وهكذا يبدو الخببُ ثروةً موسيقية هائلة للشاعر، لامتلاكه إمكاناتٍ واسعةً في التنوع الموسيقي، ففيه يستطيع الشاعر "أن يتخلّص تماماً من التفعيلات " وأن ينْثُرَ بين الأسباب -حيثما يشاء- ما يشاء من الفاصلات الثلاثية أو الخماسية أو السباعية ... دون أن يكسر شعره. وقَيْدُه الوحيد هو أن لا يستخدم الوتد (//ه) ولا الفاصلات الزوجية، كالفاضلة (////ه)، أو غيرها.
إنه توزيعٌ عشوائيٌّ للأسباب والفاصلات الفردية " يحفظ للبحر موسيقاه، بالرغم من عشوائيته "، وهي قاعدةٌ "يُطبّقها الشاعر بحسّه الموسيقي " ليس إلاّ. فإذا انعدمت الأوتاد في شطر، وتوالت فيه الأسباب أو الفواصل دون انتظام، فذلك هو الخبب بلا ريب.
وضبطاً لوزنه، وتيسيراً لحفظه، فقد وضعنا له مفتاحه الجديد التالي:
خَبَبٌ يَجْري فيهِ القَوْلُ = فعْلُنْ فعْلُنْ فعْلُنْ فعْلُ
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 10:16 ص]ـ
وأما قضيّة نسبة اكتشاف الخبب إلى الأخفش؛ فلا يوجد إلى اليوم ما يُثبت هذه الدعوى أو يدحضها تماماً.
فكتاب العروض للأخفش لا يزال رهينَ الضياع، وأمّا ما نُشِرَ منه -واعتَمَدَ عليه بعضهم في نفي هذه النسبة- فليسَ إلاّ فصْلاً يسيرًا مخروماً منه.
في حين كان قدماءُ العروضيين المعروفين ينسبونه دائماً إلى مجهول.
وكان أبو الحسن العروضي، وهو صاحب أقدم عروضٍ متاحٍ ذكَرَ هذا البحر، أشار إلى وجود مَنْ يسبقه في معرفته، ومحاولة بعضهم تفعيله، وذلك بقوله: "وقد ظنَّ قومٌ [كذا بالتنكير] لَمْ يَدْروا هذا النوعَ من أيِّ صنفٍ هو فقالوا: إنه على مفعولاتن".
كما ذكر ابن عبّاد أن العربَ لم تفكّ من المتقاربِ شعراً، إلاّ أن "بعضهم [بالتنكير أيضاً] تعاطى الفكّ، فأخرجَ منه (فاعلن) ".
ومثل ذلك قال التبريزي، وابن القطاع، والشنتريني، والسكاكي، وآخرون.
كما أن هنالك قرناً كاملاً من الزمان يفصل بينَ عروض الأخفش الضائع، وبين أوائل كتب العروض المتاحة أمام البحث والتحقيق. ولا ريب أن في هذه الحقبةِ الطويلة من الزمن عددًا غير قليل من كتب العروض الضائعة الأخرى، كعروض أبي العباس الناشئ (-293هـ) مثلاً.
وأول إشارةٍ -وجدناها- تنسبُ هذا البحرَ للأخفش، جاءت في أواخر القرن الخامس الهجري، وذلك في إشارة غير صريحة، من الخطيب التبريزي (-502هـ)، عند تعليقه على قصيدة سلمي بن ربيعة (من المخلّع):
إنّ شواءً ونَشْوةً=وخَبَبَ البازِلِ الأمونِ
بقوله: "إنها خارجة على العروض التي وضعها الخليل بن أحمد، وما وضَعَهُ سعيد بن مسعدة الأخفش".
ولعلمنا بمدى تأثير التبريزي على الأجيال التي جاءت بعده، فربما كانت إشارته تلك هي شرارة الاشتعال في انطلاق هذه النسبة بعده.
ففي إشارة صريحة إلى ذلك، وجدتُ نصّاً كُتِبَ على هامش كتاب الإقناع لابن عباد، عام (569هـ) بالتحديد، نَصَّ فيه ناسخه (محمد بن تركانشاه البغدادي) على أن عددَ البحور هو خمسة عشر بحرًا "على رأي الخليلِ واضعِ هذا العلم، وستةَ عشر بحرًا على رأيِ الأخفش النحوي"، دون إشارة منه أيضاً إلى مصدر هذا الكلام!!
كما جاء في معيار النظّار للزنجاني (- بعد660هـ) قوله: "للشعر خمسة عشر بحرًا عند الخليل، وستة عشر بحرًا عند الأخفش". وجاء في مكانٍ آخر منه قوله عن هذا البحر: "وأثبَتَه الأخفش".
كما وردت هذه النسبة أيضاً لدى ابن خلّكان (-681هـ) وذلك في قوله: "ثمّ زاد فيه الأخفشُ بحرًا آخر، وسمّاه: الخبب"، وقوله أيضاً: "وهذا الأخفش هو الذي زاد في العروض بحر الخبب".
ثمّ تردّدت هذه النسبة بعد ذلك في الكثير من المصادر الأخرى، حتى أصبحت من المسلّمات العروضية!
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 08:11 ص]ـ
أولاً: التامات:
01 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلن فعْلاتن (*)
02 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلن فعْلانْ
03 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن
04 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلن فعِلن
05 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلن فاعْ
06 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلاتن
* * *
07 - فعْلن فعْلن فعْلاتن=فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن
08 - فعْلن فعْلن فعْلاتن=فعْلن فعْلن فعْلن فعِلن
09 - فعْلن فعْلن فعْلاتن=فعْلن فعْلن فعْلن فاعْ
10 - فعْلن فعْلن فعْلاتن=فعْلن فعْلن فعْلاتن
ثانياً: المجزوءات:
11 - فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلاتن
12 - فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلانْ
13 - فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعْلن
14 - فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فعِلن
15 - فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن فاعْ
16 - فعْلن فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلاتن
* * *
17 - فعْلن فعْلاتن=فعْلن فعْلن فعْلن
18 - فعْلن فعْلاتن=فعْلن فعْلن فاعْ
19 - فعْلن فعْلاتن=فعْلن فعْلاتن
* * *
20 - فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلانْ
21 - فعْلن فعْلن=فعْلن فعْلن
22 - فعْلن فعْلن=فعْلن فعِلن
23 - فعْلن فعْلن=فعْلن فاعْ
24 - فعْلن فعْلن=فعْلاتن
ثالثاً: المشطورات:
25 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلاتن
26 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلانْ
27 - فعْلن فعْلن فعْلن فعْلن
28 - فعْلن فعْلن فعْلن فعِلن
29 - فعْلن فعْلن فعْلن فاعْ
* * *
30 - فعْلن فعْلن فعْلاتن
31 - فعْلن فعْلن فعْلانْ
32 - فعْلن فعْلن فعْلن
33 - فعْلن فعْلن فعِلن
34 - فعْلن فعْلن فاعْ
* * *
35 - فعْلن فعْلاتن
36 - فعْلن فعْلانْ
37 - فعْلن فعْلن
38 - فعْلن فعِلن
_______
(فعْلاتن = فعْلن فعْ) أينما وردت هنا
¥