. من الأشياء التي يلاحظها طالب العروض في الكتاب أن المؤلف جعل الأسباب سببا واحدا هو السبب الخفيف و اعتبر أنه لا وجود للسبب الثقيل باعتبار السبب الثقيل يأتي قبل السبب الخفيف لتكوين الفاصلة .. فالمؤلف يعتبر التفعيلات تتكون من سبب خفيف و وتد مجموع و فاصلة صغرى فقط .. أما تركه للوتد المفروق فعلى اعتبار أن الوتد المفروق إن جاء فإنما هو مكون من سبب خفيف ثم حركة و الحركة مع السبب الخفيف الذي يأتي بعدها يكونان الوتد .. و على هذا لا وجود لتفعيلة [مستفع ِ لن] لأن العين فيها و هي الحركة تتحد مع السبب الذي يليها مكونة الوتد .. و أيضا لا وجود لتفعيلة [فاع ِ لاتن] حيث أن العين فيها تتحد مع السبب الذي يليها لتكوين الوتد .. أما [مفعولاتُ] فهي مكونة من ثلاثة أسباب متتالية ثم متحرك يتحد مع السبب الذي يليه من التفعيلة التالية لها في الوزن.
[ line]
و أيضا يلاحظ الطالب أن الكتاب يخلو من مصطلحات الزحاف .. فإذا تكلم المؤلف عن بحر الطويل مثلا .. ساق أوزانه المعروفة في جدول و استدل من خلال الشواهد التي جمعها على وجود مثل هذه الأوزان المختلفة .. دون أن يذكر أن هذا الضرب مقبوض أو مقصور .. [و هذا في الحقيقة لم يعجبني، ذلك أن طالب العروض لو كان هذا الكتاب هو الكتاب الأول الذي يقع في يده لصعب عليه فهم بقية كتب العروض التي تشرح الكلام بالمصطلحات] .. و كان ينبغي للمؤلف أن يخصص مكانا لذكر مصطلحات العروض المهمة و ليست كل المصطلحات ذلك أنه توجد بعض المصطلحات ليست بذات أهمية.
[ line]
.. تميز المؤلف بسعة الإطلاع حيث جمع الأمثلة لجميع البحور الخليلية سواء كانت هذه البحور تامة أم غير تامة .. كما فعل مثلا في بحر الطويل عندما أورد أمثلة للطويل التام و مشطوره و أيضا ما جاء على [فعولن مفاعيلن] فقط .. على هذا فعل الدكتور عمر خلوف مثل ما عمل الخليل بن أحمد في جمع الأمثلة و إثبات البحر و يكون عمر خلوف هو خليل هذا العصر:) ..
[ line]
.. أضاف المؤلف أربعة بحور إلى البحور الستة عشر، ليصبح عدد البحور عشرين بحرا .. و البحور الإضافية هي [الخبب، اللاحق، المخلع، الدوبيت] ..
[ line]
تميز الكتاب بالترتيب الرائع حيث تجد كل بحر مع أوزانه المختلفة في جدول واحد و هذا ما يسهل الحفظ على طالب العروض.
[ line]
.. الجزء الأخير من الكتاب كان هو الأقوى من وجهة نظري .. لأنه احتوى على طريقة جديدة لتقطيع البيت و تحديد البحر وضع لها المؤلف نظاما معينا إذا اتبعها الطالب وجد نفسه يحدد البحر و التفاعيل و تعتمد هذه الطريقة على أربعة شروط حددها المؤلف و أطلق عليها اسم (قوانين التقطيع) و هي طريقة ذكية من المؤلف لتسهيل التقطيع لدى طلبة العروض.
[ line]
.. بدأ المؤلف في عرض البحور الصافية أولا ثم عرض البحور المركبة و أضاف شيئا جديدا بأنه بدأ بالأوزان الصغيرة في البحر كالمنهوك و المجزوء ثم يصل إلى الشكل التام مبررا ذلك بقوله (معتقدين أن تلك هي الطريقة الأجدى، التي يترسخ بها إيقاع البحر في الحسّ، وتستقر بها موسيقاه في النفس.)
[ line]
.. كان هذا ملخصا لهذا الكتاب الرائع للدكتور عمر خلوف .. و أنصح الجميع بقراءة هذا الكتاب و أنا متأكد من أن الجميع سوف يستفيد .. أخوكم جرول بن أوس .. شكرا لكم:)
شكر الله لك يا أخي جرول على ما قمت به من عرض موجز لفصول كتابنا (كن شاعراً)، والذي إن دلّ على شيء؛ فعلى نهمك الواضح للعلم، وعلى حسن قراءتك، وتوقد ذهنك .. فبارك الله فيك وأحسن إليك ..
وليس عندي ما أضيفه هنا إلاّ أن أشير إلى ما أشار إليه أستاذنا الفاضل سليمان أبو ستة، بقوله:"لكن كتابه هذا جُعِل كفايةً للمبتدئ بعلم العروض، وتذكرةً للمتوسط فيه .... ونحن نأمل في صدور طبعة من الكتاب تكون للمتقدمين، فقد ذكر لي مرة أن هذا الكتاب لا يتضمن كل التشكيلات التي جمعها من بطون الكتب والدوايين، وأن ما أثبته فيه يعد غيضا من فيض".
وأنا على يقين بأن الكتاب ينقصه الكثير قبل أن يُقارب الكمال.
ولكنه بعد صدوره، فقد أصبح عرضة للنقد، وهدفاً للانتقاد.
وقد يرضى عنه البعض، ويمجّه آخرون ..
ولكنني بكل تأكيد سأحاول أن أستفيد من أي ملاحظة تُقال فيه .. وما يفيدني فيه النقد لا التقريظ.
أحسن الله إليك يا أخي جرول
وشكر الله لجميع المداخلين هنا
¥