تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>
مسار الصفحة الحالية:

تفاقم الأمر على الشاعر المبدع وقد نكبه الدهر مرتين؛ مرة حين ألبسه داء الجدري جبة من القروح وأثقله بالحمى والجرب؛ ومرة أخرى حين اتهمه القصاص والسمار بأنه توفي بسبب الحلة المسمومة لأنه بقي على عهره وتهتكه. ونسوا أنه آلى على نفسه ألا يدهن وألا يشرب خمراً أو يغتسل .. حتى يدرك ثأره (49).

بقي لي أن أتوقف على أمر آخر أجده هاماً في حياة امرئ القيس ورحلته. فالتركيب الجسدي وفَّر له الاستعداد الطبيعي لعدم تحمل المرض وهو يقرّ بضعفه لأنه شيخ هرم، ويذكر هذا في سينيته السابقة

ألا أن بعد العُدمِ للمرء قنوةٌ وبعد المشيب طول عمرٍ وملبسا

ولعل في تركيبه العضوي ما يقوي قبول استعداده للأمراض الجلدية فتظهر القروح أو الجرب أو تشقق الجلد كلما تقدم العمر بالمرء.

كلمة أخيرة لا بد منها لتنهي الحديث عن هذه القضية برمتها. لو عرض باحث ما لشعر امرئ القيس الموثق ومحصه لما وجد تعريضاً بالقيصر الذي أسلمه إلى الموت، ولا بالطماح الأسدي الذي احتال له عند القيصر، ولما وجد ذكراً لابنة القيصر تلك الصبية التي فتنت الشاعر – وهو الذي لا يستطيع أن يمسك لسانه عن التغزل وذكر النساء بأسمائهن – ولما وجد أية إشارة في شعره الموثق والمنحول إلى تلك الحلة المزعومة التي أدت إلى وفاته. فهل يعقل أن يذكر الجرب (العرة) والجدري (القرح) والحمى (التي تجعله أبداً يقظاً في ساعات الليل) ولا يذكر الحلة؟ حتماً هذا محال.

وأنا لا أكتم أحداً سري، فأنا أقر برحلة امرئ القيس إلى الحد الذي عولت عليه سابقاً من خلال شعره الموثق الموجود بين ظهرانينا، ولكني أنكر بشدة استخفاف السمار والقصاص والرواة بعقل الإنسان. فلما عملوا على تقوية روح القصص حول الحلة المزعومة أتموا رحلة امرئ القيس إلى بلاط القيصر وأفرحونا بقصص أخرى مختلفة عنها. وإذا كان عملهم القصصي يحظى بإعجابي لقوة الخيال الذي يحمله وإحكام الصنعة فإن تدجيلهم يثير حفيظتي عليهم؛ كما يشير شفقتي على تراثنا الأدبي العربي الذي لحقه خلط وزيادات أفقدته بهاءه الأصيل، ويبقى لك أن تحكم.

منقول

أتمنى أن تكون هي القصيدة المقصودة ... التي نقلتُ لكم شرحها .. وبالله التوفيق

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 12:13 ص]ـ

أختي الفاضلة زهرة متفائلة

قرأت آنفا كلاما غريبا وقد ذكرت أنه منقول فليتك تذكرين من أين نقلتيه أو من كاتبه ولك الشكر.

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 12:32 ص]ـ

أختي الفاضلة زهرة متفائلة

قرأت آنفا كلاما غريبا وقد ذكرت أنه منقول فليتك تذكرين من أين نقلتيه أو من كاتبه ولك الشكر.

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

الأستاذ الفاضل: عامر مشيش

لماذا؟ هل فيما ذكرته من معلومات هي خطأ؟

أعرف المصدر ... لكن كيف أضع الرابط ... والإدارة تمنع ذلك؟ ولم آخذ الإذن؟

يوجد لدي الرابط ... هل أضعه؟

ـ[أنوار]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 12:57 ص]ـ

أخيتي العزيزة زهرة .. وفقكِ الله ..

