ـ[معالي]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 08:30 ص]ـ
اسمحوا لي بالمداخلة هنا ..
قد يكونُ من طبائع النفوس (الملل)، وقد تزيد هذه الطبيعة أو تنقص من شخص لآخر .. وهي كباقي الطبائع كلما غُذّيت زادت حتى تبدو بارزةً في السلوك .. ومن أشد الناس تعبًا في هذه الحياة مَن يوسم بـ (الملول) ..
رُبَّما كانت الأعرابية تُمارِسُ مع محبوبها أسلوبَ الاقتراب والابتعاد بحيثُ تُبقيه على الأمل دونَ أن ينال مبتغاه (ودون أن يَملّ)، فهي بهذا تُمارِسُ مناورةً عاطفية .. ولا شكّ بأنّ النفس تبحثُ عن مَن يُقدِّرُها، ويُشعرها بالقرب والحب والدفء؛ لذا فالأعرابية لا تريدُ أن تخسر الشخص الذي يُشعِرُها بذلك، لكنّها في الوقت نفسه تخشى من أنَّ اقترابه الدائم قد يؤدي إلى الابتعاد (الدائم)، وهذه الخشية في ظنّي مُبرَّرة لدى بعض الأشخاص ..
وأنا أُشبِّه الأعرابية في عملها هذا بالبحر الذي يُغازلُ الشاطئ، فيمدُّ إلى أنْ يظنَّ الشاطئُ أنَّه لقاء لا فراق بعده، ثمَّ يرتدُّ إلى أن يظنّ الشاطئ أنها هجره دائمة، ويبقى الشاطئ بين مدّ البحر وجزره إلى الأبد .. (رُبما الحسنة الحقيقية لهذه المناورة هي إبقاء حرارة الشوق).
ومع ذلك يبدو لي أنَّ هناك أناسًا لا يخشونَ من الاقتراب الدائم؛ لأنَّهم يملكونَ في نفوسهم حياةً مختلفة عن الحياة، كلما اقتربت منها وجدت أنَّك بحاجة إلى المزيد من الاقتراب، وكلما اقتربت أكثر رأيت أنَّك ما زلت بحاجة للمزيد، وهكذا يبقى يجتذبك إلى أعماق أعماقه دون أن تشعر بالارتواء .. ومثل هذا النوع من الناس (نادر نادر) كما أظن ..
ولعلّ مما يُمثِّلُ هذا النوع في الحب محبوبة الشاعر الذي وصِفَ له دواء من حبّه إياها بأنَّه (الملل) بالقرب الدائم، أو (اليأس) بالبعد الدائم، وبعد أن جربهما كما يزعم قال:
بكلٍّ تداوينا فلم يشف ما بنا على أنَّ قرب الدَّار خيرٌ من البعدِ
(لم أقدم قراءة لغوية للأبيات السابقة، بل قراءة من خلال خاطرة نفسية أردت مشاركتكم بها).
الأخت معالي: لستِ بحاجة إلى أن تعرفي مناسبة النص حينما تريدين تقديم قراءة نفسية لغوية له، بل النص نفسه يفتح لنا قراءات (إبداعية) تكون نصًا آخر يوازي النصّ الأصليّ ..
أستاذنا القدير د. علي
فرصة أخرى للترحيب بكم في ميدان الفصحى ومعقل الضاد!
سعادتي جد كبيرة برؤيتكم الجميلة، ومشاركتكم في هذا الموضوع المتواضع الذي لا يعدو كونه قدحا من زناد العقل قيدتها في الفصيح، وكانت قد لمعت ساعة اشتغالي ببحثي!
أما القول بأن القرب يذهب بالمحبة فقد قدمتُ في معرض تعليقي على مشاركة الأستاذة الحبيبة أحاول أن أني أذهب مذهب ابن حزم، رحمه الله، في الطوق، حين قال: " ... ومن الناس من يقول: إن دوام الوصل يودي بالحب، وهذا هجين من القول! إنما ذلك لأهل الملل، بل كلما زاد وصالا زاد اتصالا ... " ا. هـ.
وعليه فإن الأمر -في ظني- لا علاقة له بنوع الأشخاص، بل بنوع المحبة نفسها، صادقة كانت أم غير ذلك!
د. علي
أسعد الله ساعة قادتكم إلى هنا.
شكرًا جزيلا.
ـ[معالي]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 08:32 ص]ـ
همسة:لتعذرني الغالية /معالي، في تحوير بوابتِها:)
البيت بيتك!:)
ـ[د. علي]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 09:17 م]ـ
سأتناول في بحثي ـ بإذن الله ـ قصيد المتنبي، لكن والحق أنني حائرة في الماهيّة
التي سيكون عليها،فلديّ عدة محاور،منها الدراسة النفسيّة.
أستاذي الدكتور /علي:
أنا الآن في عنق الزجاجة، ولا أدري متى أخرج،ففكرة البحث وخطته،هما القلب
التي سينبض بعدهما الجسد كلّه،كما ينبغي أن تكون عضلته،سليمة،قويّة،جديدة!،ليتم الإنطلاق لبناء جسد (بحث) متكامل،والكمال لله،،وسأمتنّ إن ...
السلام عليكم ..
أختي الكريمة ..
أولاً: أعتذر عن تأخر الرد لتأخُّر الدخول.
ثانيًا: (المستشار مؤتمن).
ثالثًا: أنا متخصص في النحو واللغة. وبناء على ثانيًا وثالثًا سأقول ما لدي بما لدي من خبرة متواضعة في هذا الأمر.
أختي الكريمة: أحسب أنّ اختيار الموضوع جزء أصيل من تكوين الباحث، وكلَّما كان الموضوع قويًّا وكان الباحث جادًّا أدى ذلك إلى رسوخ في العلم والبحث. ولكن، إن كان موضوعك للماجستير فإني أخشى أن يشقَّ عليك الموضوع (لا لقصور فيك، حاشا) فيتعبك ويفت في عضدك ثمّ يوقفك عن مواصلة المشوار في الدكتوراه التي تتطلب جهدًا أكبر من الماجستير بكثير، (أو على الأقل يجعلك تترددين كثيرًا قبل الإقدام على الدكتوراه للحاجة إلى الوقت والجهد اللذين بُذل كثير منهما في الماجستير).
ومع ذلك أختي فإنَّي إميلُ إلى أنّ الموضوع الجيد أفضلُ آلاف المرات من موضوع يُقدَّم لمجرّد الحصول على الدرجة .. ولا يضمنُ أحدٌ العمر، فإذا قدَّم الباحثُ عملاً جيدًا في الماجستير فيكفيه أنَّه قدَّم عملاً جيدًا .. وما بعد ذاك عند الله ..
هذا رأيي (من حيث الجهد والعمل المطلوب) باختصار، أما بالنسبة للموضوع في ذاته فلي بعض الاقتراحات التي يُمكنُ أن تُفيد، وسأرسلها إلى بريدك الخاص عن طريق اسمك الموجود في هذا الموقع لخصوصية الأمر، فإن لم تجديه فأرجو أن تبيّني ذلك في هذه النافذة لأني (أميّ حاسوبيًّا).كما أني لا أقتنع بمقولة: إن الموضوع قُتِل بحثًا؛ وعلى وجه الخصوص مع مثل المتنبي (لأنَّ كل باحثٍ يتناول الأمر من جهة تختلف عن باحث آخر، فإذا ثبت تفرُّدك في وجهة البحث فلا مانع منه).
¥