ـ[أبو بشر]ــــــــ[21 - 06 - 2006, 08:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
على الرغم من أني غيرت رأيي في المسألة فلست مرتاحاً كل الارتياح لما وجدت من نصوص أدبية شعرية تفيد ذكرالمخصوص بين "حبذا" و"لو" على هذا النمط: (حبذا المخصوص لو ... )، فإذا جاء التركيب على النمط التالي (حبذا لو ... ) فكأن الراجح أن يكون المخصوص هو المحذوف لا المصدر المؤول، هذا وقد وجدت نصوصاً تفيد استعمال "لو" مع "نعم"، بل وجدت نصوصاً تفيد استعمال "لو" مع "ليت" هكذا: (يا ليت لو ... )، الخلاصة أن القول بمصدرية "لو" صار صعباً الأخذ به في هذه السياقات، وها أنا ذا أورد الآن بعض هذه النصوص التي عثرت عليها آملاً منكم إبداء رأيكم فيها:
وقال ابن الرومي:
نَأى المَزارُ بِهِ وَالدارُ دانِيَةٌ يا حَبَّذا الفَألُ لَو صَحَّت زَواجِرُهُ
وقال محمود سامي البارودي:
يَا حَبَّذَا مِصْرُ لَوْ دَامَتْ مَوَدَّتُهَا وَهَلْ يَدُومُ لِحَيٍّ فِي الْوَرَى سَكَنُ
وقال الطغرائي:
نهبتِ طيباً وأغريتِ الوُشاةَ بنا يا حبَّذا أنتِ لو لم تقتدي بهمِ
ومن أشعار النساء للمرزباني
ألا حبذا الإصعاد لو أستطيعه ولكن ( ... ) لا ما أقام عسيب
ومن الأشباه والنظائر نت أشعار المتقدمين والجاهليين والمحضرمين للخالديان
ألا حبَّذا تلك البلادُ وأهلُها لَوَ انَّ عذابي بالمدينةِ ينجلِي
ومن المدهش لابن الجوزي
يا حبذا نجد وساكنه لو كان ينفع حبذا نجد
ومن ديوان الصبابة لابن أبي حجلة
يا نسيم الصبا الولوع بوجدي حبذا أنت لو مررت بهند
ونفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة للمحبي
رنَا بِطرفٍ جآذِرِيٍّ كأنه للوصال ألغَزْ
وَعداً ولكن بلا نهارٍ يا حبَّذا الوعدُ لو تنجَّزْ
ومنتهى الطلب من أشعار العرب
ألا حبذا تلك الديارُ وأهلها لو أنَّ عذابي بالمدينةِ ينجلي
ومن مصارع العشاق للسراج القاري
حَبّذَا أنتِ من جَلِيسٍ إلَينَا أُمَّ سَلاّمَ لَوْ يَدُومُ التّلاقي
وقال أبو الوليد الحميري:
نعمَ المواصلُ لو لم يُعد بنأيٍ وبَينِ
وقال المتنبي
نعم الفتى لو لم تكن أخلاقُه ممزوجةً بتوابل الفقّاع
وقال اللواح:
فيا نعم القرين لو أن عمري به يبقى وقد أمسى قريني
وقال بشار بن برد:
نِعمَ الفَتى لَو كانَ يَعرِفُ رَبَّهُ وَيُقيمُ وَقتَ صَلاتِهِ حَمّادُ
وقال هارون بن علي المنجم:
أَنتَ نِعمَ المَتاعُ لو كنتَ تَبقَى غيرَ أن لابقاءَ للانسانِ
والله أعلم
ـ[داوود أبازيد]ــــــــ[21 - 06 - 2006, 10:56 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. أستاذنا الكريم داوود .. المخصوص في البيت مستفاد من قول الشاعر: (لولا الحياء) وعليه فالتقدير: ألا حَبَّذا أخبارُ الحبّ" أو "ذكر النساء"، أو "حالتي معك"، أو "حبيبٌ لا أسميه"، أو غير ذلك مما قدّر العلماء، ومن ثم فلا يشترط أن يكون المخصوص المحذوف مستفاداً من كلام سابق، فاللاحق قد يفسر السابق كما في قوله تعالى: (إذا الشمس كورت) على أن الأصل: (إذا كورت الشمس كورت)
عزيزي أبو بشر .. أنا لم أشترط أن يكون المخصوص مستفادا من السابق، ولكنني تساءلت عن إمكان وجوده في سابق الكلام، فالمحذوف قد يفسره ما قبله كما في قوله تعالى (ومأواهم النار وبئس مثوى الظالمين) وقد يفسره ما بعده كما في أمثلتك المختارة .. ولهذا فإنني أخذته من اللاحق وهو (ما ليس بالمتقارب) .. أما تقديرك الكريم فليس مأخوذا لا من سابق ولا من لاحق، كما أنه يقطع أواصر الصلة المعنوية للبيت .. فتأويلك المحذوف: ألا حَبَّذاـ أخبار الحب ـ أو ـ حالتي معك ـ أو ـ ذكر النساء ـ لولا الحياء وربَّما ... مَنَحْتُ الهَوى ما لَيْسَ بِالمتَقارِبِ] ليس له علاقة كما ترى لا بما قبله ولا بما بعده، وربما كان الأوفق تأويل المحذوف بـ (ألا حبذا الحياء .. أو منحي الهوى) مثلا .. ولكنني أرى الصواب ما أثبته سابقا، بأن المخصوص هو (ما ليس بالمتقارب) والله أعلم ..
ـ[عبير نور اليقين]ــــــــ[21 - 06 - 2006, 11:11 ص]ـ
الأصل في النقل عندنا السماع قبل القياس، وتعليل الأحكام ابتداء مع قطع حجية السماع، بترٌ للاستدلال ورد صريح لأدلة التقعيد النحوي؟! وإبطال الأستاذ داود للسماع بحجة إقناع القساس كلام فيه نظر! والقول بشرطية لو في هذا التوظيف، لا مصدريتها أمر منتف كذلك، لعدم إمكان التقدير في سياقات متعددة يتضمنها هذا النحت الدخيل .. أما أنا فأرى الاحتياط ما أمكن المصير إلى ذلك؟ وأما الترفل بالقول .. عند من يرى القياس مقدما، فهو عن الصواب بمنقطع الثرى!!! مع الاحترام البالغ للرأي المخالف
وليس كل خلاف، جاء معتبرا*إلا خلاف له حظ من النظر!
ـ[د. بهاء الدين عبد الرحمن]ــــــــ[24 - 06 - 2006, 03:30 ص]ـ
أخي الأستاذ أبا بشر وفقه الله
الأشعار التي ذكرتها ليست مما نحن بصدده فهي تذكر المخصوص بالمدح مشروطا مدحه بتحقق صفة معينة فيه، فلو فيها شرطية وليست مصدرية.
والله يجزيك عن هذا الجهد القيم خير الجزاء.
الأصل في النقل عندنا السماع قبل القياس، وتعليل الأحكام ابتداء مع قطع حجية السماع، بترٌ للاستدلال ورد صريح لأدلة التقعيد النحوي؟
الأخت عبير:
النقل هو السماع، والسماع مقدم على القياس قطعا، ولكن القاعدة أن ما قيس على كلام العرب فهو من كلام العرب، فإذا استعمل العرب المصدر الصريح مخصوصا بالمدح في نحو: حبذا الصدق، أو حبذا القول على علم، وكان من عادة العرب أن تأتي أحيانا بالمصدر المؤول موضع الصريح أفلا يجوز لنا أن نستعمل المصدر المؤول موضع الصريح بعد حبذا؟
¥