تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[السراج]ــــــــ[02 - 12 - 2009, 07:37 ص]ـ

مرحبا ترانيم مرة أخرى تضيئين النافذة بكلمات تبرقُ علما ..

نعم الشعر ومضات خاطفة وليست تقارير تبحث أدق التفاصيل وتهتم بالتقريرية الواضحة والسردية الدقيقة.

وهذه الأبيات التي بين يدينا مثال شاهد على ذلك.

أمّا الألوان المُصرَّح بها في المثال، فلا يمكن النظر إليها على وجه الحقيقة، لأنها وردت في سياقها للتدليل على معان اكتسبتها بفعل تواضع الناس عليها وتوافقهم، فذكره اللون الأحمر دلالة استشهاد وتضحية واللون الأخضر دلالة نقاءٍ وطهارة. ويبقى اللون الأسود كامناً في الليل، يعكس كآبة نفس الشاعر وحزنه جرّاء المصاب الجلل.

ما أجمل هذا!

كنتُ قد نظرتُ للونين في هذا البيتِ، وها أنتِ تضيفين آخر يكادُ يُنطقُ شاعرنا بحزن عميق فقداً لصديقه القائد ..

إذن جمّع الألوان بمعانيها المتعاكسة نابعاً أو مسترشدا بثقافته الدينية التي جعلتْ من الشهيد يرتدي رداء أخضر ولو فاض كل خيطٍ فيه دماً ..

أشكرك على القراءة الماتعة .. واصلي.

ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 05:31 ص]ـ

أخي السراج:

أنت ممتلك للمفاتيح التي بواسطتها تستطيع فتح مغاليق النص، أو بعبارة أخرى قدرتك على توظيف خبراته اللغوية والأدبية (نحو، صرف، بلاغة، نقد، ثقافة عامة ... ) في تحليل النص.

-اليقين بأن النص ملك للقارئ بعد إنتاجه وكما هو لديك ماشاء الله

وحسب معرفتي المتواضعة هذا التفسيرالمقبول لنظرية موت المؤلف، فهي تقصد أن قراءة النص تعد بداية انتهاء قصدية الكاتب، وبتعبير آخر: عندما تقرأ النص عليك نسيان ما كان يريده الكاتب من إنتاجه لهذا النص، فمثلا قصيدة السياب (أنشودة المطر) لا يهمك إن كان الشاعر قالها في البكاء على الوطن أم في الاستنهاض أم في تصوير الدمار الذي لحق بوطنه، فهي مائدة مليئة بما لذ وطاب لك حرية تذوق ما تجود به وما تنعم.

أما الخلفيات التاريخية والثقافية فتعد المفاتيح الأساسية لتحليل النص ولا يمكن تجاوزها.

بوركت واصل القراءة.

ـ[السراج]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 07:01 ص]ـ

أخي السراج:

أنت ممتلك للمفاتيح التي بواسطتها تستطيع فتح مغاليق النص، أو بعبارة أخرى قدرتك على توظيف خبراته اللغوية والأدبية (نحو، صرف، بلاغة، نقد، ثقافة عامة ... ) في تحليل النص.

-اليقين بأن النص ملك للقارئ بعد إنتاجه وكما هو لديك ماشاء الله

.

أختي ترانيم ..

إطراء قد لا أستحقه ..

وكلمات عن القراءة، هي ما وافق رأيي. بارك الله فيك ونفع بكِ.

ـ[السراج]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 07:20 ص]ـ

.. وبعد بيت الألوان ذاك هذا البيت:

كأنَّ بَنِي نَبْهَانَ يومَ وَفاتِه=نُجومُ سَماءٍ خَرَّ مِنْ بَيْنها البَدْرُ

أحببتُ أن أدرجه غايةً في التماس الجمال الشعري عند أبي تمام وتذكرةً للقارئين بمكانة القائد وسط قبيلته، بعد ما رأينا مكانته في الحرب ..

