ـ[عامر مشيش]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 06:05 م]ـ
أحمد الصافي النجفي
http://www.up4arab.com/out.php/i409410_najafi.jpg
ولد الشاعر العراقي الكبير أحمد الصافي النجفي سنة 1897 في مدينة النجف بالعراق، لأب من أسرة حجازية الأصل وأم لبنانية من مدينة صور
وقد عاصر الاحتلال الانجليزي للعراق وانضم إلى المناضلين فسجن نفي خارج العراق وكان شاعر بسيطا من حيث مظهره عاش الفقر والغربة وقد أصدر حوالي سبعة عشر ديواناً من الشعر رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونية (حزيران) سنة 1977 وهو في الثمانين من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لرباعيات الخيام الخالدة، وقد صدرت بعد رحيله مجموعته الشعرية " قصائدي الأخيرة " التي تضم آخر ما كتب من قصائد.
ومن قصائده قصيدة الفلاح يقول فيها:
رِفْقَاً بِنَفْسِكَ أيُّهَا الفَلاَّحُ =تَسْعَى وَسَعْيُكَ لَيْسَ فِيهِ فَلاَحُ
لَكَ فِي الصَّبَاحِ عَلَى عَنَائِكَ غُدْوَةٌ =وَعَلَى الطَّوَى لَكَ فِي الْمَسَاءِ رَوَاحُ
هذِي الجِّرَاحُ بِرَاحَتَيْكَ عَمِيقَةٌ =وَنَظِيرُهَا لَكَ فِي الفُؤَادِ جِرَاحُ
فِي اللَّيْلِ بَيْتُكَ مِثْلُ دَهْرِكَ مُظْلِمٌ =مَا فِيهِ لا شَمْعٌ وَلا مِصْبَاحُ
فَيَخُرّ سَقْفُكَ إنْ هَمَتْ عَيْنُ السَّمَا =وَيَطِير كُوخُكَ إذْ تَهُبُّ رِيَاحُ
حَتَّى الحَمَامُ عَلَيْكَ رَقَّ بِدَوحِهِ =فَلَهُ بِحَقْلِكَ رَنَّةٌ وَنُوَاحُ
هَذِي دُيُونُكَ لَمْ يُسَدَّدْ بَعْضُهَا =عَجْزَاً فَكَيْفَ تُسَدَّدُ الأَرْبَاحُ
بِغُضُونِ وَجْهِكَ لِلْمَشَقَّةِ أَسْطُرٌ =وَعَلَى جَبِينِكَ لِلشَّقَا أَلْوَاحُ
عَرَقُ الحَيَاةِ يَسِيلُ مِنْكَ لآلِئَاً =فَيُزَانُ مِنْهَا لِلْغَنِيّ وِشَاحُ
أَتَصُدّ جَيْشَ الطَّامِعِينَ وَلَمْ يَكُنْ =لَكَ في الدِّفَاعِ سِوَى الصِّيَاحِ سِلاحُ
قَدْ كَانَ يُجْدِيكَ الصِّيَاحُ لَدَيْهُمُ =لَوْ فَجَّرَ الصَّخْرَ الأَصَّمَ صِيَاحُ
يَتَنَازَعُونَ عَلَى امْتِلاكِكَ بَيْنَهُمْ =فَلَهُمْ عَليْكَ تَشَاجُرٌ وَكِفَاحُ
كَمْ دَارَتِ الأقْدَاحُ بَيْنَهُمُ وَلَمْ =تُمْلَ بِغَيْرِ دُمُوعِكَ الأَقْدَاحُ
حَسِبَ الوُلاةُ الحَاكِمُونَ عَلَى القُرَى =أَنْ ثَمَّ أَجْسَادٌ وَلا أَرْوَاحُ
كَيْفَ التَّفَاهُمُ بَيْنَ ذَيْنِكَ، نَائِحٌ =يَشْكُو العَذَابَ وَسَامِعٌ مُرْتَاحُ
قَدْ أَنْكَرُوا البُؤْسَ الذِي بِكَ مُحْدِقٌ =أَفَيُنْكِرُونَ الحَقَّ وَهْوَ صَرَاحُ
عَجَبَاً أَيُنْكِرُ بُؤْسَ سُكَّانِ القُرَى =إلاَّ وُجُوهٌ كَالصَّفِيحِ وِقَاحُ
يَا غَارِسَ الشَّجَرِ المُؤَمَّلِ نَفْعُهُ =دَعْهُ فَإنَّ ثِمَارَهُ الأتْرَاحُ
إقْلَعْهُ فَالثَّمَرُ اللّذِيذُ مُحَرَّمٌ =لِلْغَارِسِينَ وَلِلْقَوِيِّ مُبَاحُ
