تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[عامر مشيش]ــــــــ[27 - 11 - 2009, 10:37 م]ـ

بوركت أخي السراج

قد أبدعت أيما إبداع في سبر أغوار النص وقد استمتعت وتعلمت فيما سبق.

ـ[السراج]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 06:40 ص]ـ

بوركت أخي السراج

قد أبدعت أيما إبداع في سبر أغوار النص وقد استمتعت وتعلمت فيما سبق.

تحية لك أستاذي عامر على الحضور المبارك ..

ـ[السراج]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 07:40 ص]ـ

وقد كانَ فَوْتُ المَوْتِ سَهْلاً فردَّه=إليه الحِفاظُ المرُّ والخُلُقُ الوَعْرُ

إن لوجود لفظة (فردَّهُ) في طرف الشطر الأول مغزى - وهي خاصة بما سيجيء في الشطر الثاني - لكن أراد العبقري أن تكون أقرب من الموت أكثر وما منعها من الاستمرار في القرب إلا الصفة التي كانت لابد من وجودها!.

فمع هذا الحشد من جنود الروم والمنايا متناثرة تتربص بكل نفس حينها؛ كان الهروب من الموت - وهو مطلبُ كلّ نفس - أسهل للقائد بطرقٍ شتى، وما حضور سيدة التحقيق والتأكيد (قد) إلا مبشراً بذلك ولكن هناك من ينظره ويترقبه ساعة الفرار إنه (الخلُق الوعر)! ..

ما أصعبَ هذا (الحفاظ المرّ) و (الخلق الوعر)!

ترى كيف يُكني أبو تمام بكنايتين ضامتين بين حضنيهما صفتين متلازمتين للشدة - المرّ، والوعر -؟. وما الكنايتان إلا للشجاعة والإقدام - وهو الطريق الوعر -وحب الدفاع والحفاظ عن الوطن الذي تأصل في المرثي حتى صار جزءاً منه، جزءاً إن أراد عكسه أو غيره ردّ إليه وجذبه، حتى للموت!

(فيما مضى من أبيات كانت الاستعارت تمرحُ في أبياته، وحتى هنا في هذا البيت .. )

وإني أرى المتنبي هنا في الشطر الثاني - رغم ما بين الشاعرين من بونٍ زماني - فطالما تغنّى المتنبي بهذه المعاني، وطالما دعا إلى (الخلُقِ الوعرِ) وهو الذي التصق به، فجذبه ساعةَ الموت!

ألا يكفي قوله:

فحب الجبان النفس أورده البقا=وحُب الشجاعِ الحرب أورده الحربا

وتعلقت بي أبيات الأمير الأسير أبي فراس:

وقال أصيحابي الفرار أو الردى=فقلت هما أمران أحلاهما مر

ولكنني أمضي لما لا يعيبني=وحسبك من أمرين خيرهما الأسر

يقولون لي بعت السلامة بالردى=فقلت أما والله ما نالني خُسر

ـ[العِقْدُ الفريْد]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 08:00 ص]ـ

أبدعتم في نثر النص .. بارك الله فيكم ..

فَتىً كُلَّما فاضَت عُيونُ قَبيلَةٍ ... دَما ضَحِكَت عَنهُ الأَحاديثُ وَالذِكرُ

أضفتم "لقراءتي القديمة" لهذا البيت معنى آخر.

دام عطاؤكم.

ـ[السراج]ــــــــ[28 - 11 - 2009, 08:11 ص]ـ

أبدعتم في نثر النص .. بارك الله فيكم ..

أضفتم "لقراءتي القديمة" لهذا البيت معنى آخر.

دام عطاؤكم.

بارك الله حضورك المميز، ونسعى هنا لنستفيد ونفيد ..

وإن كنتُ قد أضفتُ شيئا لقراءتك فقد أضفتِ - أنتِ - بحضورك أشياء.

ـ[السراج]ــــــــ[29 - 11 - 2009, 08:54 ص]ـ

وَنَفسٌ تَعافُ العارَ حَتّى كَأَنَّه=هُوَ الكُفرُ يَومَ الرَوعِ أَو دونَهُ الكُفرُ

استكمالاً لفكرته السابقة التي بيّن شجاعة القائد الطوسي وما قام به من بطولة وثبات وسط المعركة، وسط سقوط جنوده قتلى وأسرى وسهولة فراره.

إذ كانت نفسه تعاف العار وترفض الذل (الفرار) – من المعركة -، حتى أن هذه النفس إن قارنت وإن شبّهت فكأنها ترى الفرار كفراً وتقارن هذا العار به بل أشد فالكفر دونه، وهو ما استطاع الشاعر – ببراعة وبخبرة فنية شاعرية – أن يمزج الفكرة عجينةً بملامح أرادها القائد كما رآها أبو تمام فيه. فعلى عمومه هو يرفض العار في كل أحواله ويعاف الذل أينما حلّ ومتى نَزَل، أما في المعركة فتشتعل جذوة كرهه ورفضه حتى أنه يراه كفراً، وهو ما يتوافق تماما مع كنايتي أبي تمام (الحفاظ المرّ) و (الخلق الوعر).

من جميل لمحات هذا البيت، أن أبا تمام اختار لفظة النفس الدفينة دون سائر الألفاظ التي تلف الإنسان عباءة تميّزه، اختار النفس موافقة وارتباطا مع الفعل الناتج عنها – عن النفس – وهو (تعاف).

فَأَثبَتَ في مُستَنقَعِ المَوتِ رِجلَه=وَقالَ لَها مِن تَحتِ أَخمُصِكِ الحَشرُ

عجيبٌ هذا البيت، فالبلاغة تنتشي فرحاً هُنا، والمعاني تذوب حساً وجمالاً هنا، وتخفقُ فيه راية الإسلام هنا، والكلماتُ لفظا دُريا اختيرتْ بعناية – هنا - ..

انظر كيف صوّر المعركة بمستنقع الموت؟! كيف لا وهي المعركة التي – كما روَت الأخبار – استطاع الروم أن يحيكوا مكيدةً من خلالها أسر وقتل معظم جنود القائد؛ فكانت المعركة مستنقعاً للموت، كلما هزّ مسلم سيفه غاصتْ رجله في وحل الموت فارتدّ شهيداً وتوالتْ، ومنهم من كان وحْلَه الأسرُ.

أما هو فالقدوة لمن حوله من مقاتلين أشداء فأثبت رجله في ذاك المستنقع القاتل – وتتراءى لي الآن مستنقعات الوحل التي تحمل في طياتها الكثير من المخاطر حين تلتهم أرجل الإنسان، هنا الالتهام (أيها القارئ) لروح الإنسان.

السرّ الذي جعل رجله تثبت دون فرار من معركة حين همَس لها وطمأنها وذكّرها بمصير الشهيد! ألا ترى أن هذا القائد عطوفٌ بجسده حيثُ يلقي الخطاب على رجله ويحدثها. واختيار الشاعر للألفاظ بعناية، فمن ابتكار الحوار إلى تقريب الحشر والجنة التي وُعد بها هي أقرب من ضربة سيف فهي تحت أخمص رجلية.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير