تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

لكن الجمال سيكتمل فيما لو أتى صاحب الفكرة و الرأي بما يدلل على رأيه

لا أن يُجبر محاوره بأن يتعب على نفسه و يبحث ما يناسب و يعزز رأيه ..

لكني لن أتراجع عن رأيي في أنه تشبيه سخيف ..

لا تتراجع ياعزيزي

هنا نحن (أنا و أنت و الأخوة الكرام) نتبادل الآراء و الأفكار

و كلنا يستفيد

صدقني ياعزيزي .. إن لم أؤمن برأيك فحتما سأستفيد من محاورتك

كأن تُضيف إلى معجمي اللغوي مفردة لم أسمعها من قبل

أو أن تصوّب لي خطأ فكريا أو نحويا ....

كما أنني بمحاورتك اكتسب منك علما و أسلوبا ..

ليس المهم أن أُغيّر رأيي، أو أن تُغيّر رأيك

المهم هو أن نتحاور في إطار العلم و الأدب ..

فحين شرحتُ سبب إعجابي بتشبيه الطريق بالثعبان، لم يكن هدفي

إجبارك على الإعجاب به، بل هو تعزيز للرأي بالشرح و الدليل.

تشبيه الطريق بالوادي مقبول عندي أما بالثعبان فهو تكلف لا جمال فيه -عندي دائما- ولست مجبرة على تبني رأيي.

لا تقلق ياعزيزي، أدركُ تماما أنني لست بمجبرة على تبني أي رأي ( ops

تشبيه الطريق بالوادي سيكون جميلا فيما لو كان الشاعر يُعبر أو يصف طريقا مُحببا

كطريقٍ يؤدي إلى المحبوبة، أو يؤدي إلى الاستشهاد في سبيل الله

إذ أن الوادي جميل، و النظر إليه مُحبب، يبعث في النفس راحة و اطمئنان

و يُذكرك دائما بصفو الحياة و نقائها

و لن يصلح هذا التشبيه إلا مع طريق مُحبب و يسلك بالواصف إلى نهاية مُحببة

لكن الشاعر هنا يصف ذاك الطريق الذي ينتزعه من دياره و أهله و أحبته،

ليرمي به إلى دهاليز مخيفة، لا يعرف مصيره، و لا يدري إين نهايته

فالشاعر أو الكاتب يجب أن يكون متنبها في وصفه، فلا يصف بهدف الوصف

بل يصف بهدف تقريب الفكرة و مطابقة الشروط ..

و لو فعل الشاعر هنا و وصف طريقه بالوادي

لكانت ثغرة أولى سيُساءل عنها من قِبل النقاد و القُراء.

أما الاقتباس فيظهر أنك لم تفهمي عني أو أنني لم أعرف كيف أوصل لك الفكرة وهي تتلخص في أني لم أعب الاقتباس بالمطلق فغالبا ما يكون الاقتباس رائعا يضفي على النص جمالا و حيوية لكني قصدت اقتباس النثر و محاولة تخريجه على أنه شعر؛ فتلك العبارة نثرية جدا ولا تصلح أن تكون شعرا ..

قدرة الشاعر تمكنه من تليين الحديد

و لا أدري لِم حكمت على الوصف أو الجملة بأنها جملة نثرية بحتة

فقط لأنك قرأتها مرة أو مرتين أو ألف مرة في مقال نثري؟!

الألفاظ و المعاني أوسع من حصرها في طريقة كتابية دون غيرها

أما هنا فلم تفهمي قصدي أيضا:فأنا كنت أتحدث عن الناحية الفنية ولم أتحدث عن الجانب الديني إلا في آخر ردي لأن الإخوة سبقوني إلى ذلك ..

