ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[20 - 06 - 2006, 07:42 ص]ـ
لا أرى في القياس داعيا لتخطئة من يستعمل (لو) بعد حبذا في نحو: حبذا لو تجيئني، فلو هنا هي لو المصدرية، تنسبك مع ما بعدها بمصدر كقوله تعالى: (ودوا لو تدهن فيدهنون)، ومثل قولنا: وددت لو تجيئني، بمعنى: وددت مجيئك، وكذلك: حبذا لو تجيئني، أي: حبذا مجيئك، فحبذا فعل وفاعل والجملة خبر مقدم، والمخصوص بالمدح مجيئك مبتدأ مؤخر. ويجوز أن تجعل (حبذا) اسما في محل رفع مبتدا والمخصوص خبره. ولعل الذين منعوا ظنوا أن (لو) هذه هي الشرطية، ولا مكان للشرطية هنا بعد (حبذا) فحكموا بالخطأ على هذا الأسلوب. مع التحية الطيبة.
حياك الله أخي الأغر .. هذا ما كنت أنتظر .. وهذا ما أعتقد صوابه .. ولكنه غير مسموع، فلم أشأ أن أكون البادئ حذار أن يردوه بعدم السماع .. والسماع أصل، ولكن ليس كل صحيح بمسموع، فمنه ما هو مقيس عليه، هذا ما قالوه في رفضهم (من هو القائل) أو (ما هو العمل) ومع اعتقادي بضعفه، إلا أنني كنت أناقشهم في القياس، وكانوا يردونه بعدم السماع .. تجد هذا في المنتدى اللغوي (من هو أول ... ) وجزاك الله خيرا ..
ـ[أبو بشر]ــــــــ[20 - 06 - 2006, 10:46 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الكريم داوود
المخصوص في البيت مستفاد من قول الشاعر: (لولا الحياء) وعليه فالتقدير:
ألا حَبَّذا أخبارُ الحبّ" أو "ذكر النساء"، أو "حالتي معك"، أو "حبيبٌ لا أسميه"، أو غير ذلك مما قدّر العلماء، ومن ثم فلا يشترط أن يكون المخصوص المحذوف مستفاداً من كلام سابق، فاللاحق قد يفسر السابق كما في قوله تعالى: (إذا الشمس كورت) على أن الأصل: (إذا كورت الشمس كورت)
أستاذنا الكريم الأغرّ
جعلُ "لو" مصدرية - في رأيي القاصر- لا يستقيم من حيث المعنى، إذ المعنى الذي يفيده تركيب: (حبذا لو تجيئني) غير المعنى الذي يفيده تركيب (حبذا مجيئك)، فالأول يفيد تمني مجيء لم يحصل، والثاني يفيد مدح مجيء قد حصل، وعليه أراه الأفضل أن نقدر المخصوص محذوفاً هكذا: (حبذا صنيعك لو تجيئني)، وهذا يستقيم مع المعنى المراد من هذا الأسلوب.
والله أعلم
ـ[عنقود الزواهر]ــــــــ[20 - 06 - 2006, 12:15 م]ـ
استعمل هذا الأسلوب قديما، ومن ذلك:
قول أحمد بن إسماعيل الغسانى:
فلديها من تَنَاهى لَوْعَتي وغرامِى ما يحطُّ الشُّهُبَا
حَبَّذا لو أننِى مِنْ دونِكُمْ خائضًا سُمْرَ العوالى والظُّبَا
وقول ابن سعادة الحمصي:
ويا حبذا لو عاد عيشي كما بدا رطيبا ويهوي في نضارة عوده
وأجريت نفسي بالتنفس أدمعا تحدرها يوم النوى بصعوده
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[20 - 06 - 2006, 12:37 م]ـ
جعلُ "لو" مصدرية - في رأيي القاصر- لا يستقيم من حيث المعنى، إذ المعنى الذي يفيده تركيب: (حبذا لو تجيئني) غير المعنى الذي يفيده تركيب (حبذا مجيئك)، فالأول يفيد تمني مجيء لم يحصل، والثاني يفيد مدح مجيء قد حصل، وعليه أراه الأفضل أن نقدر المخصوص محذوفاً هكذا: (حبذا صنيعك لو تجيئني).
أخي أبا بشر
تقديرك لا يدفع الإشكال الذي أثرته، فالصنيع هو المجيء.
والحقيقة بعدُ أن قولنا: حبذا لو تجيئني، ليس فيه تمن، وإنما يدل على مدح أمر محبوب لم يقع بعد، فهو مثل: حبذا أن تجيئني،، ولكن لما كانت (لو) المصدرية تستعمل غالبا مع أفعال تدل على التمني، ضُمِّن (حبذا) معنى (ودّ) أو (تمنّى) ففهم التمني من هذا التضمين الناشئ من غلبة استعمال لو المصدرية مع أفعال التمني.
كما أن قولنا: حبذا مجيئك، ليس نصا في أن المجيء قد حصل، فهو يحتمل الأمرين الوقوع وعدم الوقوع. ومثل هذا التقدير معمول به في (أن) المصدرية مع المضارع في نحو: يسرني أن تجيء، حيث يكون التقدير: يسرني مجيئك، فـ (أن تجيء) يراد به الاستقبال والمصدر الصريح خال من الدلالة الزمنية.
مع التحية الطيبة.
ـ[أبو بشر]ــــــــ[20 - 06 - 2006, 01:32 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أستاذنا الفاضل الأغر
ما أورده الأخ عنقود الزواهر شاهد على ما أذهب إليه وذلك أن "أنّ" تقع بعد "لو" الشرطية بكثرة حتى ولا بد أن نقدر فعلاً محذوفاً تقديره "ثبت" قبل "أنّ"، وذلك كثير في القرآن الكريم، وكذلك الأمر في البيت الأول الذي أورده الأخ الكريم وهو:
فلديها من تَنَاهى لَوْعَتي وغرامِى ما يحطُّ الشُّهُبَا
حَبَّذا لو أننِى مِنْ دونِكُمْ خائضًا سُمْرَ العوالى والظُّبَا
فـ"لو" الواقعة بعد "حبذا" هنا متلوّة بـ"أنّ" مما يدل على أن "لو" هذه شرطية لا مصدرية. والله أعلم
ـ[أبو بشر]ــــــــ[20 - 06 - 2006, 02:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتراجع عن الجحة التي احتججتُ بها في الرد السابق لقوله تعالى: (وما عملت من سوء تود لو أن بينها وبينه أمدا بعيدا)، فهذه الآية دليل على وقوع "أنّ" بعد "لو" المصدرية، كما أتراجع عن قولي كلياًّ لوجود "حبذا أن ... " بمعنى "حبذا لو .. " وذلك مثل "أتمنى أن ... " و"أتمنى لو .. "، وأقول بما يقول أستاذنا الفاضل الأغرّ حفظه الله تعالى
¥