ـ[محمد سعد]ــــــــ[06 - 09 - 2009, 11:58 ص]ـ
لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد ... ليسوا من الشر في شيء وإن هانا
رجع إلى صفة قومه بما يأنفون منه عنده؛ وتدخلهم الحمية لدى الإصغاء إليه، وليس قصده ذمهم فقال: لكن قومي وإن كان فيهم كثرة عدد و عدة ليسوا من دفع الشر وإنكاره، وقصده و إرتكابه في شيء، وإن كان فيه خفة و قلة. وقد قابل الشرط بالشرط في الصدر والعجز، وطابق العدد والكثرة بالهون و الخفة في الكلام، ويريد أن يصفهم بأنهم يؤثرون السلامة و العفو عن الجناة ما أمكن، و لو أرادوا الإنتقام لقدروا بعددهم و عدتهم و لكن المراقبة و التقوى تدعوهم إلى إيثار الحسنى.
يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة ... ومن إساءة أهل السوء إحسانا
الظلم: انتقاص الحظ و النصيب. و قيل هو وضع الشيء في غير موضعه، و نقيضه العدل.
كأن ربك لم يخلق لخشيته ... سواهم من جميع الناس إنساناً
الخشية و الخشى و المخشاة: مصدر خشى. ويقولون: هذا المكان أخشى من ذاك، وهو نادر لأن المكان يخشى فهو مفعول. ورجل خشيان وامرأة خشيانة. و قوله سواهم من جميع الناس هو استثناء مقدم، ولو وقع موقعه لكان الكلام لم يخلق لخشيته إنساناً سواهم
وقد نبه بهذا الكلام أن احتما لهم لاحتساب الأجر على زعمهم، وإبقاءهم في الإنتقام لخشية فوات الذخر في دعواهم، فكأن الله لم يخلق لخوفه غيرهم.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[09 - 09 - 2009, 11:25 م]ـ
قد ازداد الموضوع إشراقا بزيارتكم ومشاركتكم أبا فادي
يذكر في هذا البيت رواية
لو كنتُ من مازن لم تستبحْ إبلي
بنو الشقيقة من ذهل بن شيبانا
وأنها أصح من اللقيطة والله أعلم
ـ[أبو سارة]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 06:49 ص]ـ
شعر ينساب كالعطر،يتجاذبه الوجدان والفكر.
هذه من القصائد التي لو كان لي من الأمر شيئا لأمرت بأن تحفّظ لجميع الطلبة في كل المدارس.
شكرا للمحمدين
استوقفني كلام الأستاذ محمد سعد في المشاركة رقم (5)، إذ الواضح من الأبيات أن الشاعر نزل بقومه كنزول الآخر في قومه:
قبيّلة لا يخفرون بذمة ... لا يظلمون الناس حبة خردل
فقال ابن الخطاب رضي الله عنه: ليت آل الخطاب منهم، وهو رضي الله عنه يعلم لكنه يغلب جانب الحكمة وتأليف القلوب، فكان رد حسان بن ثابت رضي الله عنه حينما حكموه بأن الشاعر: سلح عليهم!
يبدو أن شاعرنا المجيد لم يُخرج قومه عن حكم حسان رضي الله عنه، ونرجو أن يكون الأستاذ محمد سعد من المطبقين لسنة عمر رضي الله.
والله تعالى أعلم
أبا يزن، اختيار موفق، نرجو أن يرزقه الله بإخوة وأخوات.
ـ[السراج]ــــــــ[10 - 09 - 2009, 03:21 م]ـ
أبا يزن، شكرا لك على الدرة هذه، اختيار موفق ..
إنها الحمية التي يطلبها الشاعر في رفق وتدفعه النائبات للبوح بمثل ذاك الشعر الراقي الذي أثار في الإعجاب كيف استطاع المزج بين اللين والشدة في قلة الأبيات.
ثم انظر كيف يعتذر لقومه - الذين لم ينجدوه - مثلما فعلت النملة في في جنود سليمان عليه السلام
في قوله تعالى: " لا يحطمنّكم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرون "
وهو يقول في في قصيدته:
لكنَّ قومي وإنْ كانوا ذوي عددٍ=ليسوا من الشر في شيء وإنْ هانا
يجزون من ظلمْ أهل الظلم مغفرةً=ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنَّ ربك لم يخلق لخشيته=سواهم من جميع الناسِ إنسانا
إني أضم صوتي لعميدنا أبي سارة: فهذه القصيدة تستحق الدراسة ..
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:14 ص]ـ
السلام عليك ورحمة الله وبركاته أبا سارة
الاختيار مقصود ومثلك لا يفوته:)
ـ[أبو سارة]ــــــــ[11 - 09 - 2009, 09:33 م]ـ
سلمت أبا يزن
يقول صلى الله عليه وسلم: انصر أخاك ظالما أو مظلوما.
ونحن على السنة إن شاء الله
ـ[ابن القاضي]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 02:32 ص]ـ
قد ازداد الموضوع إشراقا بزيارتكم ومشاركتكم أبا فادي
يذكر في هذا البيت رواية
لو كنتُ من مازن لم تستبحْ إبلي
بنو الشقيقة من ذهل بن شيبانا
وأنها أصح من اللقيطة والله أعلم
بل لا صحة لغيرها (هنا).
لله درك أحسنت الاختيار.
ـ[محمد التويجري]ــــــــ[12 - 09 - 2009, 03:11 ص]ـ
أبا يزن، شكرا لك على الدرة هذه، اختيار موفق ..
إنها الحمية التي يطلبها الشاعر في رفق وتدفعه النائبات للبوح بمثل ذاك الشعر الراقي الذي أثار في الإعجاب كيف استطاع المزج بين اللين والشدة في قلة الأبيات.
ثم انظر كيف يعتذر لقومه - الذين لم ينجدوه - مثلما فعلت النملة في في جنود سليمان عليه السلام
في قوله تعالى: " لا يحطمنّكم سليمانُ وجنودُه وهم لا يشعرون "
وهو يقول في في قصيدته:
لكنَّ قومي وإنْ كانوا ذوي عددٍ=ليسوا من الشر في شيء وإنْ هانا
يجزون من ظلمْ أهل الظلم مغفرةً=ومن إساءة أهل السوء إحسانا
كأنَّ ربك لم يخلق لخشيته=سواهم من جميع الناسِ إنسانا
إني أضم صوتي لعميدنا أبي سارة: فهذه القصيدة تستحق الدراسة ..
أحسن الله إليك
¥