ـ[فائق الغندور]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 09:36 م]ـ
أبا فراس إن شعرك لايقاس ولا يستطيع ناقد أن ينقده إلا أن يقول جميل فما أجمل هذه الابيبات التي تنم عن شاعر مجرب معمر بلغ من العمر عتيا ولا يعرف أنك متّ وأنت في ريعان الشباب
كم هو جميل قولك:
مرام الهوى صعبٌ وسهل الهوى وعر = وأوعر ما حاولته الحبُّ والصَّبر
أواعدتي بالوصل والموت دونه = إذا متّ ظمآناً فلا نزل القطر
بدوت وأهلي حاضرون لأنّني = أرى أنّ داراً لست من أهلها قفر
وما حاجتي في المال أبغي وفوره = إذا لم يفر عرضٌ فلا وفر الوفر
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره = فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر
وقال أصيحابي الفرار أو الرّدى = فقلت هما أمران، أحلاهما مرُّ
سيذكرني قومي إذا جدَّ جدّهم = وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولو سدّ غيري ما سددت اكتفوا به = وما كان يغلو التبر لو نفق الصُّفر
ونحن أناسٌ لا توسُّط عندنا = لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا = ومن طلب الحسناء لم يغلها مهر
.
ـ[السراج]ــــــــ[23 - 11 - 2009, 10:31 م]ـ
أشكركم على الحضور المميز في هذه الصفحة، التي وسمت بسمة الحزن من أبي فراس الذي بدأ بدعوته للحزن وترك التجلد والصبر - على غير عادة الشعراء - ويكاد ينفرد بذلك.
لقد أدرج الأخ الفاضل (هكذا) قصيدة من أجمل ما قال أبو فراس، وأدرج فائق جزءاً من القصيدة ذائعة الصيت التي أخذت لمحة من لمحات الحزن عند أبي فراس ..
وهو أمر موجود في مطالع بعض قصائده المسماه بالروميات فمن ذلك قوله في مقدمة القصيدة التي يستنجد بسيف الدولة كي يفك أسره:
دَعوتُكَ للجَفن القريْحِ المسهَّد=لديّ، وللنوم القليل المُشرَّدِ
وما ذاك بُخلا بالحياةِ وإنها=لأولُ مبذولٍ لأولِ مُجتدِ
وما الأسر مما ضقت ذرعا بحمله=وما الخطب مما أن أقول له قَدِ
وما زل عني أن شخصا معرضا=لنبل العد ىإن لم يصب فكأنْ قَدِ
واقرأ هنا في نفس القصيدة، حيث أنه لم يترك ثوب التجلد في إشارة لقوته رغم الأسر (وهي ميزة لأبي فراس، حيث لم يظهر ضعفه وهو في الأسر) - على نقيض ما دعا إليه في قصيدته الأولى:
نضوت على الأيام ثوب جلادتي=ولكنني لم أنض ثوب التجلدِ
دعوتك والأبواب ترتجُ دوننا=فكن خيرَ مدعوٍّ وأكرمَ منجدِ
فمثلك من يُدعى لكلِّ عظيمة=ومثلي منْ يفدى بكلِّ مُسَوَّدِ
أناديكَ لا أني أخافُ من الرَّدى=ولا أرتجيْ تأخيرَ يومٍ إلى غَدِ
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 06:06 ص]ـ
نكمل تحليل قصيدة أوصيك بالحزن.
ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 06:10 ص]ـ
النص:
أوصيكَ بالحزنِ، لا أوصيكَ بالجلدِ =جلَّ المصابُ عن التعنيفِ والفندِ
إني أجلكَ أن تكفى بتعزية ٍ =عَنْ خَيرِ مُفْتَقَدٍ، يا خَيرَ مُفتقِدِ
هيَ الرّزِيّة ُ إنْ ضَنّتْ بِمَا مَلَكَتْ= منها الجفونُ فما تسخو على أحدِ
بي مثلُ ما بكَ منْ جزنٍ ومنْ جزعٍ =وَقَدْ لجَأتُ إلى صَبرٍ، فَلَمُ أجِدِ
لمْ يَنْتَقِصْنيَ بُعدي عَنْكَ من حُزُنٍ، =هيَ المواساة ُ في قربٍ وفي بعدِ
لأشركنكَ في اللأواءِ إنْ طرقتْ= كما شركتكَ في النعماءِ والرغدِ
أبكي بدَمعٍ لَهُ من حسرَتي مَدَدٌ، =وَأسْتَرِيحُ إلى صَبْرٍ بِلا مَدَدِ
وَلا أُسَوِّغُ نَفْسي فَرْحَة ً أبَداً، =و قدْ عرفتُ الذي تلقاهُ منْ كمدِ
وأمنعُ النومَ عيني أنْ يلمَّ بها =عِلْمَاً بإنّكَ مَوْقُوفٌ عَلى السُّهُدِ
يا مُفْرَداً بَاتَ يَبكي لا مُعِينَ لَهُ،= أعانَكَ اللَّهُ بِالتّسْلِيمِ والجَلَدِ
هَذا الأسِيرُ المُبَقّى لا فِدَاءَ لَهُ= يَفديكَ بالنّفسِ والأَهْلينَ وَالوَلَدِ
ـ[ابوهيثم محمد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 07:55 ص]ـ
أعجبني من أبي فراس الحمداني، بعض أبيات منها:
احذرْ مقاربة َ اللئامِ! فإنهُ * * * ينبيكَ، عنهمْ في الأمورِ، مجربُ
قومٌ، إذا أيسرتَ، كانوا إخوةً * * * و إذا تربتَ، تفرقوا وتجنبوا
اصبرْ على ريبِ الزمانِ فإنهُ * * * بالصّبرِ تُدْرِكُ كلّ ما تَتَطَلّبُ
ـ[خود]ــــــــ[10 - 03 - 2010, 12:58 م]ـ
صار الحزنُ يأخذُ من بواطننا معالمه
و من ملامحنا أشكاله
و من يأسنا و انكسارنا جُلَّ إنجازاته ..
و مع كل هذا و ذاك،
لا نقول إلا كما قال أبو ماضي:
قال السماء كئيبة! وتجهما
قلت: ابتسم يكفي التجهم في السما
قال: التجارة في صراع هائل
مثل المسافر كاد يقتله الظما
أو غادة مسلولة محتاجة لدم،
و تنفثـ كلما لهثت دما!
قلت: ابتسم ما أنت جالب دائها
وشفائها, فإذا ابتسمت فربما
أيكون غيرك مجرما. و تبيت في
وجل كأنك أنت صرت المجرما؟
قال: الليالي جرعتني علقما
قلت: ابتسم و لئن جرعت العلقما
فلعل غيرك إن رآك مرنما
طرح الكآبة جانبا و ترنما
فلنترك الحزن يسلبنا ما يريد ..
و نحافظ على إبتسامتنا و جمال أرواحنا
من أجل أحبائنا ليس إلا ..
ـ[العنتريس]ــــــــ[15 - 03 - 2010, 02:37 م]ـ
أيضا من عجائب حزنه إشراكه للحمامة للحزن الذي يملأ قلبه إذ يقول:
أقول وقد ناحت بقربي خمامة أيا جارتا لو تعلمين بحالي