الأخ الفاضل/ فائق الغندور
شكرًا لك لاضافتك واثرائك للموضوع ..
أطال الله بقاءك ...
ـ[عامر مشيش]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 06:19 م]ـ
مات الأحنف بن قيس بالكوفة, فمشى مصعب بن الزبير في جنازته بغير رداء, وقال: اليوم مات سرُّ العرب, فلما دُفن قامت امرأةٌ على قبره فقالت: {لله درك من مُجَنٍّ في جَنَن (1) , ومُدرجٍ في كَفَن, نسأل الذي فجعنا بموتك, وابتلانا بفقدك, أن يجعل سبيل الخير سبيلك, ودليل الرشد دليلك, وأن يُوسع لك في قبرك, ويغفر لك يوم حشرك, فوالله لقد كنتَ في المحافل شريفًا, وعلى الأرامل عطوفًا, ولقد كنت في الحي مُسوَّدًا, وإلى الخليفة مُوفَدًا, ولقد كانوا لقولك مستمعين, ولرأيك مُتبعين} ,ثم أقبلتْ على الناس وقالت: {ألا إنَّ أولياء الله في بلاده, شهودٌ على عباده, وإني لقائلة حقًّا, ومُثنية صدقًا, وهو أهل لحُسن الثناء, وطيب النّثا (2) , أما والذي كنتَ من أجله في عُدَّة, ومن الحياة إلى مدَّة, ومن المقدار إلى غاية, ومن الإياب إلى نهاية, الذي رفع عملك, لمَّا قضى أجلك, لقد عشتَ حميدًا مودودًا, ومُتَّ سعيدًا مفقودًا} , ثم انصرفتْ وهي تقول:
للهِ درُّكَ يَا أبَا بَحْرِ=مَاذَا تَغيَّبَ منْكَ فِي القَبْرِ
للهِ درُّكَ أيُّ حَشوِ ثَرًى=أَصْبحتَ مِنْ عُرْفٍ ومِن نُكْرِ
إنْ كَانَ دَهْرٌ فِيكَ جَرَّ لَنَا=حَدَثًا بِهِ وَهَنَتْ قُوَى الصَّبْرِ
فَلَكَمْ يَدٍ أَسْدَيْتَهَا وَيَدٍ=كَانَتْ تَرُدُّ جَرَائِرَ الدَّهْرِ (3) ثم انصرفتْ فسُئل عنها, فإذا هي امرأته وابنة عمه, فقال الناس: ما سمعنا كلام امرأة قط أبلغ ولا أصدق منه ... *
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) المُجَنّ: المستتر, الجَنَن: القبر.
(2) النّثا: ما أُخبِرتَ به عن الرجل من حسن أوسيء.
(3) الجرائر: جمع جريرة وهي الجناية الذنب.
* الخبر في زهر الآداب وثمر الألباب للحُصري (2/ 58 - 59)
بارك الله فيك أخي أديب طيء
والله إن هذا الخبر يستحق الوقوف عنده طويلا.
رحم الله أبا بحر فكم نحتاج إلى مثله اليوم. ورحم الله عمر بن الخطاب وفراسته في أبي بحر.
ـ[السراج]ــــــــ[19 - 11 - 2009, 09:39 م]ـ
كلمات ثمينة وقعتْ في مستحقها ..
لله درها ..
وشكرا لك
ـ[أديب طيء]ــــــــ[20 - 11 - 2009, 01:07 م]ـ
الأستاذ الفاضل/ عامر مشيش
وفيك الله بارك ..
لقد سرني تعليقك الرائع واضافتك الفريدة ..
أطال الله بقاءك ....
ـ[طالب عِلم]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 12:42 ص]ـ
ما أجملَ المرأة إن سُمِّيَت بليغة، وما أسوأها إن سُمِّيَت مُبلتعَة .. شتّان بينَ الوصفين!
شكراً لك أستاذ:
(أديب طيء)
على الموضوع الذي يُعنى ببلاغة إمرأة
ـ[أديب طيء]ــــــــ[21 - 11 - 2009, 02:38 م]ـ
أهلًا بك أخي السراج
لقد سرني مرورك ...
أطال الله بقاءك ...
ـ[أديب طيء]ــــــــ[22 - 11 - 2009, 01:10 م]ـ
ما أجملَ المرأة إن سُمِّيَت بليغة، وما أسوأها إن سُمِّيَت مُبلتعَة .. شتّان بينَ الوصفين!
شكراً لك أستاذ:
(أديب طيء)
على الموضوع الذي يُعنى ببلاغة إمرأة
أهلًا بالأخ والصديق/ طالب علم
أشكرك لاضافتك الرائعة,
أطال الله بقاءك ...