تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

أما الشاعر الوحيد الذي بدأ معلقته بلحظة الفراق مثل الأعشى ــ فهو الحارث ابن حلزة، حيث قال: آَذَنَتنا بِبَينِها أَسماءُ ... رُبَّ ثاوٍ يُمَلُّ مِنهُ الثَواءُ

ولكن بيت الحارث بن حلزة يختلف عن بيت الأعشى، نعم كلاهما بدأ بلحظة الفراق، ولكن شتان بين من يقول لك إن محبوبته فارقته وبين من يصف لك موقف الفراق وساعة البين!

فبيت الأعشى بيت مليء بالحركة والعاطفة، فركب هريرة قد بدأ في الرحيل أمام أعين الأعشى، والأعشى واقف على قمة جبل متردد حيران والدمع يذرف من عينيه، أما بيت الحارث فهو بيت جاف تظهر فيها أثر الصنعة لاسيما في الشطر الثاني حيث الحكمة المجتلبة.

اللطيفة الثانية:

ومن أسرار إعجاز هذا البيت تعدد الأشخاص، حيث احتوى البيت على ثلاثة أشخاص يتحدثون ويتحاورون ويتناقشون.

وحتى يستبين الكلام اسمحوا لي أن أصور لكم هذا الموقف:

فالشاعر يقف مذهولا مبهوتا عاجزا وقد بدأ ركب محبوبته هريرة في الرحيل أو الاستعداد للرحيل، وهنا يقف الأعشى مترددا بين اختيارين لا ثالث لهما:

الاختيار الأول: وهو نزعة النفس إلى الذهاب لتوديع المحبوبة، ويمثل هذا الرأي شطر البيت الأول: ودع هريرة إن الركب مرتحل.

الاختيار الثاني: وهو نزعة النفس الأخرى إلى الهروب من لحظة الوداع، ويمثله الشطر الثاني: وهل تطيق وداعا أيها الرجل.

جرد الاعشى من نفسه شخصين يمثلان الرأيين اللذين يتردد بينهما:

وداع الحبيبة أو الهروب من لحظة الوداع.

إذن لدينا ثلاثة أشخاص:

الشخص الأول: صاحب الرأي القائل بالوداع وجاء الشطر الأول على لسانه.

الشخص الثاني: صاحب الرأي القائل بالهروب من لحظة الوداع وجاء الشطر الثاني على لسانه.

الشخص الثالث: الأعشى الحائر بين رأي الشخص الأول ورأي الشخص الثاني، والذي سيظهر صوته في البيت الثاني (غراء فرعاء ... )

اللطيفة الثالثة:

ولقد أجاد الاعشى في تصوير أراء الشخصين من خلال قسمة عدل بينهما أعطى لكل منهما شطرا كاملا لا شريك لهما فيه، كما أبدع في تصوير شخصيته حيث الصمت المطبق والذهول.

وهنا يبرز سؤال لا مناص عنه: أي الرأيين اختار الأعشى؟ ولماذا؟

يتبع ...

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 03:07 ص]ـ

سلام من الله على جلمود

خشيت عليك يا صاح بين التوابع والزوابع:) - معذرةً يا ابن شُهَيْدٍ الأندلسي-

في حقيقة الأمر إن لمعلقة الأعشى وقع خاص من بين كل المعلقات, فهي أعذبها وأرقها , ربما يكون السر في الغرض أو في الوزن حيث يبقى البسيط سيد البحور حتى لو تذمر الطويل أو شكا الكامل!

ورقة القصيد من رقة الشاعر ,فهو لم يكن ذاك الفارس الذي صال وجال كغيره من أصحاب المعلقات , وقد أحسن الاستهلال كما قد ذكرتم آنفا, ومطلعه في هذه القصيدة من أجمل المطالع وأرقها وأسهلها ,نعم أسهلها فأنت تقرأ أبياته الأولى وكأنها لشاعر معاصر ,

وقد أحسنتم في تفصيل البيت الأول

اللطيفة الثانية:

ومن أسرار إعجاز هذا البيت تعدد الأشخاص، حيث احتوى البيت على ثلاثة أشخاص يتحدثون ويتحاورون ويتناقشون.

أتساءل إن كان ابن أثاثة حاضرا في المشهد؟

ـ[مُبحرة في علمٍ لاينتهي]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 03:23 ص]ـ

الأعشى

هو ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل بن عوف بن سعد بن ضُبيعة، من بني قيس بن ثعلبة، وصولاً إلى علي بن بكر بن وائل، وانتهاء إلى ربيعة بن نزار. يعرف بأعشى قيس، ويكنّى بأبي بصير، ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير. عاش عمراً طويلاً وأدرك الإسلام ولم يسلم، ولقب بالأعشى لضعف بصره، وعمي في أواخر عمره. مولده ووفاته في قرية منفوحة باليمامة، وفيها داره وبها قبره.

من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية، كان كثير الوفود على الملوك من العرب والفرس، فكثرت الألفاظ الفارسية في شعره. غزير الشعر، يسلك فيه كل مسلك، وليس أحد ممن عرف قبله أكثر شعراً منه. كان يغني بشعره فلقب بصنّاجة العرب، اعتبره أبو الفرج الأصفهاني، كما يقول التبريزي: أحد الأعلام من شعراء الجاهلية وفحولهم، وذهب إلى أنّه تقدّم على سائرهم، ثم استدرك ليقول: ليس ذلك بمُجْمَع عليه لا فيه ولا في غيره

ـ[جلمود]ــــــــ[26 - 09 - 2009, 05:36 م]ـ

سلام من الله على جلمود

خشيت عليك يا صاح بين التوابع والزوابع:) - معذرةً يا ابن شُهَيْدٍ الأندلسي-

وعلى بحر الرمل من الله السلام:

لا تخف على أخيك فتابعي من الجن صخر بن سنان يكفينيهم بإذن الله: rolleyes:.

في حقيقة الأمر إن لمعلقة الأعشى وقع خاص من بين كل المعلقات, فهي أعذبها وأرقها , ربما يكون السر في الغرض أو في الوزن حيث يبقى البسيط سيد البحور حتى لو تذمر الطويل أو شكا الكامل!

ورقة القصيد من رقة الشاعر ,فهو لم يكن ذاك الفارس الذي صال وجال كغيره من أصحاب المعلقات , وقد أحسن الاستهلال كما قد ذكرتم آنفا, ومطلعه في هذه القصيدة من أجمل المطالع وأرقها وأسهلها ,نعم أسهلها فأنت تقرأ أبياته الأولى وكأنها لشاعر معاصر ,

وقد أحسنتم في تفصيل البيت الأول

اللطيفة الثانية:

جزاك الله خيرا على هذا الإثراء.

أتساءل إن كان ابن أثاثة حاضرا في المشهد؟

مسحل بن أثاثة هو قائل القصيدة في أرض الجن، فهو يمثل الشخص الثالث في هذا المشهد.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير