ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 11:46 م]ـ
رويدك أخي الحبيب أبا سهيل ..
فلقد فند المحققون المشتغلون بالأدب آراء ماكتب عن المعري، أما الذين يشتغلون بالفقه والعلوم الشرعية فأرى أنها كانت تردهم أسئلة محددة فيجيبون عليها ولاوقت عندهم للإطلاع على أعمال الأدباء والشعراء والله أعلم. فلذلك حكمهم سيكون على قدر السؤال دون النظر لتتبع الحقيقة،هذا ماأراه في هذا الصدد.
وأتمنى أن نأتي بأقوال المشتغلين بالعلوم الدينية كما هي لنرى أن أكثرهم إن لم يكن كلهم لايطلقون أحكاماً مطلقة على الشخص إنما يصدرون أحكامهم على العمل الذي أمامهم.
والمعري عند المنصفين من محققي التراث والأدب قد تعمد تشويه صورته وقد أتيت لك بدراسة (وهي في الرابط أرجو منك الإطلاع عليها) وأحسبها تسلط الضوء على ماحيك لهذه الشخصية الفذة في تاريخنا الثقافي على وجه العموم، وذلك لكي نبتعد عن الاستفادة من تراثها.
ـ[عنزي]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 10:46 ص]ـ
لا أدري أن كان هناك أحقية في فكرة "التزوير عن الشاعر" أو الدس في شعره لنتقبل تناقضات ظاهرة (في الفكرة و ليس اللغة) في شعر ذاك أو هذا. الموضوع ربما يحتاج إلى بحث عسير و خصوصاً أن 93% من التراث العربي ما زال مخطوطاً (أنظر في موقع الدكتور يوسف زيدان).
بالنسبة للمعري, فقياسي لأفكاره لا يعتمد على التفكير باللغة أو فكر عصره. ربما هذا سهل و دفعني بشدة للانفعال بشعره و أفكاره. فبشعره ما قياسه لا يعتمد على عصر محدود أو مكان كتابته. و هذا النمط لمن يستوعب الأدب الانجليزي شبيه بأدبيات شكسبير. و أقرب الناس قرأتهم لمرارات تناقضات و ثورات و ثقل أفكارهم للمعري وجدته في شخص نيتشه الفيلسوف الألماني. نفس النمط و القالب و لكن المعري كان محمدي و مسلم و هذا يزيد من طبيعة مرارة تناقضاته و التعقيد و عندما يكون هناك العرض الديني الإبراهيمي في الفكرة الكلية التي تشغل أبا العلاء أساسيا. وهو الأسمى من الغربيات لهذا السبب.
و حتى في أبياته الصريحة التي حتى في زمن التي كانت فيه الدولة الإسلامية حاضرة العالم و تتقبل الآلاف من المذاهب الفكرية و الدينية و كان المناخ السائد يساعد هذه الإسهامات من غير التعصب الأعمى ضد أي, له من الأسطر ربما قادته إلى التهلكة. و لكن في بعض أبياته هذه كأنه داري بأن الله عليه شاهد و ما هو إلا يسبح لله بطريقته التي تشتكي تناقضات الحياة و الشريعة (بالنسبة له) و النُسُك و تنافر الأديان السماوية من بعضها داريا أن حكمة عز و جل ليست بمفهومة للإنسان: و يقول عن هذه الشهادة
أنا الجائر الظالم – و مولايّ بي عالم
فيا لك من يقظة – كأني بها حالم
و كلمة "الفلسفة" في حق المعري هي نوع من التضليل به. ما كان الرجل فيلسوفا و منطقيا أي صاحب علوم المنطق و لا أظني هو من أصحاب العرفان و لا الباطنية و الغنوصية كانت من مذاهبه:
فَقُلْ لِمَنْ يَدّعي في العِلْمِ فَلسَفَةً -- حَفِظْتَ شَيئاً، وَغابَتْ عَنكَ أشياءُ
و هنا ترى رؤاه العام لعلوم المنتظمة الفلسفية. أليس بها نوع من التهوين في كسب اليقين عن طريق الفلسفة و كأنه هناك مصدر آخر أعلى؟
و هناك سطران شديديّ الشبه في الفكرة و اللغة لهذا البيتين في تراجيديا "هاملت" لشكسبير.
على المرء البحث و الوصول عن الفكرة و النزعة و حتى الحقيقة المحورية للمعري لكي يجمع هذا التناقض و "زندقة" أبياته و يرى فيهم نضد ما هو من الشك و لا "الكفر". و هي موجودة, لمن تمعن في أبياته. و ذالك بدلا من تلخيصه بسطحية "أما كافر أو مؤمن".
و الله أعلم
ـ[عنزي]ــــــــ[03 - 01 - 2009, 11:51 م]ـ
على كل حال, السؤال الذي سيجلب نفسه هنا: "ما كان دين أو مذهب المعري؟ ", و هو صاحب التعبير "ليس مجد في ملتي و اعتقادي ... " و يعبر عن العدمية أو النيهيلية و "شبيه صوت البشير" و الناعي. بما كانت تلك الأبيات في حداثة عهده ربما هنا كان التأويل قد تعدى حدّه و لكني ذكرت هذا السطر لمجرد التعمق في التمعن في أسلوبه.
هناك سؤال لدي و خصوصا الكثير منكم له من الإطلاع تفوق إطلاعي في أدبيات العربية و حتى في اللغة. إني أبحث عن فكرة و كلمة عربية لم أرى مثلها إلا في القرآن و لغات الغرب التي عمرها لا يزيد عن القرن و النصف. و بهذه الفكرة أجد المعري كان داري بها و كأن خلفية سوداويته نابعة بالشعور بها (كنوع من تشريح تشاؤمه). و هذا المفرد تتم ترجمته الى: "هاوية", المنحدر السحيق, أو حتى بالهوة الساحبة و السحيقة. و لعله مفهومنا الإسلامي لهذا المفرد هو "جهنم". و إذا ثبتنا حقيقة "جهنم" بهذا التعريف تجد أن شعر المعري الأسود نابع من دراية تجعله واعي إن جهنم هي الأصل و ما لا يتبع حالها هو حادث و رحمة. أو طبيعة إدراكه قادته إلى الجهنم المعنية.
هل كان هناك فكرة عربية قديمة تشبه ما سبق؟
و الشكر
ـ[أنا عربيٌ]ــــــــ[07 - 01 - 2009, 02:40 م]ـ
سلمت يداك
¥