ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 12:33 م]ـ
وواضح تماماً أن بحرَ الخبب يختلف كلَّ الاختلاف عن جميع بحور الشعر الأخرى -بما فيها المتدارك- حيث يتأبّى على جميع القواعد والأنظمة التي تنتظمها؛ فهو بحرٌ:
1. يخلو من الأوتادِ تماماً. ذلك أن هذا البحر يتّصف بزئبقيّة، تجعل من العسير جدّاً الإمساك به، وتقنينه، فهو بحر يخلو من الأوتاد التي تعطي بحورَ الشعر العربي إيقاعَها المميز، والتي اعتمد عليها الخليلُ كثيراً في وصفِ تفاعيله، ولذلك فهو يجري منساباً، منسرِباً، لا يحدُّهُ في جريانه أي وتد.
2. يمكن أن تتجاور فيه الفواصلُ الثلاثية (///ه ///ه ///ه .. ) بلا حدود، كما في قول ابن حمديس:
ويَسُلُّ ظُباهُ بكلِّ وَغَىً=ويَسِيلُ نَداهُ بكلِّ يَدِ
///ه ///ه ///ه ///ه=///ه ///ه ///ه ///ه
3. يمكن أن تتجاور فيه الأسباب (/ه /ه /ه /ه ... ) بلا حدود، كما في قول أبي ريشة:
بَغْيٌ منّي أنْ لا أرْعى=لِعَطايا أيّامي حُرْمَهْ
/ه/ه/ه/ه/ه/ه/ه/ه=///ه/ه/ه/ه/ه/ه/ه
4. يمكن أن تنتثر فيه الفواصل والأسباب بلا انتظام.كما في قول الشابي:
قدْ كانَ لَهُ قلْبٌ كالطّفْـ=ـلِ يَدُ الأحْلامِ تُهدْهِدُهُ
/ه/ه ///ه /ه/ه /ه/ه= ///ه /ه/ه ///ه ///ه
5. يمكن أن تجتمع فيه - على قلّة - أكثر من أربعة متحرّكات متتالية، إذا وُجِدَتْ (فعِلَتُ ////)، فتظهر فيه الفواصل الخماسية (/////ه) أو السباعية (//// ///ه) أو التساعية (//// //// /ه)، وربما أكثر من ذلك.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 12:36 م]ـ
وتعتبر دراسة د. أحمد مستجير من أنجح الدراسات الحديثة لبحر الخبب، والتي كما نرى يمكن أن تحلّ جميعَ مشاكله العروضية تلك.
فهو يعتبر الوحدةَ الإيقاعيةَ للخبب ليست التفعيلة، وإنما هي السبب (/ه) لا غير. فهو أساس هذا البحر. وما (فعْلن /ه/ه) و (مفعولن /ه/ه/ه) و (مفعولاتن /ه/ه/ه/ه) سوى مكرّراتٍ منه.
ولكن من الأيسر طبعاً استخدام التفعيلة (فعْلن)، واعتبارها تفعيلةَ الخبب الرئيسَة، وذلك لوضعِه في إطارٍ من التفاعيل التي تحفظ لنا وزنَه وإيقاعه، بتكرارها أربع مرات، عدداً يتلاءَم إلى حدٍّ كبير مع عدد تفاعيل البحور الأخرى. كما نستطيع بوساطتها أن نضبطَ زحافات البحر، ونتحكّم بأسماء تفاعيله المزاحفة تلك.
وبحر الخبب - على ذلك - لا يقبل حذفَ الساكن فيه، وإنما يقبلُ تحريكه فقط، مخالفاً بذلك كلّ قواعد البحور الأخرى، وبالتالي يمكن أن تتخذ (فعْلن) فيه أربعة صورٍ مختلفة:
1. فعْلن /ه/ه=على أصل التفعيلة.
2. فعِلن ///ه=بتحريك الساكن الأول.
3. فاعِلُ /ه//=بتحريك الساكن الثاني.
4. فَعِلَتُ ////=بتحريك الساكنين معاً.
وتُعتبر (فعْلن و فعِلن) أكثر هذه الصور استخداماً، وإن كانت (فاعِلُ) ليست نادرةَ الورود. وأمّا (فعِلَتُ) فهي أقلّ هذه الصور استخداماً بلا شك، وخاصة إذا اجتمعت مع (فعِلن).
وهكذا:
* قد تتوالى 3 متحركات قبل الساكن، وذلك:
- عندما يتحرك الساكن الأول من (فعْلن) لتصير إلى (فَعِلُنْ ///ه).
- أو عند اقتران (فاعِلُ فعْلن /ه///ه/ه).
- أو اقتران (فاعِلُ فاعِلُ /ه///ه//).
* وقد تتوالى 5 متحركات قبل الساكن، وذلك:
- باقتران (فاعِلُ فعِلن /ه /////ه).
- أو اقتران (فعِلَتُ فعْلن /////ه/ه).
- أو اقتران (فعِلَتُ فاعِلُ /////ه//).
* وقد تتوالى 7 متحركات قبل الساكن، وذلك:
- باقتران (فعِلَتُ فعِلن ///////ه).
- أو اقتران (فاعِلُ فعِلَتُ فعْلن /ه///////ه/ه).
- أو اقتران (فاعِلُ فعِلَتُ فاعلُ /ه///////ه//).
* وربما اجتمعت 9 متحركات قبل الساكن، وذلك باقتران (فاعِلُ فعِلَتُ فعِلن /ه/////////ه)، أو حتى 11 أو 13 أو 15 متحركاً. حيث يكون عدد المتحركات قبل السكون فردياً دائماً، فلا يرد فيه متحركان قبل ساكن (//ه)، ولا أربع متحركات (////ه) ولا ستّ متحركات (//////ه).
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 12:38 م]ـ
¥