تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

المدينة ... وبورك فيكم

ـ[د. مسعد محمد زياد]ــــــــ[24 - 06 - 2006, 12:14 م]ـ

الفعل للازم

تعريفه وأنواعه: ـ

هو كل فعل لا يتجاوز فاعله ليأخذ مفعولا به، بل يكتفي بالفاعل.

وهذا النوع من الأفعال مما لا يتعدى فاعله مطلقا، أي لا ينصب مفعولا به البتة، ولا يتعدى لمفعوله بحرف الجر أيضا، لأنه لا يتوقف فهمه إلا على الفاعل وحده، ومن هذا النوع الأفعال التالية: ـ

طال، حَمُر، شَرُف، ظَرُف، كَرُم، نهم، راح، اغتدى، انصرف، حَسُن، تدحرج، تمزق، وسخ، دنس، أنكر، انفلج، احمرّ، اسودّ، ابيضّ، اصفرّ، اقشعرّ، اطمأنّ، احرنجم، اشمخرّ، وما شابهها.

ومن أمثلتها: طال الوقت. واحمرّ البلح، وشَرُف الرجل، واغتدت الطير.

ونحو قوله تعالى: {وحسن أولئك رفيقا} 1.

وقوله تعالى: {حسنت مستقرا ومقاما} 2. 11 ـ ومنه قول امرئ القيس:

وقد أغتدي والطير في وكناتها بمنجرد قيد الأوابد هيكل

ومن الأفعال ما جاء متعديا، ولازما، وهذا النوع يكثر في الأفعال الثلاثية المكسورة العين ـ من باب فَعِلَ ـ فإن دلت هذه الفعال على علل وأحزان وأمراض، وأضادها كانت لازمة. نحو: مرض محمد، وسقم الرجل، وحزن علي، وبطر الجائع، وشهب الثوب، وفرح الناجح، وفزع الطفل.

ــــــــــــــــ

1 ـ 69 النساء. 2 ـ 76 الفرقان.

وإن دلت على غير ما سبق جاءت متعدية بنفسها.

نحو: ربح محمد الجائزة، وكسب الرجل القضية، ونسي المريض الدواء،

وسمع الملبي النداء، وشرب الظامئ الماء.

ومن الفعال اللازمة ما يتعدى لمفعوله بوساطة حرف الجر، وهذا النوع من الأفعال لا يعتبر متعديا على الوجه الصحيح، لأن الجار والمجرور الذي تعدى له الفعل اللازم لا يصح أن يكون مفعولا به، وإنما الحق به لأن إعرابه الصحيح هو الجر.

نحو: مررت بخالد، وسلمت على الضيف، وذهبت إلى مكة، وسافرت إلى الشام، وتنزهت في الطائف.

فمتمم الجملة في الأمثلة السابقة هو الجار والمجرور، وقد جعله البعض في موضع النصب على المفعولية، وكأنهم علقوا شبه الجملة بمحذوف في محل نصب مفعول به، وأرى الصواب أن شبه الجملة متعلق بالفعل قبله.

فالأصل في تعلق الجار والمجرور هو الفعل، أو ما يشبهه، كاسم الفاعل، أو اسم المفعول، أو الصفة المشبهة، وإذا حذف المتعلق وكان كونا عاما فلا يخرج المتعلق عن واحد من المواضع الآتية: ـ

1 ـ الخبر. نحو: الكتاب في الحقيبة. فالجار والمجرور متعلقان بمحذوف في محل رفع خبر المبتدأ.

2 ـ الحال. نحو قوله تعالى: {فأتبعهم فرعون بجنوده} 1.

فبجنوده شبه الجملة متعلق بمحذوف في محل نصب حال من فرعون.

109 ـ ومنه قوله تعالى: {مذبذبين بين ذلك لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء} 2

فقوله: إلى هؤلاء جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب حال من الضمير في " يذكرون ".

ــــــــــــ

1 ـ 90 يونس. 2 ـ 143 النساء.

3 ـ الصفة. نحو: شاهدت رجلا على دابته.

على دابته جار ومجرور متعلقان بمحذوف في محل نصب صفة لرجل.

4 ـ صلة الموصول 110 ـ نحو قوله تعالى: {ويشهد الله على ما في قلبه} 1

في قلبه جار ومجرور متعلقان بمحذوف صلة ما.

مما سبق يتضح لنا أن العامل في الجار والمجرور إما أن يكون الفعل، أو شبهه كما ذكرنا. نحو: ذهب محمد إلى السوق.

ونحو: علي ذاهب إلى السوق.

وإما أن يكون العامل محذوفا، ونقدره كما هو في الأمثلة السابقة بـ " استقر، أو حصل، أو كان، أو مستقر، أو حاصل، أو كائن "، ما عدا الصلة فنقدره فيها بـ " استقر، أو حصل، أو كان " لأنها لا تكون إلا جملة، أو شبه جملة.

وقال أكثر النحاة أن أغلب الأفعال اللازمة تكون قاصرة عن التعدي للمفعول به بنفسها، أو لا تقوى على الوصول إلى المفعول به بذاتها فقووها بأحرف الجر، وأطلقوا على تلك الأحرف أحرف التعدي، ومنها: الباء، واللام، وعن، وفي، ومن، وإلى، وعلى.

111 ـ نحو قوله تعالى: {ذهب الله بنورهم} 2.

وقوله تعالى: {يؤمن بالله ويؤمن للمؤمنين} 3.

وقوله تعالى: {وإن جنحوا للسلم} 4.

وقوله تعالى: {وكفر عنا سيئاتنا} 5.

وقوله تعالى: {ويسارعون في الخيرات} 6.

وقوله تعالى: {ويسخرون من الذين آمنوا} 7.

وقوله تعالى: {فحق علينا قول ربنا} 8.

ـــــــــــــــــــــ

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير