تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

تعريفا ومكونات وأسسا وقواعد وقوانين لكي يكون هنالك أدب نافع صالح طيب حسن يحدث التعليم والتطهير والعظة والنصيحة ويكون هنالك أديب على نفس الدرجة من الحسن والمكانة والسمو والمنزلة0

تعريف الأدب

هو كل قول عظيم متقن حسن البيان بارع التنظيم والترتيب، بأدوات من حروف وكلمات متقطعة لها معنى وموصولة لها معان، معبرة فصيحة لها وقع جميل وجمل موصولة ومقطوعة، مستفهمة ومفهمة، موحية متعجبة، سائلة محرضة للفكر دالة ومجيبة، عارفة معرفة، واضحة جلية، وبسيطة بارعة، وقصيرة معبرة وغامضة وموحية، ومضبوطة بجرس من نصب وجر ورفع، جازمة مؤدية لمعنى واضح ظاهر، وآخر دفين يستنبط، لتؤدى أغراضا شتى، حسب من يفهمها ويدركها وعبارات تتميز ببلاغة التعبير والدقة فى التصوير والشدة فى التأثير، دون إسهاب فى الوصف والتعبير0 بلغة فصحى نثرية بليغة سليمة متقنة لها معانيها المعلنة، وفى قلبها دلالات مستترة، وتخلق حسنها وجمالها وجلاءها من شرف التمسك بها وتجويدها قدر الإمكان، مبنية على فكر ذهني مشبع من عقيدة سماوية لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا من خلفها0 ومن معتقد فكرى من عقل بشرى يثق فى صدقه وصوابه وصلاحه من مبدعه 0 و بفكرة معبرة عن قضية وجيهة جديدة مبتكرة من فساد البشر وظلمهم وسلوكهم وأخلاقهم بأسلوب شيق جذاب ممتع منمق غاية فى الترتيب والإحسان، ليوصل الرسالة المطوية إلى حلول معقولة نفعية، بصدق فى المعاني، وأمانة فى الكلمة، ووجاهة فى الجملة، وإحسان فى الروابط والتقطيعات؛ لتمتع القارئ وتحقق له متعة ذهنية وتعلمه وتعظه وتطهره وتعالجه من الأدران الداخلية 0 وعظمها يأتى من جمال وروعة إبداعها من الفكر السامي الرازح فى ثباته وفى فكرتها الجديدة المتغيرة دوما التى تغير القيم الفاسدة الباطلة، والكشف والإرشاد عليها وتعريتها، ويعلى ويعيد ويظهر من شأن قيم اندثرت و أخذ نجمها فى الأفول0 وإتقانها يصنع من حسن وصدق ونبل رسالتها وفكرتها التى تحسن وتجود وتقوم السلوك المنحرف 0 والفكرة الوجيهة تأتى من قضية مهمة أحدثت خللا فى قيم المجتمع وسلوك أفراده0والهدف خلق طرق جديدة يسلكها الآخرون من الناس لتعينهم على السلوك الحسن القويم، وتقوى لغتهم، وتعمق إيمانهم، وتقوِّم مسالكهم وتنير الطريق أمامهم 0

أصول الأدب

1 - الشخصية (إنسان)

{إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً} [الأحزاب72] وهذه الشخصية هى التى تتمتع بعقل فى المخ يفهم وينتج ويعمل ويميز بين الطاعة والمعصية، ويتقبل حكم عقل القلب على ما أنتج وأبدع دون تكبر ولا غطرسة0 وهى التى تتمتع بعقل فى القلب سليم أمين وحريص يدرك ويرسل معلوماته بأمانة إلى عقل المخ، ويكون ناقدا وحكما ويحكم0

إذن الشخصية الواعية المفكرة الفذة، ذات الذهن الفطن، والعقل الفاعل الماهر المفكر، الشخصية المستلهمة بنور روحانى، المهذبة المخلصة من العيوب، المكتسبة المتعلمة للعلوم والمعارف والعلم، والفاهمة الهاضمة للمعرفة والمنتجة للعلم والتي ترتقي بالكلام إلى درجة البلاغة التى تصل به إلى درجة من الإعجاز، فهي التى يتفاعل و يختمر ويتولد الفكر فى ذهنها وعاء الذكاء والفطنة والفهم بعقلها، ويدفع المعتمل نفسه بقوة ذاتية نحو عقل القلب الذي إن صادق ووافق على منتجه يأمر أصابعه لأن تكتب وتسطر على الورق بطريقة جميلة مستميلة جذابة بصيغة من كلمات حسنة البيان، وجمل صحيحة الأوزان النحوية وجماليات اللغة المكنية 0

وتعتمد الشخصية على:

أ - القدرات وهى مكونات رئيسية ولا يمكن أن تكتسب، و هى ما نطلق عليها الموهبة وهى هبة من الله يمن ويختص بها بعضا من عباده، وهى مكون أساسى لعقل مخ المبدع، وهى أداته ومكمن فاعليته0

ب - المعرفة وهى مكونات أساسية تكتسب من القلب والسمع والبصر الذين يعرفون القراءة والاطلاع والتعليم والمعرفة والسمع ومجمل الثقافة ويقدمونها لعقل المخ ومن الخبرة الذاتية والخبرة الحياتية أيضا 0

ت - المهارات وهى مكونات أساسية تكتسب تخص عقل المخ من خلال الخبرة والتعود وطول الممارسة، ومجابهة الممانعات للكتابة بشتى صنوفها0

2 -

الفكر السليم من عقيدة سماوية والسليم الصالح يأتى من عقيدة ومعتقد المؤلف الذي ينثره ويكون عطرا فواحا غير مرئي فى ثنايا فكره منعكسا على فكرته التى يكتب عنها أو منها أو لها، الفكر هو ذلك المنتوج الذهني الذهبي الذي يعتمل ويختمر فى النفس وينتجه عقل المخ ويوافق عليه عقل القلب، لكن أى فكر للمؤلف؟ الفكر المشبع بعقيدة سماوية تعرف المعايير الربانية، فتتوق وتفرق بين الحسن من القبح، والحرام من الحلال، والصالح من الفاسد، الفكر هو البوصلة الموجهة والمهذبة لنوازع ومشارب وأغراض وشهوات المؤلف أولا، وقبل أى منتوج عقل مخه، وبصلة ذلك المعمول المنتوج الهائج فى بحر لجي ليس له شطآن تحده، ولا مقيدات تقيده فى ذلك المكان الرخوي من الجمجمة وهو عقل المخ، فأنت تكتب بفكر راسخ ثابت من عقيدة فى القلب عن فكرة جديدة متغيرة دوما، وهى تتمثل فى اختلاف الإبداع للقصص التى تكتب، إذ كل قصة لها فكرتها لا فكرها؛ لأن الفكر مفترض ثابت لكن منتوج الفكر كثير الأوجه، لأن العقيدة ثابتة تامة لا تتغير، ومفترض أن معتقدك أيضا ثابت، وإلا لماذا تتخذه معتقدا، وإن غيرت معتقدك أثبت بنفسك أن معتقدك لا يستحق أن يكون معتقد هذا أولا، وثانيا أنت بنفسك أثبت بنفسك عدم صحته فلا يصير معتقدا لك بعد ذلك ولا لنا، لأنك أنت الذي تبدع لنا المعتقد الذي تؤمن بصوابه وصلاحه، ثم تطرحه علينا لنأخذ به ونثق فى صلاحه، أليس كذلك؟

والله الموفق لما فيه الخير والصلاح من كتابى أسس وقواعد الأدب والرواية من القرآن الكريم

لسلام عليك ورحمة الله وبركاته

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير