يحمِلُها العيسُ ومِنْ حولِها الشّرْ بُ، قرّبْنَ ضُحًى أو خَبَبْنَا
وهو بذلك مكسور، ولعلّ صحيح كلمة (الشرْب) هو (الشّرّابُ).
كما جاء البيت العاشر في الموسوعة هكذا:
تُذَكِّرُني راحةَ أهلِ البِلَى**أرواحُ ليلٍ بِخُزامَى هَبَبْنَاوصحيح ضبط (تُذَكِّرُني) هو ما جاء في المطبوع: (تُذْكرُني).
فما رأيكم دام فضلكم؟
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[28 - 12 - 2008, 11:45 م]ـ
أخي الدكتور عمر خلوف
لا أود أن أزيد على ما ذكره شارح تحفة الخليل في تعليقه على هذه القصيدة كما وردت في الديوان المحقق، قال: "والقصيدة في اللزوميات محركة النون بالفتح وكتب في عنوانها (النون المفتوحة مع بائين) وهذا وهم من الناسخ أو الناشر، ولا يمكن أن يكون هذا العنوان من وضع أبي العلاء لأنا لو فتحنا النون لوجب إشباع الفتحة إذ لا يوقف على حركة قصيرة وبذلك يكون الضرب (فاعلاتن) (ري دببنا) (مي هببنا) وهذا مما لم يذكره أحد بين ضروب السريع".
فإذا اقتنعت بقوله لم تكن مضطرا إلى الاستدراك على المعري بتصحيح هجاء مستمليه، وبدلا من أن تثبت تلك الألف كنت وضعت علامة السكون على آخر كلمات القافية المقيدة غير المردفة. ولو كان المعري يقصد إلى وضع ضرب جديد لما اكتفى بقوله في رسالة الصاهل والشاحج ص 464 "فأما الذي يلزمه مع الردف التقييد فقد يجيء ما قبل واوه ويائه وهو مفتوح، وذلك فيه أكثر منه في المطلق. قال الشاعر:
يا رُب من يبغض أذوادنا ... رحن على بغضائه واغتدينْ
لو يصبح المرعى على أنفه ... لرحنَ منه أصُلاً قد أنين
ولكان عقب قائلاً: ويمكن الوصول إلى ضرب لم يذكره الخليل بإثبات الفتحة وإشباعها وصارت القوافي (واغتدينا) (قد أنينا) ونحو ذلك. ثم إنك لو لاحظت قوافي نونية المعري المقيدة لرأيتها كلها تدور في نطاق صيغة المفرد، ولم يستخدم في أي منها ما يشير إلى صيغة الجمع المتكلم في نحو دببنا وهببنا مع أن القافية تتيح لها استخدام هذه الصيغة وتظل كما أراد لها في الدوران في فلك لزوم ما لا يلزم.
إن محاولتك إثبات ضرب جديد بناء على نسخة طُعن في كفاءة أو نزاهة ناشرها لا تبدو لي مقنعة ما لم تكن شواهدك عليه من النوع الذي لا يُشك في ضبط حروفه.
وأما اجتهادك في ضبط الكلمات التي أخلت بالوزن فلا غبار عليها في ظل عدم توفر النسخ البديلة من الكتاب وإن لم يكن من الضروري أن تكون هي بعينها الكلمات التي نطق بها المعري، ومع ذلك فالثانية لا شك أنها هي نفسها ما قصده المعري والأولى ليست بأقل منها قربا إلى الأصل.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 01:30 ص]ـ
أستاذي المحقق سليمان
لايحتاج المدقق المحقق إلى كبير جهد لكي يثبت أن ما أراده المعري هو: (النون الساكنة مع باءين).
فبالعودة إلى اللزوميات، والنظر فيما جرى عليه المعري من ترتيب لزومياته، يُلاحظ أنه يبتدئ بالحرفِ مضموماً فيورد عليه ما يعنّ له من اللزوميات، ثم يورد الحرفَ مفتوحاً فيورد عليه ما يعنّ له من اللزوميات، ثم يورد عليه الحرفَ مكسوراً فيورد عليه ما يعنّ له من القصائد، ويورد أخيراً الحرفَ ساكناً ليورد عليه ما شاء من اللزوميات.
وقد جاءت هذه القافية بعد لزوميان النون المكسورة، وقبل النون الساكنة، مما يدل على الوهم في ضبطها.
فلك الشكر.
