تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ونرى أكثر الموالين لجبهة الاتهام السريع يتناسون جميع ماتركه المعري من آثار جلية تدل على إيمان الرجل العميق ويتتبعون بضع أبيات لو احصيناها ربما لاتعدو بقدر عدد الأصابع ليدللوا على منهجهم لكفر الرجل، وكما أسلفت حتى في البضع أبيات يفسرونها على حسب أهوائهم! ولو تعدينا هذه الأبيات القليلة لوجدنا بقية آثاره تدل على رجل عالم متفقه متدين كأحسن مايكون التدين. وهنا على صفحات الفصيح قد تُطرق إلى الموضوع أكثر من مرة وسأبحث عن الردود لآتيكم بها بإذن الله.

وأرى من المناسب الاستشهاد بهذه الأبيات لأبي سعيد الكرماني محمد بن علي:

هبني كما زعم الواشون لا زعموا = أخطأت حاشاي أو زلت بي القدم

وهبك ضاق عليك العذر من حرجٍ = لم أجنه أيضيق العفو والكرم

ما أنصفَتني في حكم الهوى أذُنٌ = تصغي لواشٍ وعن عذري بها صمم

ودمتم برعاية الله

ـ[عنزي]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 10:49 ص]ـ

السلام يا عزيزي أبا السهيل: إطلاع الكثير من أعضاء المنتدى باقتباسكم لائمة لغة تشهد بضعفي الثقافي في العربية و حتى اللغوي لنفسي و تفكيري في أحقيتي المساهمة في موضوع هنا و هناك.

بالنسبة لحبيب النفس أبو العلاء, فهو الشاعر الوحيد أجد سهولة طبيعية لاحتواء مغزاه سواء في ما زُعم عن زندقته أو عن غموض إيمانه. و ليس من السهل مناقشة هذا الشاعر من غير الدخول في تفاصيل العقيدة و الآراء ليحق عليه القول أو حتى في تفاصيل تأوويل ملته و ما كان يدور في جوفه.

و بالطبع, ثقافة المرء الخاصة و خلفيته و تجربة فكره كذالك تساهم في فك رموز هذا الشاعر الذي أسألته و مواضيع شعره تتعدى المكان و الزمان و كأنه تمسي مذهب فكري خاص و لكنه أبدي لمن خاض في عقله بمفرده ليالي و القليل من النجم لعله يدري أو يعرف.

أرى في الشعر المعري فكرة أساسية و هي: علم عال و أبدي قد ضاع. و هذه فكرة كذالك أفلاطونية (و قرآنيا توازي فكرة النسيان):

إذا كان علمُ الناسِ ليسَ بنافعٍ ---- ولا دافعٍ، فالخُسْرُ للعلماءِ

قضى اللَّهُ فينا بالذي هو كائنٌ، ---- فتَمّ وضاعتْ حكمةُ الحكماءِ

و أن أكثر الناس لا علم لهم و لا لهم من الخلق النبيل. هذا ما ستجده الكثير في شعره و حقده للبشرية. و حتى طبيعة الإنسان هي ليست من خيار و لكنه جُبل على الفساد أو الهلاك. أنظر كيف لا يلوم الأسد في طبيعته الهالكة لأنه خُلق و كأنه لها:

وما ذنب الضراغم حين صيغت ---- وصير قوتها مما تدمي

و هناك من شعره الثقيل المعنى أرى فيه شطحات نفسه اللوامة التي تعاتب و تعاتب نفسها. و لكن أنتبه أن في بعض سطور تذمره تلحقها استغفار أو الإقرار بحكمة و قدرة الخالق عز و جل.

