تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[د. علي]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 03:15 م]ـ

اسمحوا لي بالمداخلة هنا ..

قد يكونُ من طبائع النفوس (الملل)، وقد تزيد هذه الطبيعة أو تنقص من شخص لآخر .. وهي كباقي الطبائع كلما غُذّيت زادت حتى تبدو بارزةً في السلوك .. ومن أشد الناس تعبًا في هذه الحياة مَن يوسم بـ (الملول) ..

رُبَّما كانت الأعرابية تُمارِسُ مع محبوبها أسلوبَ الاقتراب والابتعاد بحيثُ تُبقيه على الأمل دونَ أن ينال مبتغاه (ودون أن يَملّ)، فهي بهذا تُمارِسُ مناورةً عاطفية .. ولا شكّ بأنّ النفس تبحثُ عن مَن يُقدِّرُها، ويُشعرها بالقرب والحب والدفء؛ لذا فالأعرابية لا تريدُ أن تخسر الشخص الذي يُشعِرُها بذلك، لكنّها في الوقت نفسه تخشى من أنَّ اقترابه الدائم قد يؤدي إلى الابتعاد (الدائم)، وهذه الخشية في ظنّي مُبرَّرة لدى بعض الأشخاص ..

وأنا أُشبِّه الأعرابية في عملها هذا بالبحر الذي يُغازلُ الشاطئ، فيمدُّ إلى أنْ يظنَّ الشاطئُ أنَّه لقاء لا فراق بعده، ثمَّ يرتدُّ إلى أن يظنّ الشاطئ أنها هجره دائمة، ويبقى الشاطئ بين مدّ البحر وجزره إلى الأبد .. (رُبما الحسنة الحقيقية لهذه المناورة هي إبقاء حرارة الشوق).

ومع ذلك يبدو لي أنَّ هناك أناسًا لا يخشونَ من الاقتراب الدائم؛ لأنَّهم يملكونَ في نفوسهم حياةً مختلفة عن الحياة، كلما اقتربت منها وجدت أنَّك بحاجة إلى المزيد من الاقتراب، وكلما اقتربت أكثر رأيت أنَّك ما زلت بحاجة للمزيد، وهكذا يبقى يجتذبك إلى أعماق أعماقه دون أن تشعر بالارتواء .. ومثل هذا النوع من الناس (نادر نادر) كما أظن ..

ولعلّ مما يُمثِّلُ هذا النوع في الحب محبوبة الشاعر الذي وصِفَ له دواء من حبّه إياها بأنَّه (الملل) بالقرب الدائم، أو (اليأس) بالبعد الدائم، وبعد أن جربهما كما يزعم قال:

بكلٍّ تداوينا فلم يشف ما بنا على أنَّ قرب الدَّار خيرٌ من البعدِ

(لم أقدم قراءة لغوية للأبيات السابقة، بل قراءة من خلال خاطرة نفسية أردت مشاركتكم بها).

الأخت معالي: لستِ بحاجة إلى أن تعرفي مناسبة النص حينما تريدين تقديم قراءة نفسية لغوية له، بل النص نفسه يفتح لنا قراءات (إبداعية) تكون نصًا آخر يوازي النصّ الأصليّ ..

ـ[المستبدة]ــــــــ[12 - 02 - 2009, 11:55 م]ـ

د. علي:

أهلا بك هنا،تتحف أيّ موضوع تزوره.

وأنا أُشبِّه الأعرابية في عملها هذا بالبحر الذي يُغازلُ الشاطئ، فيمدُّ إلى أنْ يظنَّ الشاطئُ أنَّه لقاء لا فراق بعده، ثمَّ يرتدُّ إلى أن يظنّ الشاطئ أنها هجره دائمة، ويبقى الشاطئ بين مدّ البحر وجزره إلى الأبد.

لله دركم ما أبدع هذا التصوير وأجمله،صورة فريدة لم أقرأ لها شبيها قبل الآن.

تأمل رائع أستاذي.

أمّا عن القراءة النفسية في الأدب،فهذا ما أحاول التركيز عليه في بلورة خطة بحثي.

نعم، صحيح أنه يفضي بنا إلى فضاءات إبداع متلاحقة.

شكرا لك،وننتظر حروفك في الأدب بشغف.

ـ[د. علي]ــــــــ[13 - 02 - 2009, 02:23 م]ـ

د. علي:

أهلا بك هنا،تتحف أيّ موضوع تزوره.

لله دركم ما أبدع هذا التصوير وأجمله،صورة فريدة لم أقرأ لها شبيها قبل الآن.

تأمل رائع أستاذي.

أمّا عن القراءة النفسية في الأدب،فهذا ما أحاول التركيز عليه في بلورة خطة بحثي.

نعم، صحيح أنه يفضي بنا إلى فضاءات إبداع متلاحقة.

شكرا لك،وننتظر حروفك في الأدب بشغف.

شكرًا جزيلاً ..

لا أدري ما خطتك، ولكن لي بعض المقترحات، منها أن تتجهي في دراسة نصوصك إلى نصوصٍ كتبتها نساء، فربما كانت المرأة أدقّ في فهم مخبوء نفس المرأة ..

ـ[المستبدة]ــــــــ[16 - 02 - 2009, 05:46 م]ـ

د. علي:

أهلا وسهلا بك أستاذي الفاضل.

في الحقيقة فكرتُ بمثل هذه الدراسة، لكن أزعم أنني مخلصة في البحوث،

كما أنني عاشقة لها،لذا فكّرتُ بأن يكون للبحث الكبير اسم كبير لأتعب

كثيرا، وأجني ثقيلا!

أدور حول اسم كبير،لكنني أفكّرُ بالكثير، وحين أقترب من شيء أعود لذاك

الاسم الكبير! قد تكون يا أستاذي الفاضل مثل كثير يبادرني بقوله:هذا الاسم قتل بحثا

،لا جديد! لكني قبل ذكره،أود أن أقول أنّ بعض المحيطات،عرف كثيرا من أسرارها،

وجُنيت منها الفوائد، لكني أؤكد أن عمق البعض منها ما زال ينادي من يجرؤ!

سأتناول في بحثي ـ بإذن الله ـ قصيد المتنبي، لكن والحق أنني حائرة في الماهيّة

التي سيكون عليها،فلديّ عدة محاور،منها الدراسة النفسيّة.

أستاذي الدكتور /علي:

أنا الآن في عنق الزجاجة، ولا أدري متى أخرج،ففكرة البحث وخطته،هما القلب

التي سينبض بعدهما الجسد كلّه،كما ينبغي أن تكون عضلته،سليمة،قويّة،جديدة!،ليتم الإنطلاق لبناء جسد (بحث) متكامل،والكمال لله،،وسأمتنّ إن علّقت على هذا الاختيار.

أستاذي الدكتور علي:

شكرا ثقيلا بحجم مرورك، وروحك النبيلة التي تسعى

لمساعدة من يتلعثمون محاولة في تثبيت الخطوة الأولى.

بارك الله في علمك.

همسة:لتعذرني الغالية /معالي، في تحوير بوابتِها:)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير