أهُوَ الحبُّ أنْ أرى=مَنيَّتي في الأماني
كتَمَ الليلُ همَّهُ=وهمّهُ أنْ أُعاني
ـ[زينب هداية]ــــــــ[20 - 11 - 2008, 10:14 م]ـ
نعم أختي الكريمة ..
لأننا في مثل حال قصيدتك لا يمكن أن ننسبها لبحر جديد، ولكنها تنويع بين بحرين، لكل منهما وزنه المستقر المعروف .. وقد وجدتُ بعضاً من أوراقي الضائعة، فأنقل لك منها شيئاً مما شابه وزن قصيدتك.
يقول إبراهيم العريض (العروض فاعلن، والضرب مستفعلن):
وزهرةٍ تبسِمُ عن لؤلؤٍ=قد نفَضَ النسيمُ عنها الوسَنا
تجري المياهُ تحتها سَلسَلاً=وحولها الطيورُ تبكي الدِّمَنا
كأنّها إذا رنَتْ غادةٌ=تنظُرُ في المِرْآةِ وجْهاً حسَنا (ويلاحظ أنه التزم في الضرب الجواز: مستعِلن، وهو لزوم ما لا يلزم، فلو قال في القافية الأخيرة: وجهاً مُحسِنا، َجاز).
وقريب من ذلك، تقول جليلة رضا (العروض فاعلن، والضرب مفعولن):
ونلمَحُ العريشَ في رُكْنِهِ=مُظَلّلاً بالكَرْمِ والرّيحانِ
فنختفي روحَيْنِ في حضْنِهِ=نهتكُ عن كَوامِنِ الوجدانِ
إذ نجتوي الراحةَ لا نأتَلِي=نسقي يبيسَ النّبْتِ والأغصانِ (ويجوز أن ترد هنا: فعولن بدل مفعولن في الضرب).
وخلط أبو شادي بصورة لطيفة بين مجزوء الخفيف (غير الخليلي): (فاعلاتن متفعلانْ)، مع إحدى صور البحر المخلّع: (مستفعلن فاعلاتُ فعْ):
ها هنا في حِمَى الهديرْ=ووثبةِ الموجِ ثائرا
نُطلِقُ الشعْرَ والشّعورْ=ونجعلُ الروضَ شاعِرا
ومزج الوشاح الأندلسي: (ابن الخباز) بطريقة لطيفة أيضاً، بين أحد مقصرات المتدارك: (فاعلن فاعلاتن)، والبحر المجتث: (مستفعلن فاعلاتن):
أيُّ ظبْيٍ غريرِ=حَوى كمالَ البدورِ
وانثناءَ القضيبِ=ونظرةَ المذعورِما ئِسُ المعطفَينِ=أَلانَ قلبي بِلِينِهْ
فاترُ المقلتَينِ=والموتُ مِلْءُ جفونِهْ
سافِرُ الوجنتَينِ=عن وَرْدِ غيرِ مَصونِهْ
كمْ بذاكَ الفتورِ=وحُسْنِ ذاكَ السفورِ
منْ شَجًى في القلوبِ=ولوعةٍ في الصدورِ وهذا هو ذات الوزن -معكوساً- الذي استعمله أحمد مطر، فقيلَ إنه من تجديده، من قصيدته التي يقول فيها:
أهُوَ الحبُّ أنْ أرى=مَنيَّتي في الأماني
كتَمَ الليلُ همَّهُ=وهمّهُ أنْ أُعاني
يا الله!!! كلامُكم دُرَر.
ونلمَحُ العريشَ في رُكْنِهِ=مُظَلّلاً بالكَرْمِ والرّيحانِ
فنختفي روحَيْنِ في حضْنِهِ=نهتكُ عن كَوامِنِ الوجدانِ
إذ نجتوي الراحةَ لا نأتَلِي=نسقي يبيسَ النّبْتِ والأغصانِ
وزن هذه الأبيات قريب جدّا من الأبيات الّتي نظمتها (مع تباين شاسع في المعنى و التّركيب، فأبياتي لا تعدو كونها خواطر مبتدئة)
جزاكم المولى خيرا كثيرا.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 12:04 ص]ـ
يا الله!!! كلامُكم دُرَر.
ونلمَحُ العريشَ في رُكْنِهِ=مُظَلّلاً بالكَرْمِ والرّيحانِ
فنختفي روحَيْنِ في حضْنِهِ=نهتكُ عن كَوامِنِ الوجدانِ
إذ نجتوي الراحةَ لا نأتَلِي=نسقي يبيسَ النّبْتِ والأغصانِ
وزن هذه الأبيات قريب جدّا من الأبيات الّتي نظمتها (مع تباين شاسع في المعنى و التّركيب، فأبياتي لا تعدو كونها خواطر مبتدئة)
جزاكم المولى خيرا كثيرا.
لقد كانت الرائعة (جليلة رضا) مبتدئة يوماً ما، ولكنها بالإصرار والتجربة وصلت إلى مصاف الكبار ..
وليس ذلك على الله بعزيز يا مريم ..
ـ[زينب هداية]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 10:52 ص]ـ
لقد كانت الرائعة (جليلة رضا) مبتدئة يوماً ما، ولكنها بالإصرار والتجربة وصلت إلى مصاف الكبار ..
وليس ذلك على الله بعزيز يا مريم ..
شكر الله لكم أستاذنا، تشجيعكم يدفعني إلى الأمام ..
و أقول لنفسي دوما:
أخي لن تنال العلمَ إلا بستّةٍ = سأنبيك عن تفصيلها ببيان
ذكاءٌ وحرصٌ واجتهادٌ وبُلغةٌ = وصحبةُ أستاذٍ وطول زمانِ
ـ[خشان خشان]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 11:39 ص]ـ
لقد كانت الرائعة (جليلة رضا) مبتدئة يوماً ما، ولكنها بالإصرار والتجربة وصلت إلى مصاف الكبار ..
وليس ذلك على الله بعزيز يا مريم ..
وأضيف إلى ما تفضلت به أستاذي ما يراودني من أمل بأن ما تعيشه الأستاذة من صراع بين الرقمي والتفاعيل إنما هو ناتج تفاعل الطريقتين في ذهنها لن تلبث أن تقطف ثمرته - بفضل أهليتها الذهنية لذلك - بلورة ووعيا بكليهما ودلالة كل منهما بطريقة الآخر، لتكون سباقة في هذا المجال بعمق. الأمر الذي سيكون مصدر خير للغة والعروض بشكل عام.
يرعاك ويرعاها الله.
ـ[زينب هداية]ــــــــ[21 - 11 - 2008, 01:38 م]ـ
وأضيف إلى ما تفضلت به أستاذي ما يراودني من أمل بأن ما تعيشه الأستاذة من صراع بين الرقمي والتفاعيل إنما هو ناتج تفاعل الطريقتين في ذهنها لن تلبث أن تقطف ثمرته - بفضل أهليتها الذهنية لذلك - بلورة ووعيا بكليهما ودلالة كل منهما بطريقة الآخر، لتكون سباقة في هذا المجال بعمق. الأمر الذي سيكون مصدر خير للغة والعروض بشكل عام.
يرعاك ويرعاها الله.
يا ليت ... اللّهمّ آمين، شكر الله لكم أستاذنا ...
لولا تشجيعكم و عنايتكم ما كنتُ لأنظمَ بيتا ..
¥