و كان الغالب على مثل هذه الهجرات العلمية ألتي شهدتها تهامة و عسير أن تكون من اليمن، أو الحرمين الشريفين.
مولده رحمه الله:
اختلفت المصادر القليلة التي بين أيدينا الآن في تحديد تأريخ مولد محمد بن أحمد الحفظي، فقد ذكر محمد بن ابراهيم الحفظي أن مولد جده كان في سنة 1178ه _1764م، على حين ذكرت بعض المصادر الأخرى أن مولده كان في سنة 1176ه_ 1762م، و لعل التأريخ الحقيقي لمولد هذا العالم يوافق سنة 1176هجريه _ 1762م، و ذالك لأنني عثرة على ورقة مخطوطة تدل على أن أحمد بن عبدالقادر الحفظي (1145 _1233هجرية) والد المترجم له قد حدد مولد ابنه المذكور بقوله: (الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحت، ولد الولد المبارك محمد بن أحمد بن عبدالقادر بن بكري المسمى بالجد العلامة محمد بن موسى بن معيضة نفع الله به، ليلة الأربعاء، لأربع و عشرين خلون من ربيع الأول سنة ست وسبيعين و مائة و ألف نسأل الله أن يجعله ولدا سعيد مباركا حميدا موفقا رشيدا، من حملة القرآن العظيم، و العلم الشريف آمين آمين آمين، و صلى الله على سيدنا محمد و آله و صحبه و سلم).
و هذا في الواقع ما يرجح سنة 1176هجرية _ 1762م، و يجعلها السنة الحقيقية لمولد هذا العالم الجليل.
تعليمه الأولى و هجرته في سبيل العلم:
تلقى تعليمه الأولى على يد والده أحمد بن عبدالقادر الحفظي في بلدة رجال ألمع، اذ (قرأ عليه في جميع الفنون)، ثم ارتحل في طلب العلم الى القنفذة و صبياء، و الرجيع و زبيد، و حضرموت، و كانت مدينة زبيد أكثر المراكز الفكرية تأثيرا في حياته العلمية، فقد تلقى تعليمه فيها على أشهر علمائها من أمثال عبدالرحمن بن سليمان الأهدل ألذي أخذ عنه الفقه و الحديث و التفسير و علوم الآله، و كان مدة هجرته في سبيل العلم عشر سنوات قضاها في الدرس و التحصيل العلمي.
عودته من الهجرة و اقامته في وطنه:
عاد الشيخ محمد بن أحمد الحفظي الى بلدة رجال ألمع بعد أن تلقى العلم في كثير من المرآكز الفكرية الشهيرة في جنوبي الجزيرة العربية، و كان خلال اقامته في وطنه (رجال ألمع) المرجع لأهل جهته في كثير من الأمور الدينية، و كان يتولى حين ذاك القضاء في عسير و رجال ألمع، و يشتغل بالتدريس فيهما، كما ألأنه أسس هو و أخوه ابراهيم بن أحمد الحفظي الزمزمي مدرستين في قريتي رجال و عثالف.
مواقفه الأسلامية و الوطنية:
اتصف الشيخ محمد بن أحمد الحفظي بمواقفه الاسلامية الرائعة، حيث انشغل بالدعوة الى الله و العمل على ايجاد وحدة اسلامية شاملة، و كان كذالك يشعل الحماس الديني ف قلوب الأهلين، بما يعلنه في نثره و شعره من القول النافع، و الدعوة الى العمل الصالح المبين، كما صور حال تهامة و عسير، و قد انتهكت من قبل الجيوش التركية المصرية التي يدبرها آنذاك محمد على باشا، الذي استهدف تلك البلاد و أهلها.
و من قوله في شأن الترك و المصرين:
لا در در أناس لا خلاق لهم .......... و منهج الحق فيهم ظل مهجورا
تجمعوا من صعهاليك سفاسفة ....... من أرض مصر و من أبناء قنطورا
راموا انتقاض عرى الاسلام ز انتصبوا ...... لحرب من كان للتوحيد مشهورا
و زعزعوا كل رعديد برجفهم ......... و حركوا بالهوى من كان محظورا
و سببوا فتنا صار المصاب بها ......... يوم المعاد على النيات محشورا
فقد وصف محمد بن أحمد الحفظي هؤلاء الأعداء بأنهم لفيف من الترك و المصرين، و بأنهم يرمون الى تفتيت شمل المسلمين و زرع الفتن و الفرقة بين أمراء الجزيرة و اماراتها.
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[05 - 07 - 09, 11:06 م]ـ
نصرته لدعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب:
كان الشيخ محمد بن أحمد الحفظي أكثر علماء آل الحفظي تحمسا لنصرة دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب و تأيدا له، حيث بين أفكارها و دعا الناس الى قبولها ن و قد ذكر القاضى عبدالرحمن بن أحمد البهكلي أن محمد بن أحمد الحفظي و والده أحمد بن عبدالقادر الحفظي، قد ناصرا دعوة الشيخ محمد بن عبدالوهاب، و بذلا في سبيلها كل ما في وسعهما من قول و عمل، و قال بأنهما ممن خالطت قوبهم بشاشة الدعوة النجدية، و ناصروا دعاتها بأشعار الحماسة و الأقوال، في الرسائل الى أهل الرئاسة، و قد بين الحسن بن أحمد عاكش موقف الشيخ محمد بن أحمد الحفظي من
¥