وإنما كان قصدي عن التعبير نفسه: هِيَ الأحساءُ قِبلتِيَ-القديمةُ والهوى الدائمْ

وسألت إن كانت الأحساء قبلته القديمة فما هي قبلته الجديدة يا ترى؟؟

وهذا إشارة مني إلى أن الأسلوب هنا ركيك يدل بقوة على تكلف رصف

الكلمات وإن كان المعنى يحاول مقاربة بيت أبي تمام: كم منزل في الأرض يألفه الفتى

هي قبلته القديمة و الجديدة و المتجددة

بدلالة قوله (و الهوى الدائم)

فأزال اللبس ..

أما عن الركاكة .. فهذا رأيك و أحترمه

في الحقيقة أنا أرى العكس فأية استعارات ترينها في البيت

وأية مباشرة في بيت أبي تمام ..

بالعكس أبو تمام قال حكمة خالدة في بيته بقيت وستظل ما بقيت الأرض

بطريقة تطير به إلى العالمية التي صارت مقصد الأدباء والفنانين في زمننا،

بينما بيت شاعرنا هنا لم يجاوز الأحساء على أكثر تقدير ..

وأنا لما جئت ببيت أبي تمام لم آت به للمقارنة إذ لا مجال للمقارنة

أصلا وإنما أتيت به للتدليل على الفرق في الصياغة و الجمال

لأن معناهما تقريبا واحد ..

الاستعارة في قوله (قبلتي)

فجاء بالكلمة في غير موقعها

فالقبلة المعروفة هي التي يتجه إلى المسلمين لآداء فريضة الصلاة، و لا يحيدون عنها

و لكنه جاء بها هنا لُيعبر عن ذاك التمسك.

أوافقك الرأي و بشدة

أن بيت أبي تمام خلده التاريخ

و قد لا يُخلّد بيت الصحيّح حتى عند الإحسائيين أنفسهم.

طاغور أشهر من نار على علم فهو شاعر الهند العظيم

قلتُ لك أننا سنستفيد إن شاء الله من هذا الحوار الأدبي

فللأسف الشديد لم تذهب بي قدماي إلى تلك النار التي تعتلي العلم

و لكن يجب عليّ هنا أن أقول لك (شكرا) ( ops

رجاءً حاولي فهم ما أرمي إليه ولا تذهبي بالحوار بعيدا

ففرق كبير بين من يشيد بمحبوبته أو بقصر أو بمدينة

أو بأي شيء آخر قد يظهر لك أن لا فائدة فيه ومن يشيد

بلهجة محلية ويحاول رفعها إلى السماء بشعره ..

فالشاعر -في رأيي- يجب أن يكون -في جسد أمته- لبنة بناء وتقريب

وليس معول هدم و تخريب؛ والإشادة بلهجة محلية -مع أن صاحبها يكتب بالعربية ويجيدها ربما أحسن مني ومنك ومن كثير من الشعراء- هو هدم و تخريب وفتٌّ في عضد الأمة ..

لو ناقشتُ هذه النقطة، أظنني سأكرر كلامي

و لا أحبذ التكرار، بإمكانك إعادة قراءته ( ops

وأخيرا لاحظي أني لم أقل هذا الكلام الذي ورد في ردك الثاني عليّ والذي أرى وكأنك تنسبينه إليّ:

اقتباس:

راق لي ذاك التشبيه، الذي ابتدعه (بدوي الجبل) و سرقه (الصحيّح)

فأنا لم أتهم أحدا بالسرقة بل أشرت إلى منشإ ذلك التشبيه وإلى استهلاك

الأدباء له في كتاباتهم باقتباسهم له بعضهم عن بعض وتضمينه في ما يكتبون

وهو في رأيي تشبيه لا يستحق حتى مجرد الوقوف عنده، وأكثر ما عبته

هو استخدامه في الشعر وهو لا يمت للشعرية بصلة ناهيك عن الفصاحة والجمال ..

لا .. لا أنسبه لك.

لكنك تفضلت بذكر بدوي الجبل

و بما أن الجبل سبق الصحيح في الزمن و التشبيه

فهذا يعني أن هذا استفاد من ذاك

وقد يكون الجبل نفسه قرأه من غيره

و ربما كل ذاك (توارد أفكار)

مع تحيتي وتقديري

مع خالص التحايا

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير