تشبيه الطريق بالوادي مقبول عندي أما بالثعبان فهو تكلف لا جمال فيه -عندي دائما- ولست مجبرة على تبني رأيي.
أما الاقتباس فيظهر أنك لم تفهمي عني أو أنني لم أعرف كيف أوصل لك الفكرة وهي تتلخص في أني لم أعب الاقتباس بالمطلق فغالبا ما يكون الاقتباس رائعا يضفي على النص جمالا و حيوية لكني قصدت اقتباس النثر و محاولة تخريجه على أنه شعر؛ فتلك العبارة نثرية جدا ولا تصلح أن تكون شعرا ..
أوضحتُ رأيي (الأدبي و النقدي) في استخدام لفظة الصلاة، و هي كما لفظة (القبلة)
و إن كان للصحيّح قِبلة سيُصلي فرضه تجاهها، فياويله من رب العالمين: mad:
أما هنا فلم تفهمي قصدي أيضا:فأنا كنت أتحدث عن الناحية الفنية ولم أتحدث عن الجانب الديني إلا في آخر ردي لأن الإخوة سبقوني إلى ذلك ..
وإنما كان قصدي عن التعبير نفسه: هِيَ الأحساءُ قِبلتِيَ-القديمةُ والهوى الدائمْ
وسألت إن كانت الأحساء قبلته القديمة فما هي قبلته الجديدة يا ترى؟؟
وهذا إشارة مني إلى أن الأسلوب هنا ركيك يدل بقوة على تكلف رصف
الكلمات وإن كان المعنى يحاول مقاربة بيت أبي تمام: كم منزل في الأرض يألفه الفتى
الفرق في المباشرة ..
أبو تمام أوضح مُراده ببساطة لذيذة
وحام الصحيّح حول المعنى باستعارات.
في الحقيقة أنا أرى العكس فأية استعارات ترينها في البيت
وأية مباشرة في بيت أبي تمام ..
بالعكس أبو تمام قال حكمة خالدة في بيته بقيت وستظل ما بقيت الأرض
بطريقة تطير به إلى العالمية التي صارت مقصد الأدباء والفنانين في زمننا،
بينما بيت شاعرنا هنا لم يجاوز الأحساء على أكثر تقدير ..
وأنا لما جئت ببيت أبي تمام لم آت به للمقارنة إذ لا مجال للمقارنة
أصلا وإنما أتيت به للتدليل على الفرق في الصياغة و الجمال
لأن معناهما تقريبا واحد ..
لا أعرف طاغور!
سأبحث عنه، فقد أجد لديه جديد ..
طاغور أشهر من نار على علم فهو شاعر الهند العظيم
و ماذا سيضيف شاعر -للغته ولأمّته- وهو يشيد بمحبوبته و جمالها؟
و ماذا سيضيف شاعر -للغته ولأمّته- وهو يشيد بوصف القصور و المدن؟
و ماذا سيضيف شاعر -للغته ولأمّته- وهو يشيد بأهله و قبيلته و يفخر بهم؟
و ماذا سيضيف شاعر -للغته ولأمّته- وهو يرثي قريبا له أو صديق؟
أظن سؤالك قاسياً على الشعر لا علينا
فلو قسنا على سؤالك بقية الموضوعات الشعرية و التي قد لا تضيف للأمة شيئا، لحصرنا الشعر في موضوعات معينة
و حبسنا الشعراء، وكتمنا على أنفاسهم، حتى لا يتنفسوا خارج الأسوار المسموحة!!
رجاءً حاولي فهم ما أرمي إليه ولا تذهبي بالحوار بعيدا
ففرق كبير بين من يشيد بمحبوبته أو بقصر أو بمدينة
أو بأي شيء آخر قد يظهر لك أن لا فائدة فيه ومن يشيد
بلهجة محلية ويحاول رفعها إلى السماء بشعره ..
فالشاعر -في رأيي- يجب أن يكون -في جسد أمته- لبنة بناء وتقريب
وليس معول هدم و تخريب؛ والإشادة بلهجة محلية -مع أن صاحبها يكتب بالعربية ويجيدها ربما أحسن مني ومنك ومن كثير من الشعراء- هو هدم و تخريب وفتٌّ في عضد الأمة ..
وأخيرا لاحظي أني لم أقل هذا الكلام الذي ورد في ردك الثاني عليّ والذي أرى وكأنك تنسبينه إليّ:
راق لي ذاك التشبيه، الذي ابتدعه (بدوي الجبل) و سرقه (الصحيّح)
فأنا لم أتهم أحدا بالسرقة بل أشرت إلى منشإ ذلك التشبيه وإلى استهلاك
الأدباء له في كتاباتهم باقتباسهم له بعضهم عن بعض وتضمينه في ما يكتبون
وهو في رأيي تشبيه لا يستحق حتى مجرد الوقوف عنده، وأكثر ما عبته
هو استخدامه في الشعر وهو لا يمت للشعرية بصلة ناهيك عن الفصاحة والجمال .. :)
مع تحيتي وتقديري
ـ[خود]ــــــــ[11 - 10 - 2009, 02:27 ص]ـ
لست مجبرا على إحضار الأمثلة وقد قلت لك سابقا لو أردت الأمثلة فابحثي بنفسك في جوجل بأن تكتبي في خانة البحث مثلا:
يمتد الطريق كالثعبان أو الطريق يتلوى كالثعبان وستجدين من الأمثلة ما يدلل على صحة كلامي في أن تشبيه الطريق بالثعبان مستهلك
قد حاول جلّ الأدباء استخدامه كلٌّ حسب موضوعه ..
لا أظن هناك أية صعوبة في البحث في جوجل
فهو الصفحة الرئيسية لأغلبنا
و كرمه ممتد، و أظنه لن يخذلني في بحثي
كان بإمكاني أن أبحث بنفسي يوم أمس
خصوصا أنني بقيتُ مستيقظة حتى (الضحى العود): D
¥