تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

يتألف النظام الصوتي للعربية من أربع وثلاثين وحدة صوتية موزعة على النحو التالي:

1 - الحركات القصيرة، وهي: الفتحة، والضمة، والكسرة.

2 - الحركات الطويلة، وهي: ألف المد، وواوه، وياؤه كما في نحو: نار ونور ونير.

3 - أنصاف الحركات، وهي: الواو والياء لغير المد، كما في نحو: وجد، يجد، حوض، بيت.

4 - الصوامت، وتشمل باقي الأصوات كالهمزة، والباء، والتاء، …إلخ.

نسق توالي الأصوات:

تتوالى الأصوات في العربية بحيث يراعى فيها ما يلي:

1 - عدم البدء بحركة أو بصامتين متواليين.

2 - عدم توالي ثلاثة صوامت.

3 - عدم الوقف على حركة قصيرة.

أما عن البدء بحركة، فلا يوجد في العربية كلمة تبتدئ بالحركة؛ بل تكون تالية للصامت دائماً. وأما البدء بصامتين، فكثير من الكلمات ما يبتدئ بصامتين متواليين من نحو ما يرد على صيغة (استفعل) ومصدرها، كاستقام واستقامة أو ما يرد معرّفاً بلام التعريف كالشمس والقمر مثلاً. ولكي يتلافى العربي البدء في نطقه بصامتين متواليين يورد قبلهما صوت الهمزة المحركة، وتسمى همزة الوصل. وأما عن توالي ثلاثة صوامت فهذا أيضا كثير الورود، ولكن يتم تلافيه بتحريك الأول منها كما في قولنا: الاستقامة. فاللام والسين والتاء ثلاثة صوامت متوالية، ولذلك لا بد من تحريك اللام بالكسر. وبعضهم يورد همزة الوصل قبل السين، وهو ضعيف.

وأما لتلافي الوقف على حركة قصيرة، فالشائع في ذلك أمران:

الأول: حذف الحركة الأخيرة، كالوقف على الباء في قولنا: هذا كتابْ.

والثاني: إشباع الحركة الأخيرة، كالوقف على ألف المد في قولنا: قرأت كتابا.

أنصاف الحركات:

تعتبر أنصاف الحركات نوعاً مستقلاً في النظام الصوتي للعربية لما في طبيعة النطق بها من اختلاف واضح عن النطق بالحركات الخالصة من جهة، والصوامت من جهة أخرى.

ولما كانت الشروط التي يتحدد بها نسق توالي الأصوات في العربية لا تأخذ في اعتبارها إلا التمييز بين الحركة والصامت فقط؛ فإن الأمر يتطلب إدراج أنصاف الحركات التي تسمى أيضاً أنصاف الصوامت في واحد من هذين القسمين الرئيسيين.

وعلماء الأصوات متفقون على أن أنصاف الحركات أقرب من حيث طبيعة النطق بها إلى الحركات الخالصة؛ ولكنهم حين ينظرون إلى الخواص الوظيفية لهذه الأصوات يجدونها ألصق بالصوامت، ولذلك فإنهم يعتبرونها من الأصوات التي تسلك مسلك الصوامت.

وهذا المسلك هو ما يتيح البدء بنطقها خلافاً للحركة، وهو أيضا ما يوجب تحريكها إذا توالى بعدها صامتان كما في قولنا مثلاً: اقرأ الكتاب أو اكتب. الواو في (أو) نصف حركة متبوعة بصامتين هما الكاف والتاء، ولذلك لزم تحريكها تلافياً لتوالي ثلاثة صوامت. وهي في هذا المثال أيضا نظير لهمزة القطع في (اقرأ) المتبوعة بصامتين هما لام التعريف والكاف.

ولكن هناك حالة نادرة يسلك فيها نصف الحركة مسلك الحركات الخالصة، فكما يتوالى بعد صوت المد أحياناً صامت مضعّف نحو دابّة وضالّة، كذلك يمكن توالي هذا الصامت المضعّف بعد نصف الحركة كما في نحو دويبّة (تصغير دابّة) وأصيمّ (تصغير أصمّ)، ومع ذلك فالثقل واضح في نطق مثل هذه الكلمات، ولذلك ندر استخدامها.

أشكال المقاطع اللغوية:

يتخذ النطق بالأصوات اللغوية شكل نبضات بعضها قصير في مدته، والآخر طويل. ولا يقلّ ما يتألف منه المقطع عن صوتين، ولا يزيد بحال عن أربعة أصوات.

وفي العربية ثلاثة أشكال من المقاطع هي:

1 - المقطع القصير: وهو يتألف من صامت فحركة قصيرة نحو: بِ، بُ، بَ.

2 - المقطع الطويل: وهو نوعان، مغلقٌ يتألف من صامت فحركة قصيرة فصامت، نحو: قدْ، أو، لَمْ.

ومفتوحٌ يتألف من صامت فحركة طويلة، نحو: ما، ذو، لي.

3 - المقطع المديد: وهو يتألف بزيادة صامت على المقطع الطويل بنوعيه، نحو: بابْ، بيتْ، نهرْ. بالوقف على هذه الكلمات.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[29 - 03 - 2009, 10:08 م]ـ

أمثلة للتدريب:

1 - من قصيدة أبي فراس الحمداني وهي من أربعة وخمسين بيتا، والبيت الثاني منها وتقطيعه مقطعيا هو على النحو التالي:

بَلى أنا مُشتاقٌ وعِنديَ لَوعةٌ = ولكنّ مِثلى لا يُذاعُ لَهُ سِرُّ

1 2 [1] 1 2 2 2 1 2 [1] 1 2 1 2 = 1 2 [2] 1 2 2 2 1 2 [1] 1 2 2 2

يرمز الرقم 1 إلى المقطع القصير، والرقم 2 إلى المقطع الطويل، ويلاحظ أن الأرقام المحصورة بين معكوفتين تتبادلان الطول والقصر بحرية تتحقق من خلالها المعادلة التالية: [1] = [2].

2 - من معلقة عنترة بن شداد وعدة أبياتها ثمانون بيتا، البيت الأول منها وتقطيعه على النحو التالي:

هَل غادَرَ الشُعَراءُ مِن مُتَرَدَّمِ = أمْ هَل عَرَفتَ الدارَ بَعدَ تَوَهُمِ

(2) 2 1 2 (1 1) 2 1 2 (1 1) 2 1 2 = (2) 2 1 2 (2) 2 1 2 (1 1) 2 1 2

ويلاحظ أن الأرقام المحصورة بين قوسين تتبادل فيما بينها خلال القصيدة كلها على النحو الذي تتحقق به المعادلة التالية: (1 1) = (2)

هذان، إذن، مثالان يمكن اتباعهما لحصر جميع الأوزان التي استخدمها الشعراء طوال عصور العربية، ولا شك أن في مداومة العمل عليها أن تنشأ عند صاحبها سليقة التعرف على الوزن بمجرد الاستماع إلى بيت واحد من القصيدة.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير