قال فلما وقف أبو عبد الرحمن على هذه الأبيات بكى حتى خضب لحيته وقال وددت أن هذا الرجل حي وأشاطره نصف ملكي وكان في رقعة الرجل منزلي ببغداد في الموضع الفلاني المعروف بكذا والقوم يعرفون بكذا فحمل إليهم خمسة آلاف دينار وعرفهم موت الرجل))
ويضيف الرواة بعدا جديدا للمأساة، فيقولون إن هذه القصيدة التي لا يعرف له شعر سواها وجدت معه عند موته سنة 420 من الهجرة، يخاطب فيها زوجته، ويؤكد لها حبه حتى الرمق الأخير من حياته.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 05:43 م]ـ
غاية في الشجن أستاذنا الأديب اللبيب ..
مما يستحق التأمل في شعر الغربة ومرارة الافتراق، هذا العتب عند اللقاء بعد طول غياب إن رأى أحدهما الآخر في أحسن حال! فتزيد المرارة ويتمنى أنه لم يكن هذا اللقاء .. على أنها سنَّة الحياة وجدير بالإنسان أن يكون واقعيا عقلانيا فلن تتساقط النجوم ولن تجف الأنهار لفراق الأحبة ستسير الحياة بدورتها الطبيعية حتى عليهما ..
ولك أن تعجب حين تجد بثينة تسأل جميل: لماذا شاب رأسك؟ وهي أعلم بالجواب منه، فعلَّل لها تعليلا موجعا، وحلل لها كيف أن الحوادث كانت تعنيه وحده، وأن آثار الزمن رُسمت على ملامحه وحده، وظلَّت هي خارج عجلة الزمن ببهائها وجمالها -وجميل يرى هذه الآثار:الشيب، النحول، الاكتئاب، تتناسب طرديا مع مقدار الحب:
تقول بثينة لما رأت .. فنونا من الشعر الأحمر
كبرتَ جميل!! وأودى الشباب .. فقلت بثين ألا فاقصري
أتنسين أيامنا باللوى .. وأيامنا بذوى الأجفر
أما كنت أبصرتني مرة .. ليالي نحن بذي جهور
ليال أنتم لنا جيرة .. ألا تذكرين؟؟ بلا فاذكري!
وإذ أنا أغيد غض الشباب .. أجر الرداء مع المئزر
وإذ لُمَّتي كجناح الغراب .. تُرجّل بالمسك والعنبر
فغيَّر ذلك ما تعلمين!! .. تغير ذا الزمن المنكر
وأنت كلؤلوة المرزبان .. بماء شبابك لم تعصري
قريبان مربعنا واحد .. فكيف كبرتُ ولم تكبري؟!!
أحسب أنك استشعرت ثقل سناد الردف وقبحه هاهنا ... !!
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 05:46 م]ـ
صدقت أبا سهيل
قصيدة ابن زريق أروع ما قيل في الوداع
خاصة أنها اقترنت بصدق الإحساس
وربما يكون لنهاية التراجيدية ميزة إضافية جعلت من القصيدة
إحدى أجمل قصائد العربية
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[18 - 01 - 2009, 09:08 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
هذه لعلها لديك الجن
قد تكون فإني لم أجد نسبتها لأحد.
أختي أحاول أن قصيدة جميلة سأعمل على حفظها.
أخي عامر ازدانت الصفحة بك، اختيار موفق.
وأنا أتفق معكما يا أبا سهيل ويا بحر في أن أجمل قصيدة في هذا الموضوع هو قصيدة ابن زريق، ولكنها الأجمل حينما تكون قصيدة كاملة، أما في المقطعات فإن الأجمل بعضا مما ذكرته، أليس كذلك؟
ـ[أبو سهيل]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 02:45 ص]ـ
"قال أبو عبد الله الحميدي: قال لي أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: يقال: من تختم بالعقيق، وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي، وحفظ قصيدة ابن زريق، فقد استكمل الظرف"اهـ الوافي بالوفيات
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 05:23 م]ـ
"قال أبو عبد الله الحميدي: قال لي أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: يقال: من تختم بالعقيق، وقرأ لأبي عمرو وتفقه للشافعي، وحفظ قصيدة ابن زريق، فقد استكمل الظرف"اهـ الوافي بالوفيات
مع إجلالي لهذه المقولة وشهرتها فإني أرى أن اختياره من الشعر كله لهذه القصيدة جور له، ولو اختار قصيدة ذات الأمثال لكان أفضل على الأقل، ألا توافقوني؟
على الهامش: يبدو أن قائل المقولة كان يعاني مما عانى منه ابن زريق!
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 06:07 م]ـ
مع إجلالي لهذه المقولة وشهرتها فإني أرى أن اختياره من الشعر كله لهذه القصيدة جور له، ولو اختار قصيدة ذات الأمثال لكان أفضل على الأقل، ألا توافقوني؟
على الهامش: يبدو أن قائل المقولة كان يعاني مما عانى منه ابن زريق!
أخي اللبيب الأديب
المسألة تخضع لاعتبارات الذوق الشخصي
ورغم جمال القصيدة فأنا أوافقك الرأي
فليس في العربية قصيدة بزت أقرانها
حتى المعلقات
فقد وجدت أن للصعاليك ولمهلهل قصائد ربما تفوق المعلقات.
ـ[الأديب اللبيب]ــــــــ[19 - 01 - 2009, 06:38 م]ـ
أخي اللبيب الأديب
المسألة تخضع لاعتبارات الذوق الشخصي
ورغم جمال القصيدة فأنا أوافقك الرأي
فليس في العربية قصيدة بزت أقرانها
حتى المعلقات
فقد وجدت أن للصعاليك ولمهلهل قصائد ربما تفوق المعلقات.
صدقت أخي بحر، هي مسألة نسبية.
ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[20 - 01 - 2009, 03:57 م]ـ
يقول أحمد المتنبي:
أبلى الهوى أسفا يوم النوى بدني = وفرق الهجر بين الجفن والوسن
روح تردد في مثل الخلال إذا = اطارت الريح عنه الثوب لم يبن
كفى بجسمي نحولا أنني رجل =لولا مخاطبتي إياك لم ترني
لا أعرف من هو شمروخ ولا في أي عصر عاش ولكن هناك تشابه في المعنى بين أبياته وأبيات أبي الطيب.
¥