وقد كنتُ لمّحتُ في الفصيح سرّ استخدام (من بينها) بدلاً من (من وسطها) التي تتبادر للأذهان في أقرب وقت، وكأن في مخيلتنا أن البدر يتوسط السماء فإذن هو يتوسط النجوم ..

لكن لشاعرنا رأي آخر، رأي أجمل: فحين قال (من بينها) فكأن النجوم قريبة من البدر أنِسة به متآلفة، ومتجمعة حوله فهو بينها وهو سيدها، أما إن قال (من وسطها) فقد تكون متباعدة في شكل حلقي ولكنه وسطها .. فلا اشتراط لقرب النجوم هنا وتآلفها ..

كأن هذه الجموع - حموع قبيلته - نجومٌ في أعمالها الخيرة وعلو مقاماتهم فلما مات فكأنه - هو - البدر من بينها خرّ. واستعماله لهذه اللفظة لجمال رائع فالسقوطُ سريعاً لاستشهاد القائد في معركة فالفقد كان مفاجئاً.

ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[03 - 12 - 2009, 08:29 م]ـ

واصل ونحن معك نبحر في النص

بوركت أيها السراج.

ـ[أنوار]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 01:57 ص]ـ

لكم الشكر أستاذنا السراج ..

قراءة ماتعة .. وأسلوب شائق في تحليل النص.

بورك الجهد وأجزل الثناء ..

ـ[ترانيم الحصاد]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 07:14 ص]ـ

بوركت أيها السراج المضيء أنار الله دربك علماً ونوراً

في نظري أن أعذب الشعر أصدقه وإن خالفت بعض أهواء القائلين في أن أعذب الشعر أكذبه، وتتحقق هذه النتيجة حينما يكون الشعر في الرثاء فتختلط الكلمات بالدموع لتخرج جملا قد لا تكتب إلا مرة واحدة في زمن واحد لشخص واحد وهو ما حدث فعلا في هذه الرثائية الأجمل على تاريخ الأدب العربي والتي تصلح لكل زمان ومكان ولأي شخص فارق الحياة.

قال الشاعر أبودلف القاسم بن عيسى العجلي: لن يموت من رُثي بهذا الشعر.

ـ[السراج]ــــــــ[04 - 12 - 2009, 07:26 ص]ـ

أستاذتنا أنوار ..

شكرا لك على الحضور، وعلى (شحذ الهمم) ..

بوركت أيها السراج المضيء أنار الله دربك علماً ونوراً

في نظري أن أعذب الشعر أصدقه وإن خالفت بعض أهواء القائلين في أن أعذب الشعر أكذبه، وتتحقق هذه النتيجة حينما يكون الشعر في الرثاء فتختلط الكلمات بالدموع لتخرج جملا قد لا تكتب إلا مرة واحدة في زمن واحد لشخص واحد وهو ما حدث فعلا في هذه الرثائية الأجمل على تاريخ الأدب العربي والتي تصلح لكل زمان ومكان ولأي شخص فارق الحياة.

قال الشاعر أبودلف القاسم بن عيسى العجلي: لن يموت من رُثي بهذا الشعر.

ترانيم ..

أنتصر لرأيك هذا، فما كانت قصيدة رثاء صادقة إلا كانت المعاني تزدهر والكلمات تبكي والأشطر تبتهل ولا أدلّ على ذلك من قصائد الرثاء الخالدة ..

فما كان صادقاً من الشعر لا زيف ولا تزويق فيه يكون أعذب الشعر وأجوده، والآن تتبادر إلى ذهني قصيدة التهامي في رثاء ابنه وقصيدة ابن الرومي وقصيدة أبو البقاء الرندي .. وقصيدتنا هذه.

وأبو دلف القائد العسكري قالها وهو على يقين من صحتها، فها نحن نذكر اسم القائد الطوسي مرات ومرات ..

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير