ـ[مهاجر]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 02:05 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وإتماما لجواب الأخ علي، وفقه الله، ترد هاتان الإضافتان في باب الإضافة، فيقال بأن الإضافة إما:
محضة: وهي المعنوية:
التي تفيد:
النكرة تخصيصا، إذا ما أضيفت لنكرة مثلها، كقولك: مررت بغلام رجل، فخصصت "الغلام" ولم يرتفع الإبهام عنه تماما، وإنما ضاقت دائرته فخرج منها غلمان النساء.
وتفيدها تعريفا، إذا ما أضيفت لمعرفة، كقولك: مررت بغلام محمد، فعرفت "الغلام"، تعريفا ارتفع به كل إبهام قد يتعلق بشخصه.
ومن هنا يظهر سبب تسميتها معنوية، لأنها أفادت معنى جديدا، وهو: التخصيص أو التعريف، كما تقدم، و "محضة" لأنها ليست على نية الانفصال، فقولك: غلام محمد، لا يصح فيه قطع "غلام" عن "محمد"، بأي حال من الأحوال، فلا يقال: مررت بغلام محمد، بتنوين كليهما.
وأما الإضافة غير المحضة، فهي اللفظية:
وهي على العكس، لا تفيد النكرة المضافة أي معنى جديد، وإنما غايتها تخفيف النطق، وهي لا تقع إلا في حالة إضافة اسم الوصف، كاسم الفاعل واسم المفعول، إلى معموله، كقوله تعالى: (هديا بالغ الكعبة)، فقد أضيف اسم الفاعل "بالغ" إلى معموله "الكعبة" تخفيفا فلم يستفد تعريفا مع أن "الكعبة" معرفة، بدليل مجيئه نعتا لنكرة "هديا" والنكرة لا توصف بمعرفة، فضلا عن أن نية الانفصال جائزة في غير القرآن، فيصح: هديا بالغا الكعبة، بنصب "بالغا" و "الكعبة"، فتكون "الكعبة": مفعول به لاسم الوصف "بالغ" الذي يأتي بمعنى "يبلغ"، فيكون المعنى: هديا يبلغ الكعبة.
ولها ثلاث حالات، إذا ما كان المضاف معرفا بأل:
أن يكون المضاف مفردا، فلا يضاف إلا إلى معرف بأل، كقولك: رأيت الضارب الرجل، أو إلى ما أضيف إلى معرف بأل، فتقول: رأيت الضارب رأس الرجل، فلا يصح: رأيت الضارب زيد، لأن "زيد" علم وليس معرفا بأل، خلافا للفراء، رحمه الله، ولا يصح: رأيت الضارب رأس أخيه، لأن المضاف مضاف إلى غير معرف بأل، وهو"أخيه" المعرف بإضافته إلى هاء الغائب.
أو يكون المضاف مثنى، فيصح مطلقا، فتقول: رأيت الضاربي الرجل، و: الضاربي زيد، و: الضاربي رأس أخيه.
أو يكون المضاف جمعا، فيصح، أيضا، مطلقا، فتقول: جاء الضاربو الرجل، و: الضاربو زيد، و: الضاربو رأس أخيه.
مستفاد من شرح الشيخ الدكتور عبد الغني عبد الجليل، حفظه الله، لشرح شذور الذهب لابن هشام رحمه الله.
ولابن عقيل، رحمه الله، تفصيل حسن لهذه المسألة في شرحه على الألفية على باب "الإضافة" وبالتحديد في أوله.
ـ[علي المعشي]ــــــــ[06 - 07 - 2006, 03:32 ص]ـ
بسم الله
السلام عليكم
وإتماما لجواب الأخ علي، وفقه الله، ترد هاتان الإضافتان في باب الإضافة، فيقال بأن الإضافة إما:
محضة: وهي المعنوية:
التي تفيد:
النكرة تخصيصا، إذا ما أضيفت لنكرة مثلها، كقولك: مررت بغلام رجل، فخصصت "الغلام" ولم يرتفع الإبهام عنه تماما، وإنما ضاقت دائرته فخرج منها غلمان النساء.
وتفيدها تعريفا، إذا ما أضيفت لمعرفة، كقولك: مررت بغلام محمد، فعرفت "الغلام"، تعريفا ارتفع به كل إبهام قد يتعلق بشخصه.
ومن هنا يظهر سبب تسميتها معنوية، لأنها أفادت معنى جديدا، وهو: التخصيص أو التعريف، كما تقدم، و "محضة" لأنها ليست على نية الانفصال، فقولك: غلام محمد، لا يصح فيه قطع "غلام" عن "محمد"، بأي حال من الأحوال، فلا يقال: مررت بغلام محمد، بتنوين كليهما.
وأما الإضافة غير المحضة، فهي اللفظية:
وهي على العكس، لا تفيد النكرة المضافة أي معنى جديد، وإنما غايتها تخفيف النطق، وهي لا تقع إلا في حالة إضافة اسم الوصف، كاسم الفاعل واسم المفعول، إلى معموله، كقوله تعالى: (هديا بالغ الكعبة)، فقد أضيف اسم الفاعل "بالغ" إلى معموله "الكعبة" تخفيفا فلم يستفد تعريفا مع أن "الكعبة" معرفة، بدليل مجيئه نعتا لنكرة "هديا" والنكرة لا توصف بمعرفة، فضلا عن أن نية الانفصال جائزة في غير القرآن، فيصح: هديا بالغا الكعبة، بنصب "بالغا" و "الكعبة"، فتكون "الكعبة": مفعول به لاسم الوصف "بالغ" الذي يأتي بمعنى "يبلغ"، فيكون المعنى: هديا يبلغ الكعبة.
¥