يكثر وصف الناصبة بالمصدرية، ويقل ذكر ذلك مع الحرف المشبه بالفعل (الناسخ) أنّ المفتوحة الهمزة، إلا عند البحث عن المصدر المؤول ..
عمل أن المخففة لا يبطل، وعمل أن المصدرية لا يبطل، إلا في الحالات الاستثنائية، التي لا يجوز لها أن تهدم القاعدة المطردة .. سواء تبنى ذلك أجدادنا البصريون أو الكوفيون عليهم رحمة الله .. وليس هنا مجال ذكر تلك الحالات .. وشكرا ..
ـ[أبو طارق]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 04:52 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل داوود وجزاك الله خيراً.
ستاذي الفاضل قلت:
وقولك: (ونحو "والخامسة أن غضب الله عليها"). الذي أعرفه أن (أنّ) هنا هي الثقيلة ..
لا أعلم ما قصدك بعبارة هي الثقيلة. أتقصد أنها في هذه الموضع غير مخففة؟ أم تقصد مخففة من الثقيلة. وواضح عبارتك أنك تقصد أنها غير مخففة في الآية. لذلك أنقل لك أستاذي الفاضل الآتي:
والخامسة وقريء بالنصب أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين في
ذلك وقريء بتخفيف أن وكسر الضاد.
تفسير الصافي ( http://www.rafed.net/books/olom-quran/al-safi-03/21.html)
أي أن ((أن)) هنا مخففة مع كسر الضاد أي مع الفعل لينسبك من أن المخففة واسمها الضمير المحذوف والخبر الذي هو جملة فعلية مصدراً مؤولاً.
وجاءت ثقيلة مع الاسم الصريح. قال تعالى:
{وَالْخَامِسَةَ أَنَّ غَضَبَ اللَّهِ عَلَيْهَا إِن كَانَ مِنَ الصَّادِقِينَ}
والله أعلم
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 05:00 م]ـ
الإخوة الكرام ..
بحسب علمي القاصر فإن ضمير الشأن هو الضمير المتصل (هاء الغائب) حصرا .. ففي قولنا: علمت أنْ سيرحل، فضمير الشأن هو الهاء في تقدير (علمت أنه سيرحل) ولو قلنا (علمت أنْ سترحل) فضمير الشأن هو الهاء أيضا وليس الكاف فلن نقول (علمت أنك/أنها سترحل) وإنما نقول (علمت أنه سترحل) ولو قلت علمت أن سنرحل فالتقدير (علمت أنه سنرحل) أي أن الشأن سنرحل وليس أننا سنرحل .. وعلى ذلك فقس .. وضمير الشأن هذا لا يؤنث ولا يثنى ولا يجمع ولا يلتفت فيه إلى أي كلمة غير (الشأن) لأنه يحل محل كلمة الشأن المحذوفة ..
فهل هذا صحيح؟ .. وجزاكم الله خيرا ..
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[12 - 06 - 2006, 05:33 م]ـ
بارك الله فيك أستاذنا الفاضل داوود وجزاك الله خيراً.
لا أعلم ما قصدك بعبارة هي الثقيلة.
تحياتي أيها الأخ العزيز .. أقصد أن قراءة حفص عن عاصم هي: (والخامسة أنَّ غضَبَ الله عليها إن كان من الصادقين) فهذه المشددة المضعفة هي التي تسمى الثقيلة، ولأنها الأصل فلا يقال لها الثقيلة أينما وردت، أما المخففة فيجب قولنا المخففة حتى لا يحصل اللبس ..
لذلك أنقل لك الآتي: تفسير الصافي ( http://www.rafed.net/books/olom-quran/al-safi-03/21.html) أي أن ((أن)) هنا مخففة مع كسر الضاد أي مع الفعل لينسبك من أن المخففة واسمها الضمير المحذوف والخبر الذي هو جملة فعلية مصدراً مؤولاً. والله أعلم
قولك وقوله (مخففة مع كسر الضاد) أي إن القراءة (والخامسة أنْ غَضِبَ اللهُ عليها ... ) وهنا تكون أنْ مخففة من أنَّ ويكون ما بعدها فعل ماض ٍمبني على الفتح، وينسبك من أن واسمها ضمير الشأن المحذوف وخبرها الجملة الفعلية مصدر مؤول .. (والخامسة غضبُ الله عليها) .. والله أعلم ..
¥