أَصْبَحْتَ تُورِثُكَ الحُقُولُ أَسَىً فَمَا =يَهْتَاجُ أُنْسَكَ نَشْرُهَا الفَيَّاحُ
تَرْتَاعُ مِنْ مَرْأى النَّخِيلِ كأنَّمَا =سَعَفُ النَّخِيلِ أَسِنَّةٌ وَصِفَاحُ
يَا وَاهِبَ الخَيْرِ الجَزَيلِ لِشَعْبِهِ =أَكَذَا يُجَازَى بِالعِقَابِ سَمَاحُ
أَفْنَتْ حُقُولَكَ آفَةٌ أَرْضِيَّةٌ =عَاثَتْ بِهَا وَشِعَارُها الإصْلاحُ
طَيْرُ السَّعَادَةِ طَارَ عَنْكَ مُحَلِّقَاً =وَعَلَى وَلائِكَ رَفَّ مِنْهُ جَنَاحُ
قَدْ أَقْسَمَ البُؤْسُ الذِي بِكَ نَازِلٌ =أَنْ لا تَمُرَّ بِدَارِكَ الأفْرَاحُ
تَقْضِي حَيَاتَكَ بِالعَنَاءِ وَلَمْ تَكُنْ =في غَيْرِ أيَّامِ السَّقَامِ تُرَاحُ
سِرٌّ بِبُؤْسِكَ فَاضِحٌ لِذَوِي الغِنَى=لَوْ أنَّ سِرَّكَ في البِلادِ يُبَاحُ
حَتَّامَ يَا هَذَا لِسَانُكَ أَلْكَنٌ =وإِلامَ أَلْسِنَةُ الطُّغَاةِ فِصَاحُ
كُلُّ الجُنَاحِ عَلَى الضَّعِيفِ إذَا اعْتَدَى =أَمَّا القَوِيّ فَمَا عَلَيْهِ جُنَاحُ
يَا رِيفُ إنَّ كِتَابَ بُؤْسِكَ مُشْكلٌ =يَعْيَا بِحَلِّ رُمُوزِهِ الشُّرَّاحُ
أَطْيَارُ رَوْضِكَ غَالَهَا بَازُ العِدَى =وَعَدَا عَلَى أَمْلاكِكَ التِّمْسَاحُ
الوَرْدُ قَدْ خَنَقَتْهُ أَشْوَاكُ الرُّبَى =ظُلْمَاً وَفَرَّ البُلْبُلُ الصَّدَّاحُ
يَا رِيفُ مَالَكَ شُرْبُ أَهْلِكَ آجِنٌ =رَنِقٌ وَشُرْبُ وُلاةِ أَمْرِكَ رَاحُ
ـ[محمد سعد]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 06:33 م]ـ
يَا رِيفُ مَالَكَ شُرْبُ أَهْلِكَ آجِنٌ
رَنِقٌ وَشُرْبُ وُلاةِ أَمْرِكَ رَاحُ
والله صحيح ألا تراهم
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 10:45 م]ـ
والله صحيح ألا تراهم
أهلا بسيدي وأستاذي
لي علاقة مباشرة مع كل بيت من القصيدة يا أبا فادي
فقد كنت يوما فلاحا:)
ـ[أبو قتادة وليد بن حسني الاثري]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 10:54 م]ـ
أحمد الصافي النجفي
[ img]http://www.up4arab.com/out.php
ولد الشاعر العراقي الكبير أحمد الصافي النجفي سنة 1897 في مدينة النجف بالعراق، لأب من أسرة حجازية الأصل وأم لبنانية من مدينة صور
وقد عاصر الاحتلال الانجليزي للعراق وانضم إلى المناضلين فسجن نفي خارج العراق وكان شاعر بسيطا من حيث مظهره عاش الفقر والغربة وقد أصدر حوالي سبعة عشر ديواناً من الشعر رحل عن الحياة في السابع والعشرين من شهر يونية (حزيران) سنة 1977 وهو في الثمانين من عمره، بعد أن ترك تراثاً شعرياً خصباً، وترجمة دقيقة لرباعيات الخيام الخالدة، وقد صدرت بعد رحيله مجموعته الشعرية " قصائدي الأخيرة " التي تضم آخر ما كتب من قصائد.
ومن قصائده قصيدة الفلاح يقول فيها:
يا إخواني الله الله في حدود الله والله الله في محارم الله
لم هذه الصور التي مصوروها أشد الناس عذابا يوم القيامة كما في الصحيح؟؟!!
¥