ولكن لا يعني ذلك بالنسبة لي نفي مجيء (فاعلاتن) في السريع، ضرباً يمكن استدراكه على الخليل، لاعتقادي أن (فاعلاتن) هي أصل السريع، وليس (مفعولاتُ).
وكان ابن المعتز قد استخدم هذا الضرب في قصيدة يقول فيها:
يا ليلتي بالكَرْخِ هلْ مِنْ مَزيدِ=إنْ لم تدومي هكذا لي فعُودي
لا أستطيلُ الليلَ منْ بعدِها=يا حبذا الليلُ وطولُ السُّهودِ
ما زالَ يسقينِيَ منْ كَفِّهِ=بدْرٌ منيرٌ طالِعٌ بالسعودِ
حتى تَوَفَّى السُّكْرُ عقلي وألْ=ـقاني نُعاسٌ بين نايٍ وعودِ
وقول نزار قباني:
سيري، ففي ساقيكِ نَهْرا أغانِ=أطْرَى منَ (الحجازِ) و (الأصبهاني)
بُكاءُ (سمفونيّةٍ) حُلوةٍ=يغزِلُها هناكَ قَوْسا (كَمانِ)
أنا هنا مُتابِعٌ نغمةً=قادمةً منْ غابةِ البَيلَسانِ
أنا هنا وفي يدي ثروةٌ=عيناكِ والليلُ وصوتُ البيانِ
ويذكر هنا أن هذا الوزن هو وزن (المسحوب) النبطي "وهو لحنٌ محبب للمغنين، كما [أنه من] أكثر البحور رواجاً لدى شعراء النبط".
ـ[خشان خشان]ــــــــ[29 - 12 - 2008, 09:17 م]ـ
أستاذي المحقق سليمان
لايحتاج المدقق المحقق إلى كبير جهد لكي يثبت أن ما أراده المعري هو: (النون الساكنة مع باءين).
فبالعودة إلى اللزوميات، والنظر فيما جرى عليه المعري من ترتيب لزومياته، يُلاحظ أنه يبتدئ بالحرفِ مضموماً فيورد عليه ما يعنّ له من اللزوميات، ثم يورد الحرفَ مفتوحاً فيورد عليه ما يعنّ له من اللزوميات، ثم يورد عليه الحرفَ مكسوراً فيورد عليه ما يعنّ له من القصائد، ويورد أخيراً الحرفَ ساكناً ليورد عليه ما شاء من اللزوميات.
وقد جاءت هذه القافية بعد لزوميان النون المكسورة، وقبل النون الساكنة، مما يدل على الوهم في ضبطها.
فلك الشكر.
ولكن لا يعني ذلك بالنسبة لي نفي مجيء (فاعلاتن) في السريع، ضرباً يمكن استدراكه على الخليل، لاعتقادي أن (فاعلاتن) هي أصل السريع، وليس (مفعولاتُ).
وكان ابن المعتز قد استخدم هذا الضرب في قصيدة يقول فيها:
يا ليلتي بالكَرْخِ هلْ مِنْ مَزيدِ=إنْ لم تدومي هكذا لي فعُودي
لا أستطيلُ الليلَ منْ بعدِها=يا حبذا الليلُ وطولُ السُّهودِ
ما زالَ يسقينِيَ منْ كَفِّهِ=بدْرٌ منيرٌ طالِعٌ بالسعودِ
حتى تَوَفَّى السُّكْرُ عقلي وألْ=ـقاني نُعاسٌ بين نايٍ وعودِ
وقول نزار قباني:
سيري، ففي ساقيكِ نَهْرا أغانِ=أطْرَى منَ (الحجازِ) و (الأصبهاني)
بُكاءُ (سمفونيّةٍ) حُلوةٍ=يغزِلُها هناكَ قَوْسا (كَمانِ)
أنا هنا مُتابِعٌ نغمةً=قادمةً منْ غابةِ البَيلَسانِ
أنا هنا وفي يدي ثروةٌ=عيناكِ والليلُ وصوتُ البيانِ
ويذكر هنا أن هذا الوزن هو وزن (المسحوب) النبطي "وهو لحنٌ محبب للمغنين، كما [أنه من] أكثر البحور رواجاً لدى شعراء النبط".
أستاذي الكريم
هل نستنتج من هذا أن وزن هذا اللون من السريع هو مستفعلن مستفعلن فاعلاتن
أم نقول إن السريع هو مستفعلن مستفعلن فاعلن ولحقه هنا الترفيل؟
يرعاك الله.
¥