و أود أن أدافع عن المعري و أقول هو أسمى من الشك الرخيص أو المبدئي في العقيدة. و لكنه ينكر عن نفسه في بعض الأحيان المعرفة و العلم المطلق في الأسباب. و يتطرق في التناقضات استهزاء بالعامة و عقيدتهم. و يتطرق – في رأيّ – إلى نفس العقيدة ناقضا و كذالك لأنه مذكراً أن المرء لا يعرف أسباب العقيدة:

يُخَبّرونَكَ عن رَبّ العُلى كذِباً، ---- وما دَرى بشؤونِ اللَّهِ إنسانُ

اقتبست هنا بعض الأشعار و أعتبرها من مفاتيح مدينة فكره. و فكره تناولت الأفكار الذي يفكر بها العباقرة و هذا نوع من الإدراك له خريطة معدودة: فقد تناول فكرة العقل السماوي:

فهَلِ الكواكبُ مثلُنا في دينِها، لا يَتّفِقْنَ، فهائِدٌ أو مُسلِم؟

ولعلّ مكّةَ في السّماءِ كمَكّةٍ، وبها نضادِ ويذبُلٌ ويلَملم

و كذالك فكرة المدينة الفاضلة (و أنكرها):

يُقالُ: أنْ سوفَ يأتي، بعدنا، عصرٌ يُرضى، فتضبِطُ أُسْدَ الغابةِ الخُطمُ

هيهاتَ هيهاتَ، هذا مَنطِقٌ كذِبٌ، في كلّ صقرِ زمانٍ كائِنٌ قَطِم

ما دامَ، في الفَلَك، المِرّيخُ، أو زُحلٌ، فَلا يَزالُ عُبابُ الشرّ يَلتَطِم

المعري تكلم عن عبقريته و رؤيته التي لو العامة جربوها لقادهم إلى مذهب "العدمية":

لو أنّ كلَّ نفُوسِ النّاسِ رائيَةٌ ---- كرأي نَفسي، تَناءَتْ عن خَزاياها

وعَطّلوا هذه الدُّنيا، فَما وَلَدوا، ---- ولا اقتَنَوْا، واستراحوا من رزاياها

بالنسبة أكل اللحوم هناك حديث يقول: "لا تجعلوا بطونكم مقابر للحيوانات". و لعله كان تطبيق صرم من المعري لهذا الحديث.

ـ[أحمد الغنام]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 11:48 ص]ـ

من هنا كنا قد مررنا على المعري رحمه الله:

http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?p=265482#post265482

ـ[عبدالعزيز بن حمد العمار]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 09:27 م]ـ

أجلكم - أحبابي - أن تقعوا في عقيدة الرجل، وما عليكم من حسابه من شيء؟!

ـ[أبو سهيل]ــــــــ[02 - 01 - 2009, 10:52 م]ـ

أجلكم - أحبابي - أن تقعوا في عقيدة الرجل، وما عليكم من حسابه من شيء؟!

نعم صدقت ليس علينا من حسابه من شيء وأمره إلى الله من قبل ومن بعد

أخي الكريم

النظر في اعتقادات الرجل ليس ضربا من العبث أو مجرد طعن

ونحن نجل علماءنا ومؤرخينا عن مثل هذا خاصة إذا عرف عنهم الورع كالذهبي وابن كثير

ولو نظرنا مثل هذه النظرة لحذفنا الكثير والكثير من كتب التراجم والسير مما يتعلق بمناقشة العقائد

أخي الحبيب النظر في اعتقادات الرجال هو نصح للأمة وتحذير من البدع والمخالفات ولو سكت العلماء عن كل مخالفة لأن صاحبها قد مات وحسابه على الله لانتشرت البدع واختلط الحق بالباطل

وأصحاب التراجم لا يرجمون بالغيب ولكنهم ينطلقون من نصوص نطق بها أصحابها واشتهرت عنهم وأقروا بها وربما اغتر بها الكثير

وهم يناقشون هذه النصوص على ضوء قواعد شرعية ولغوية واضحة بعيدا عن الفلسفة والرمزية التي قلبت موازين كل شيء في لغتنا

ولو نظرنا إلى الموضوع من وجهة نقدية أدبية

فمن المعلوم أن النص الأدبي مرآة لفكر صاحب

فكيف ندرس أدبا دون مناقشة فكر صاحبه خاصة إذا كان تأثر النص بالفكر بارزا كما نرى عند أبي العلاء؟

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير