فالأمة اليَوْمَ في إِثْمٍ عَلى عُنُقٍ وَالمُسْلِمُونَ تَوَلَّوا إِذْ هُمُ كُثُرُ
لا يَرْفَعُ الإثمَ إلا حَمْلُ دَعْوَتنا وَمَنْ تَوَلَّى فَمِثْلُ العِيرِ يَحْتَضِرُ
مِنْ أَجْلِ هَذا فَإِنَّ اللهَ سَائِلُكُمْ يَوْمَ الحِسَابِ ويَومَ النَّاسُ قَدْ حُشِرُوا
مَاذا فَعَلتُمْ إِذِ الإسْلامُ مُنْتَهَكٌ وَكُلَّّ ما قَدْ حَرَّمَ اللهُ يَنْهَدِرُ
هذا الكِتابُ كِتابُ اللهِ يأمُرُكُمْ بِبَيْعَةٍ لأميرِ القومِ تُنْتَظَرُ
نَصْبُ الخَلِيْفَةِ أَمْرُ اللهِ مَطْلَبُهُ وَبِالتَّفَقُّهِ فَرْضَ العَيْنِ يُعْتَبَرُ
تاجُ الفرائِضِ أدُّوها لِعِزِّكُمُ وَبِالقِيامَةِ ذَنبُ الناسِ يُغْتَفَرُ
هَيّا جَمِيعَاً زَرافاتٍ نَكونُ لَها لِنقلَعَ اليومَ بِالفُرْقَانِ ما جَذَروا
هَيّا نُغَيِّرُ بالتَّحْريرِ واقِعَنا لِنُرضِيَ اللهَ بَعدَ السُّخْطِ فابتَدِروا
هَيّا لِنَجْمَعَ طاقاتٍ مُفَرَّقةٍ نُوَحِّدُ الجُهدَ لِلأحْزابِ نَدَّخِرُ
نَدْعُو الجَمِيعَ فَيا إخْوانُ نَنْظُركُم بِكُلِّ صِدْقٍ لِوَجْهِ اللهِ نَنْتَظِرُ
لِِنُصْبِحِ اليَوْمَ أَقْوى في تَوَحُّدِنا إنَّ العِصِيَّ فُرادَى سَوفَ تَنْكَسِرُ
لا هَزّكُمْ بَعْدَ هذا القَوْلِ مِنْ جَلَلٍ هَيَّا استَجِيبُوا لِداعِ اللهِ تُؤتَجَروا
نَشْكُوا إلى اللهِ وَهْنَاً صارَ دَيدَنُنَا نُخْفي الرُؤوسَ إذا ما قَومُنا كُسِروا
هَلْ تَنْظُرونَ عَذَابَاتٍ وَقَارِعَةً كَقَوْمِ صَالِحَ لَمَّا نَاقَةً عَقَرُوا
وَقَوُمِ عَادٍ وَذِي الأحْقَافِ ماثِلَةٌ وَكُلُّهُمْ خالَفوا الأحْكامَ أو نَكَروا
وآل فِرْعَوْنَ والأخْبارُ وافِيَةٌ وَكُلُّهُمْ جاءَهُمْ فُرقانُ أو زُبرُ
هذى أمانَةُ رَبي فَاتَّقُوا سَقَراً وَسَدِّدوا الفِكْرَ والمِنهاجَ واختَصِروا
إنَّ الطَّريقَةَ مِنْ مِنْهاجِ فِكْرَتِنا وَمَنْ ُيغَيِّرْ .. فَقَدْ يَهْوي بِما حَفَروا
...
وَيا أَخِي المُسْلِمُ المَخْضُوبُ مِنْ دَمِهِ هَيَّا تَيَقَّظ فَإن اللهَ يَخْتَبِرُ
فَََطَهِّرِ العَقْلَ وَالأفْكارَ مِنْ صَدَأٍ سُمٍّ دَخيلٍ وَضِيعٍ شاْنَهُ الوَضَرُ
وَنَوِّرِ الفِكرَ والمَفْهُومَ أجْمَعَهُ يَرْقَى بِكَ العَقْلُ والأفْكارُ تَزدَهِرُ
إنّا على مِلَّةِ التَّوحِيدِِِ مِلَّتِنا فَلتَشهَدِ الأرْضُ والأجْرامُ والسُّدُرُ
لا نُشْرِكُ اللهَ في تأليهِهِ أَحَدَاً وَلا يكابرُ إلا مَنْ بِهِ عَوَرُ
هِيَ العَقِيدَةُ وَالتوحيدُ مَنبَعُها هِيَ القِيادَةُ لِلأفْعالِ تُعتَبَرُ
كُنْ واعِياً مُستَنيراً راشِداً فَطِناً فحامِلُ الدَّعوَةِ المعهودُ يدَّكِرُ
وَثَقِّفِ النّاسَ بِالإسْلامِ في دَأَبٍ ثُمَّ انطَلِقْ في كِفاحِ الكُفْرِ يَنْحَسِرُ
واستَنْصِرِ اللهَ ثُمَّ المُخْلِصِينَ لَهُ فَهكذا جاءَتِ الأحكامُ والسِّيَرُ
جاهِد بِمالِكَ لا تُبْقِيْهِ مُدَّخَراً فإنَّما أَنفَقَتْ يُمْناكَ تَدَّخِرُ
جاهِدْ بِنَفْسِكَ لا تأبَهْ لِنازِلَةٍ فَكُلّ ما قَدْ قَضاهُ اللهُ يُنْتَظَرُ
هاجِرْ بِدينِكَ إنْ ضاقَتْ إلى فُسَحٍ قد آل للهِ ذاكَ الحِلُّ والسَّفَرُ
وَقُلْ نَوَيتُ لِوَجْهِ اللهِ مُخلِصَها فَإنَّ أجرَكَ بِالنِّيّاتِ يدَّخَرُ
واستَودِعِ الزَّوجَ والأبناءَ خالِقَهُمْ فَعِنْدَهُ كُلُّ ما قَدْ خَطَّهُ القَدَرُ
لأنهُ رازِقٌ لِلأهْلِ مُطْعِمُهُمْ وحافِظٌ مِن شُرورِ الخَلقِ إن غَدَرُوا
وَحَسِّنِ الطَبْعَ وَالأخْلاقَ مُلْتَمِسَاً للوالِدَينِ بِبِرٍّ إنهُمْ دُرَرُ
واهْجُرْ لِوَجْهِ رَقيبٍ كُلَّ مَعصِيَةٍ فَإنَّ أسْلافَنا بِالأمسِ قَدْ هَجَروا
واذْكُر إلهكَ في لَيْلٍ وَفي سَحَرٍ وَزِدْ يقِينَكَ بِالرَّحْمنِ تَبْتَشِرُ
وَقُمْ مِنَ اللَّيلِ أوقاتاً تَكُنْ جَلِداً أَشَدَّ وَطْأً وَتَأثيراً فَتَقْتَدِرُ
وَقَوِّمِ القِيلَ بِالقُرآنِ إنَّ لَنا في حُسنِ تَرتيلِهِ الأَزَماتُ تَنْجَبِرُ
وَسَدِّدِ الخَطْوَ بِاسْمِِ اللهِ صَوْلَتنا بِهَدْيِ أحمَدَ إنّا نَحْنُ نَقْتَدِرُ
وَكُنْ كَسَيْفٍ عَلَى البُطْلانِ مُنْصَلِتاً وَلا تُفَرِّطْ .. لِئَلا السَّيفَ يَنْكَسِرُ
ضَعْ نُصْبَ عَيْنَيكَ بِالإِقْدَامِ غَايَتَنَا وَلا تُسَاوِمْ .. فَيَطْمَعَ فِيْكَ مُتَّجِرُ
إِنْ نَنْصُرِ اللهَ بِالإِخْلاصِ نِيَّتُنَا سَيَنْصُرِ اللهُ حِزْبَاً كُلهُ طُهُرُ
...
¥