(وأي حسن فيه يا علامة ترمذ؟ وهل نصدقك بعد هذا فيما تحسن أو تصحح من حديث؟)
وقال معلقا على قول الحاكم: " صحيح على شرطهما "
(ثم تأمل تبجح الحاكم وقوله صحيح على شرطهما، لا والله ما هو على شرطهما، ولو رواه أحدهما لسقط كتابه في الميزان كما سقط مستدركك أيها الحاكم).
يقول الشيخ محمد عمرو: (وكان يسمي المستدرك: المستترك، أي: الذي يستحق الترك.
فكان له تأثير كبير عليَّ في حب هذا العلم، كما أن المنذري في آخر كتابه سرد أسماء الرواة المختلف فيهم الذين مر ذكرهم أثناء الكتاب فهذا أيضا مما أثر في ّ وحبب إليّ علم الرجال، وكان بجوار المعهد (المكتبة السلفية بالمنيل) فاشتريت منها الأدب المفرد، وموارد الظمآن، وبعض الكتب في العقيدة مثل:
صيانة الإنسان عن وسوسة الشيخ دحلان، للسهسواني
والأخير يتميز بجو حديثي، فهذه من أوائل الكتب التي تأثرت بما فيها).
كان هذا هو بعض ما حبب الشيخ في علم الحديث، لكن تبقى معالم هامة في حياة الشيخ (محمد عمرو) الحديثية، لا يسعنا أن نغفل الإشارة إليها ونحن نسوق بعض العلامات التي أثرت في الشيخ " حديثيا ً" ..
•الشيخ الإمام: محمد ناصر الدين الألباني.
قال شيخنا محمد عمرو – حفظه الله -:
(كنت متجها إلى مسجد أنصار السنة بعابدين، حين رأيت رجلاً أبيض مشرباً بحمرة، له لحية بيضاء، والناس مجتمعون حوله، وهو يتكلم عن حديث السبعين ألفاً، فقال:
(وفي رواية: (الذين لا يرقون ولا يسترقون) وزيادة لا يرقون شاذة والشذوذ من سعيد بن منصور – رحمه الله - ... )
يقول الشيخ محمد عمرو:
(وبعدها بمدة عرفت أن هذا الكلام لشيخ الاسلام، أنه حكم على زيادة يرقون بالشذوذ.
وكانت هذه هي المرة الأولى والأخيرة التي أرى فيها الشيخ، والطريف أنني رأيته ثم بعد ذلك عرفت أن هذا هو الشيخ الألباني ..
كان عمري حينها 20 أو 21)
لقاء ٌ واحد؟!
نعم هو كذلك، وكان عمر الشيخ محمد يومها عشرين عاماً أو واحدا وعشرين ..
لكن العلاقة بين الشيخين لم تكن هكذا وفقط ..
فإنه ليس بمقدور أحد أن ينكر استفادة أهل العلم وطلبته، وبخاصة أهل الحديث، من كتب وتحقيقات الشيخ الألباني – رحمه الله -.
والذي أعلمه أن شيخنا محمداً – حفظه الله – قد أكثر من مطالعة كتب الشيخ – رحمه الله – ودراستها، والذي سمعته أن الشيخ محمداً يجل الشيخ الألباني ويوقره.
إذا علمت ذلك أيها القارئ الكريم، فتعجب معي من شخصٍ يحط من قدر الشيخ محمدٍ لأنه يخالف الشيخ الألباني في أشياء!!
وما علم هذا المتهوك أن أهل السنة بعضهم لبعضٍ كاليدين، تغسل إحداهما الأخرى، وأنه ليس ثَمَّ عالم إلا وهومستدرك عليه، وأن الشيخ الألباني نفسه هو الذي علّمنا أنه (كم ترك الأول للآخر).
•الشيخ محمد نجيب المطيعي (صاحب تكملة المجموع).
يقول الشيخ محمد عمرو:
(بالطبع تأثرت بالشيخ المطيعي – رحمه الله – ودروسه في مسجد الفتح بالمعادي، وكانت بيننا بعض مساجلات أذكر منها أنه مرة قال:
(لا دليل أن الله – سبحانه وتعالى - يوصف بالقديم)
[هذا هو الصواب بلا ريب وهو معتقد الشيخ محمد عمرو – حفظه الله -]
فانصرف ذهني إلى حديث أبي داود.
لكن شيخ أبي داود في هذا الحديث كان يرمى بالقدر، ووجدت له مصيبة أخرى في العقيدة، واسمه إسماعيل بن بشر بن منصور، ومع أنه صدوق إلا أن له حديثا آخر متعلقاً بالعقيدة.
ففي صدري من هذا الرجل.
المقصود أنني ذكرت للشيخ حديثه في سنن أبي داود وهو حديث:
(كان إذا دخل المسجد قال: أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم وسلطانه القديم من الشيطان الرجيم ... ) الحديث
فقال الشيخ كلاما في محاولة تأويل هذا.
ثم في يوم الجمعة التي تليها، قال الشيخ:
(يا شيخ عمرو، هذه سنن أبي داود، هات الحديث الذي نَخَعتَه)
وكان معه سنن أبي داود، وجلس على المنبر وأنا أمامه، ففتحت الكتاب ول واستخرجت له الحديث فقال الشيخ:
(ظننتك تقول دعاء دخول المنزل وليس دعاء دخول المسجد)
وكان الشيخ يثق في، مع أنني لم أخالطه كثيرا، ولم ألزمه كما يدعي البعض.
وكان يقول في أثناء بعض دروسه: (لا أثق إلا في محمد عمرو ومحمد الصَّوَّاف) في جملة الطلبة الذين يحضرون له هذه المجالس.
¥