تقولين:

لا بأس أن يطّلع لشرح القصيدة وبعدها يشرحها على حسب مفهومه ...

ويقول المثل:

ومن يتهيب صعود الجبال ... يعيش أبد الدهر بين الحفر ..

لا بأس أن يبحث .. حتى يجد ضالته .. وهذه نشوة العلم ..

فالشعر الجاهلي صعب الفهم لمعانيه العتيقة ...

لم أشأ الرد على ما قلت .. إلا لأجل هذه الجملة ..

وهذه الجملة هي التي خلقت حواجز وحواجز بيننا وبين الشعر الجاهلي .. وجعلته نكرة في أعين الآخرين، حتى أصبح السواد الأعظم يتهيب هذا الشعر إلا ما أرغم عليه في دراسة ..

أخيتي هذا الشعر لم يكن الله سبحانه ليتحداه لو لم يبلغ ذروة الفصاحة والبلاغة والبيان .. يقول أحد النقاد القدماء " ابن العربي ": " الشعر الجاهلي كالمسك كلما حركته ازداد طيباً ". وذلك لما فيه من الخصوبة الثراء، وعمق الإحساس بالحياة .. وما يشيعه في نفس قارئه من لذة فنية، تهز مشاعره وتملك عليه إحساسه بعمق معانيه وجلالة ألفاظه ..

أخيتي .. لم يتجه الغرب إلا لدراسة هذا الشعر وعصره دون بقية العصور .. ولكِ أن تتخيلي مقدار العناء في تعلم اللغة العربية ثم دراسة هذا الشعر بل الغوص في معانيه ..

أكان هذا الشعر من الصعوبة بمكان لدى العرب .. ؟؟

أم مَلك الغرب الإحساس بقيمة هذا الشعر ونحن لا ندرك .. ؟؟

ـ[زهرة متفائلة]ــــــــ[20 - 10 - 2009, 01:25 ص]ـ

أخيتي العزيزة زهرة .. وفقكِ الله ..

تقولين:

مقتبس

لا بأس أن يطّلع لشرح القصيدة وبعدها يشرحها على حسب مفهومه ...

ويقول المثل:

ومن يتهيب صعود الجبال ... يعيش أبد الدهر بين الحفر ..

لا بأس أن يبحث .. حتى يجد ضالته .. وهذه نشوة العلم ..

فالشعر الجاهلي صعب الفهم لمعانيه العتيقة ...

لم أشأ الرد على ما قلت .. إلا لأجل هذه الجملة ..

وهذه الجملة هي التي خلقت حواجز وحواجز بيننا وبين الشعر الجاهلي .. وجعلته نكرة في أعين الآخرين، حتى أصبح السواد الأعظم يتهيب هذا الشعر إلا ما أرغم عليه في دراسة ..

أخيتي هذا الشعر لم يكن الله سبحانه ليتحداه لو لم يبلغ ذروة الفصاحة والبلاغة والبيان .. يقول أحد النقاد القدماء " ابن العربي ": " الشعر الجاهلي كالمسك كلما حركته ازداد طيباً ". وذلك لما فيه من الخصوبة الثراء، وعمق الإحساس بالحياة .. وما يشيعه في نفس قارئه من لذة فنية، تهز مشاعره وتملك عليه إحساسه بعمق معانيه وجلالة ألفاظه ..

أخيتي .. لم يتجه الغرب إلا لدراسة هذا الشعر وعصره دون بقية العصور .. ولكِ أن تتخيلي مقدار العناء في تعلم اللغة العربية ثم دراسة هذا الشعر بل الغوص في معانيه ..

أكان هذا الشعر من الصعوبة بمكان لدى العرب .. ؟؟

أم مَلك الغرب الإحساس بقيمة هذا الشعر ونحن لا ندرك .. ؟؟

الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله .... وبعد:

أختي الحبيبة ... أنوار

جزاك الله خيرا .... معكِ في كل ما تقولين ... :)

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير