ومكث في قطر أربع سنوات ملازما لابن عمه يأخذ عنه من عام 1357هـ ومكث فيه ثلاث سنوات يستذكر دروسه ويراجع محفوظاته. ثم إنه في عام 1360هـ انتقل إلى مدينة الرياض فقابل سماحة الشيخ الإمام محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي الديار السعودية-رحمه الله- والتقى به فأعجب به إعجابا بالغا وقال له: أنت الذي ستقرأ علي كتاب الزاد، وكتاب الزاد لا يقرأه إلا كبار الطلبة، وصار الشيخ يعنى به عناية بالغة، ويفقده إذا غاب، فيبقى عند الشيخ أحد عشر سنة يتزود من أنواع العلوم على شيخه
وفي هذه الأثناء قرأ على الشيخ العلامة محمد بن عبداللطيف آل الشيخ كتاب التوحيد، وطرح التثريب شرح التقريب للعراقي، كما قرأ على سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز كثيرا من كتب التوحيد، والحديث، والفقه وغيرها.
فالشيخ حسن موسوعة علمية كبرى، له إطلاع على كل علم وفن، وعنده حافظة واعية لكل ما مر عليه فمن محفوظاته/
الأصول الثلاثة وكشف الشبهات والعقيدة الواسطية وعقيدة السفاريني وعقيدة أبي الخطاب الكلوذاني ونونية القحطاني وبلوغ المرام ومنظومة الآداب ونظم المفردات وزاد المستقنع وقطر الندى والآجرومية هذا عدا ما يحفظه من الأشعار والأخبار.
وبهذا أخذ الشيخ حسن العلم من فحوله وأتقن كتبه المعتبرة فصار بذلك العالم السلفي المحقق.
وبعد افتتاح المعهد العلمي في الرياض التحق به، وأكمل دراسته، وبعد تخرجه منه التحق بكلية الشريعة في الرياض، وأكمل دراستها، وبعد تخرجه عين مدرسا في معهد إمام الدعوة بالرياض وذلك عام 1379هـ ثم انتقل إلى التدريس في معهد الرياض العلمي وذلك عام 1385هـ ثم عاد إلى معهد إمام الدعوة العلمي عام 1390هـ ثم أحيل إلى التقاعد علم 1409هـ فصار جليسه كتابه، وأنيسه استذكار معلوماته ومراجعة محفوظاته، وفتح مكتبه الكبيرة العامرة الغنية بالكتب على مختلف مصادرها وشتى أنواعها، وهو جالس فيها لكل مستفيد وسائل وباحث، وله المدخل الواسع في كل علم وفن.
الشيخ في عيون تلاميذه:
قال تلميذه الشيخ عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر- الأستاذ المشارك بجامعة الإمام-/
(أول معرفتي واتصالي بالشيخ أنني زرته في بيته، وإذا حوله مجموعة من الزوار يسألونه في علوم منوعة، وفنون مختلفة، فأحدهم يسأل في العقائد، وآخر يسأل في الفقه
وثالث يستشكل حدثا تاريخيا، والشيخ يجيب إجابة الواثق بما يقول، فصرت متحيرا متعجبا، واتخذت من هذا الشيخ ومجلسه دليلا على صدق ما يروى عن العلماء السابقين في سعة إطلاعهم، وتعدد مروياتهم، كابن تيمية، والنووي، وأبي عبيد، وغيرهم من فحول العلماء، وتعددت اللقاءات ومجالس البحث، ولم يزل إعجابي به يعظم وتقديري له يزداد، حتى تحققت أني أمام حافظ كبير قد استوعب حفظ المتون في العقائد والأحاديث والفقه والتاريخ والنحو والصرف واللغة، هذا عدا استظهاره لكلام العلماء على النصوص الكريمة، وليس حفظه هو مجرد استظهار، وإنما هو حفظ فاهم مجتهد محقق يختار من الأقوال أقربها إلى الصواب)
وقال تلميذه الشيخ عبدالله بن سليمان آل مهنا -المشرف التربوي بإدارة التعليم- /
(كان الشيخ ضليعا في التوحيد والعقائد، وله مشاركة جيدة في الحديث وعلومه، وفي آخر حياته مال إلى الحديث، كما كانت له رغبة في الإطلاع على اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم، وكان أديبا عامرة مجالسه بالأدب والشعر، يحفظ من الأخبار والأشعار الشيء الكثير)
تلاميذه/
أما تلاميذه القريبين منه والذين استفادوا منه كثيرا فهم /
- الشيخ د. عبدالمحسن بن عبدالعزيز العسكر
- الشيخ عبدالله بن سليمان آل مهنا
- الشيخ د. أحمد بن عبدالله الباتلي
وفاته/
امتدت حياته (تسعة وسبعين) سنة، أمضاها في العلم تعلما وتعليما، ومنادمة للكتب ومجالسة للعلماء، كما أمضى هذا العمر في طاعة الله تعالى، والكف والبعد عن الناس إلا فيما يعود عليه بالنفع والفائدة، كل ذلك في صمت وبعد عن الأضواء والشهرة، فقد عاش عيشة السعداء، وتوفي وفاة الشهداء.
وفي يوم السبت الموافق 10/ 7/1416هـ، تعرض لحادث حريق صار بسببه وفاته
فصلي عليه بعد صلاة العصر في جامع الإمام تركي بن عبدالله، وأم المسلمين عليه
سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز في جمع كبير من العلماء وطلاب العلم والأعيان، ودفن في مقبرة العود
فرحمه الله رحمة واسعة وجعله في عداد الشهداء آمين.
¥