تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

[تراجم نخبة من مميزي أعلام المغرب في القرن الرابع عشر]

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 10 - 05, 11:19 م]ـ

الأخوة الأفاضل رواد الملتقى؛ فتحت هذه الصفحة لتكون منبعا لتراجم أعيان من علماء المغرب الأقصا، ممن كانت لهم يد بيضاء في نشر العلم، والدفاع عن الإسلام ...

وسأعمل على أن تكون التراجم وفقا للمعايير العلمية في العرض، مع الأخذ بعين الاعتبار مسار الملتقى واهتماماته ..

كما أرجو من الأخوة القارئين إضافة ما عندهم من فوائد ومعلومات، والتنبيه إلى ما قد أقع فيه من الزلات والأخطاء .. ولكن بلباقة واحترام.

كما أدعو من له إضافة لأي ترجمة أن يسهم معنا مشكورين مأجورين إن شاء الله تعالى ...

وأبدأ بإذنه تعالى بترجمة مفصلة للإمام النظار أبي عبد الله محمد بن عبد السلام السائح الرباطي رحمه الله تعالى ...

ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[18 - 10 - 05, 05:40 ص]ـ

بسم الله الرحمن الرحيم

ترجمة العلامة محمد بن عبد السلام السائح (1)

اسمه ونسبه:

هو الشيخ الإمام، المشارك الفقيه، الأصولي المحدث النظار، الأديب الفيلسوف، نادرة العلماء في الثقافة؛ القاضي أبو عبد الله محمد بن عبد السلام بن عبد الرحمن السائح، الأندلسي وجارا، الرباطي دارا، ومنشأ وإقبارا.

كان أسلافه في "الجزيرة الخضراء" جنوب الأندلس (إسبانيا اليوم)، ثم انتقلوا إلى الرباط بعد مدة من سقوط غرناطة، ضمن من انتقل إليها من الأسر الأندلسية الكثيرة، حتى أصبحت الرباط وسلا صورة من الأندلس في بلاد المغرب.

وقد فصل المترجم – رحمه الله – في مقدمة كتابه "سوق المهر إلى قافية ابن عمرو" قصة خروج الأسر الأندلسية إلى الرباط – خاصة – ومدى تأثيرها على الحياة الثقافية والصناعية والعلمية في المغرب تلك الفترة.

قال العلامة الفقيه أبو عبد الله محمد بن الفاطمي ابن الحاج السلمي الفاسي في معجم شيوخه ص205: "وقد كان هذا البيت مشهورا ب: العِماني، ثم اشتهر بالعِماني السائح، ثم أهمل العِماني وبقي "السائح والذي اشتهر باللقب الأخير هو جد المترجم: السيد عبد الرحمن. وسبب الاشتهار به: أنه انخرط في صفوف الجندية التركية بالجزائر في عهد حكم الأتراك [أي: للجزائر، لأنهم لم يحكموا المغرب]، وسافر منها إلى إصطنبول بتركيا، وبقي غائبا عن وطنه مدة طويلة، وانقطع ذكره حقبة من الزمن، ولما رجع إلى منزله وأهله وقد طعن في سنه؛ صار يلقب بالسائح، وغلب عليه وعلى ذريته إلى الآن .... ".

ولادته ونشأته:

ولد – رحمه الله تعالى – في الرباط في المغرب، في الثاني عشر من ربيع النبوي عام 1310، فتفاءل والده وأهله جدا أن صادف يوم مولده يوم مولد الرسول صلى الله عليه وسلم، وربما كان هذا هو السبب في تسميته محمدا، فزادت عنايتهم به ومحبتهم له، وما مضت سنين قليلة حتى توفيت والدته، فنشا يتيما، مما حذا والده أن يضاعف جهوده في تعليمه وتثقيفه، وإنشائه النشأة الكاملة.

وقد صادفت نشأة المترجم انتعاشة علمية كبيرة في مدينة الرباط، التي لم تعرف بالعلم قبل القرن الرابع عشر، فظهر فيها أئمة في العلم كبار؛ أمثال الإمام شيخ الجماعة بها أبي إسحاق التادلي، الذي صنف في المذاهب الثلاثة: المالكية والحنفية والشافعية، بل وكان يتقن عدة لغات أوروبية ومشرقية. ومنهم: الإمام حجة الإسلام أبو المحاسن العربي بن محمد ابن السائح، وشيخ الجماعة الزاهد أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن البريبري، والعلامة المعقولي الفرضي الكبير أبو عيسى محمد المهدي مِتْجينوش، وشيخ الجماعة فيما بعد بها: الإمام أبو حامد محمد المكي بن علي البطاوري الغبريني الشرشالي.

ومن علماء سلا – المحاذية للرباط، وهي حاضرة علمية منذ القدم – الإمام المحدث أبو العباس أحمد بن موسى التطواني، وشيخ الجماعة بها: النوازلي أبو العباس أحمد ابن الفقيه الجريري، ومؤرخها أبو عبد الله محمد ابن علي الدكالي ... إلخ من كانت تعج بهم تلك البلاد التي ما انتصف القرن الرابع عشر حتى أصبحت (خاصة بعد أن صارت الرباط عاصمة) مزارة للعلماء بمختلف الإدراكات والمواهب:

ثم انقضت تلك البلاد وأهلها فكأنها وكأنهم أحلام

وقد أخذ مباديء القراءة والكتابة، وحفظ القرآن الكريم بالرباط على المؤدب الأستاذ: عبد السلام كِليطُو الأندلسي، والأستاذ المربي: المهدي الصحراوي.

¥

تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير