ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 08:56 م]ـ
أبو الهدى الصيادي
1266 - 1328 هـ / 1849 - 1909 ممن شعراء العصر (العثماني- الحديث)، واسمه محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى الملقب بـ (الرواس)، من شعراء الصوفية.
كان من أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى اتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.
كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.
وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.
له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و (فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و (الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و (تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و (السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و (ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و (الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.
ومن جميل ما قرأت له:
وَطِّدْ فُؤادَكَ كُلُّنا عُشَّاقُ = طارَ الهَوَى فينا لمنْ نَشْتاقُ
أخَذَتْ فُنونُ العِشقِ كلَّ قُلوبِنا = وتَمَكَّنَتْ بِجَميعِها الأحْراقُ
نارٌ تَشُبُّ وزَفْرَةٌ لا تَنْطَفي = الله هذا الشَّأنُ كيفَ يُطاقُ
سَكَنَ الغرامُ القلبَ غيرَ مُزَحْزَحٍ = ومنَ العجائبِ بَيْتُهُ خَفَّاقُ
قَيْدٌ وإطْلاقٌ ببيتٍ واحدٍ = في القلبِ منِّي القَيدُ والإطْلاقُ
لو شِمْتَنا يومَ الفِراقِ ذَواهلاً = لَرأيتَ كيفَ إلى القٌبورِ نُساقُ
وحَياتِكُمْ يا من لأجلِ عُيونِكُمْ = ها دَمعُ عَيني فائِضٌ رَقْراقُ
وجَميلِكُمْ وجَمالِكُمْ ودَلالِكُمْ = وخَيالِكُمْ إذْ للخَيالِ يُساقُ
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[27 - 01 - 2009, 09:34 م]ـ
أحمد محرم
1294 - 1364 هـ / 1877 - 1945 م
أحمد محرم بن حسن بن عبد الله، شاعر مصري من العصر الحديث، حسن الوصف، نقيّ الديباجة، تركي الأصل أو شركسيّ.
ولد في إبيا الحمراء، من قرى الدلنجات بمصر، في شهر محرّم فسمي أحمد محرّم.
وتلقى مبادئ العلوم، وتثقف على يد أحد الأزهريين، وسكن دمنهور بعد وفاة والده، فعاش يتكسب بالنشر والكتابة ومثالاً لحظ الأديب النكد كما يقول أحد عارفيه.
وحفلت أيامه بأحداث السياسة والأحزاب، فانفرد برأيه مستقلاً من كل حزب إلا أن هواه كان مع الحزب الوطني ولم يكن من أعضائه.
توفي ودفن في دمنهور.
ومن القصائد التي قالها فيما يشابه وضعنا اليوم في قضية فلسطين ..
تلك القضيّةُ هل لها ميعادُ = شرطُ القضيَّةِ أن يطولَ جِهادُ
كم للشُّعوبِ قضيّةٌ من دُونها = تمضِي القُرونُ وتنقضي الآمادُ
هل دَانَ للهِمَمِ الرَّواكدِ مَطْلَبٌ = أم صَحَّ للأُمَمِ الضِّعافِ مُرادُ
لا تَحْسَبَنَّ الحقَّ صَيْحَة عاجزٍ = الحقُّ عَزمٌ صادقٌ وجلادُ
صُوني فلسطينُ الذِّمارَ وجَاهِدي = ما للحياةِ سوى الجهادِ عِمادُ
صُونِي ذِمارَكِ إنّه لكِ موقفٌ = فَصْلٌ ويومٌ مِنكِ ليس يُعادُ
هو آخرُ الأيّامِ إمّا مَطْلَعٌ = عالٍ وإمّا مَصْرَعٌ وحِدادُ
جُودوا حماةَ القُدسِ ما بِكِرَامِكُمْ = بُخلٌ ولا للمَكْرُماتِ نَفادُ
ذُودوا العَدُوَّ عنِ البلادِ وناضِلوا = إنّ العدوَّ عن البلادِ يُذادُ
اللهُ أكبرُ يا خلائفَ يَعْرُبٍ = أتَضيعُ أوطانٌ لكم وبلادُ
لا تُنكروا الدَّمَ في المَصارع يلتقي = إنّ الرّجالَ بمثل ذلكَ سادوا
ـ[المستبدة]ــــــــ[28 - 01 - 2009, 02:53 ص]ـ
صفحة مشرقة بأقلام الأدباء ..
نقرأ حروفكم بشغف ... تابعوا.
نحن معكم.
ـ[رائد عبد اللطيف]ــــــــ[27 - 02 - 2009, 09:29 م]ـ
إدريس جماع
1922م – 1980م
إدريس محمَّد جماع من شعراء الوجدان المجيدين في العصر الحديث، من مواليد (حلفاية الملوك) السودانيَّة عام 1922م. التحق بمعهد المعلمين بالزيتون في مصر 1946م، وعاد سنة 1952 إلى السودان، وعمل معلما بمعهد التربية بشندى، ثم انتقل إلى الخرطوم، توفي سنة 1980، بعد عناء شديد مع المرض.
له ديوان بعنوان: ((لحظات باقية)) ط 2، 1984م، وهو صاحب الأبيات المعروفة:
إنَّ حَظّي كدقيقٍ= فوقَ شوكٍ نثروه
ثم قالوا لحفاةٍ= يوم ريح اجمعوهْ
صعبَ الأمرُ عليهم= ثم قالوا أتركوهْ
إنَّ من أشقاهُ ربي= كيفَ أنتمْ تسعدوهْ
ومن شعره، اخترت لكم هذه الخميلة:
ماله أيقظَ الشجون فقاستْ= وحشة الليل واستثار الخيالا
ماله في مواكب الليل يمشي= ويناجى أشباحَه والظلالا
هينٌ تستخفُّه بسمة الطفـ=ـل قويٌّ يصارع الأجيالا
حاسرُ الرأسِ عند كلِّ جمال= مستشفٌّ من كلِّ شيء جمالا
ماجنٌ حطَّم القيودَ وصُوفـ=ـيٌّ قضى العُمْر نشوةً وابْتهالا
خُلقت طينة الأسى وغشتها= نارُ وجدٍ فأصبحت صلصالا
ثم صاح القضاءُ كُوْني فكانتْ= طينةُ البؤس شاعراً مثّالا
يتغنَّى مع الرياح إذا غنـ=ـتْ فيُشجى خميلة والتلالا
صاغ من كلِّ ربوةٍ منبراً= يسكبُ في سمعه الشجون الطِّوالا
هو طفلٌ شاد الرمال قصوراً= هي آماله، ودك الرِّمالا
هو كالعود ينفح العطر للنا=س ويفنى تحرُّقاً واشتعالا