تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ـ[معالي]ــــــــ[17 - 02 - 2009, 07:37 ص]ـ

السلام عليكم

الأستاذة الكريمة أنوار

قيل: اختيار المرء قطعة من عقله

وقيل: قد عرفناك باختيارك إذ كا (م) نَ دليلاً على اللبيب اختيارهْ

وأنا أقول: إن اختيارك مؤلفات هذا العَلَم الفذ دليلُ حصافةٍ وتوفيق وصلاح منهج ورفعة ذوق!

لطالما وقفتُ إجلالا لهذا الربانيّ الذي لم تجرفه الزخرفة ولم ينبهر بالأضواء ولم تعش بصيرته الضلالات السائدة!

لا أبالغ إن قلتُ إن سيرته ينبغي أن تُدرس بعناية لمن أراد أن يتلمس طريقه وسط الظلام الدامس الذي يحيط بنا والأخطار المحدقة بلغتنا وقيمنا وثقافتنا، ولاسيما وقد انتكست الفطر حتى إنك لتبصرين مَن يسمي كل (خربشة) رأيا، وكل سفسطة علما!

التمييز بين الخبيث والطيب بحاجة إلى بصيرة نافذة، وقدرة خاصة، وعقل راجح، وهذه خصائص يختص الله بها من أخلص ووُفق إلى السبيل الحق الذي لا تجد به عوجا ولا أمتا، وقليل ما هم!

أ. أنوار

أهنئك، وأشد على يديك، وأرجو الله أن يوفقني وإياك والجميع إلى معرفة الغث من السمين والصالح من الطالح، ويهدينا طريق المحجة البيضاء لا يزيغ عنها إلا هالك.

ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 02:36 م]ـ

مرحباً .. أستاذة معالي ..

سررتُ بهذه الإطلالة .. وهذا الثناء الذي لا يكون لمثلي ..

ولكن لي طلب ..

وهو ليتكِ تستبدلين .. تلك الكلمات والرموز التي سبقت إسمي بـ أختي .. فتلك تكبرني كثيراً ..

ـ[أنوار]ــــــــ[18 - 02 - 2009, 02:44 م]ـ

وعودة .. للرسالة ..

- لم يكن العرب الأوائل يستخدمون اللغة كوسيلة للتواصل فقط .. بل كانوا يمتلكون ذائقة عالية تجعل من اللغة شيئاً يخالط أنفاسهم .. ويعلق في نفوسهم ..

- إشارته لوجود منهج التذوق في الرسالة الشافية .. يقول الجرجاني: " أن الشاعر يسبق في الكثير منها، إلى عبارة يعلم ضرورة أنها لا يجيء في ذلك المعنى إلا ما هو دونها ومنحط عنها " ..

وكذلك في النثر .. ومثل بقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه " قيمة كل امرئ ما يحسنه " ..

فإن دل على شيء فإنما يدل على قدرة الأوائل في التعبير بأقل الألفاظ عن المعاني الكثيرة .. ومنها جملة سيبويه وما انطوت عليه من علم ..

- ويخرج في تفصيل لجملة سيبويه .. ثم يعود للاعتذار من القارئ ..

وأن ذلك لم يكن إلا مثلاً لمنهج التذوق ..

- ويقول جملة رائعة: " ففي نظم كل كلام .. ولا بد .. أثرٌ ظاهر أو وسمٌ خفي من نفس قائله وما تنطوي عليه من دفين العواطف والنوازع من خيرٍ وشر أو صدق وكذب "

وهذا يحتم عليك أناةً وصبراً في التثبت من معاني ألفاظ اللغة ..

- في المقطع السابع .. يحدثك عن أول عملٍ طبق فيه منهجه .. وهو كتاب " المتنبي " الذي كان قد خصصت له مجلة المقتطف عدداً خاصاً .. ولم يكن يقصد تأليف كتابٍ عن المتنبي، إنما كان بناءً على تكليف من قبل فؤاد صروف ( http://www.marefa.org/index.php?title=%D9%81%D8%A4%D8%A7%D8%AF_%D8%B5%D8%B1%D9%88%D9%81&action=edit&redlink=1) رئيس تحرير مجلة المقتطف ( http://www.marefa.org/index.php?title=%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%82%D8%AA%D8%B7%D9%81&action=edit&redlink=1) بأن يكتب دراسة عن المتنبي ما بين عشرين إلى ثلاثين صفحة، ولكن هذا التكليف تحول على يد شاكر كتابا مستقلا عن المتنبي أنجزه في فترة زمنية قصيرة على نحو غير مسبوق ونشرته مجلة المقتطف في عددها الصادر في السادس من شوال 1354هـ الأول من يناير 1936م، وصدر فؤاد صروف مجلته بقوله: هذا العدد من المقتطف يختلف عن كل عدد صادر منذ سنتين إلى يومنا هذا، فهو فيموضوع واحد ولكاتب واحد.

- ولكن كتابه المتنبي .. قد خلى من كل إبانة وإشارة عن المنهج الذي استخدمه .. ولكنه يخبرك أنه قد سار عليه في كلِّ مؤلفاته وتحقيقاته ..

- وأن منهجه في بدء نشأته لم يكن إلا رفضاً صريحاً واضحاً .. لأغلب المناهج الأدبية الفاسدة التي سادت عصره حينذاك .. ولم تكن فاسدة إلا لما اعتراها من بُعدٍ عن الحقيقة ..

ـ[أنوار]ــــــــ[24 - 02 - 2009, 12:38 ص]ـ

منهج الدكتور شاكر .. والأساس الذي أقامه عليه ..

قسَّم المنهج إلى قسمين ..

1 - المادة .. ويتطلب جمعها من مظانها، ثم تصنيفها وتمحيص مفرداتها وذلك بتحليل أجزائها بدقة.

2 - التطبيق: ويعني به ترتيب المادة .. والتحري لكل حقيقة.

وهذا الجزء هو الذي تصطرع فيه العقول وتتناصى الحجج .. وعنه تنشأ المذاهب.

ثم يؤكد لك .. وكأنه يمنحك قانون فيزيائي .. أن أي خطأ في هذا الأساس سيتبعه خطؤٌ فادح في نتيجة عملك ..

رحم الله هذا المُؤَلف وأغدق عليه من واسع فضله .. فهو لا ينتظر أن تذهب بعقلك بعيداً عن كلماته بحثاً عن تفسير دلالي قد أبهم عليك ..

فيعلمك أن المنهج الذي كان يقصده هو المنهج الأدبي:

وهو المنهج الذي يتناول الشعر والأدب بجميع أنواعه .. إضافة إلى التاريخ، وعلوم الدين، والفلسفة بمذاهبها، وكل ما هو صادر عن الإنسان إبانة عن نفسه وعن جماعته ..

أي يتناول ثقافته عبر قرون .. ومناط ذلك كله اللغة واللسان عند كل أمة ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير