ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 08:59 م]ـ
قال أحمد دحبور:
للريشة أن تطير أو تحترقا
للدمعة أن تغور أو تنزلقا
لكنّ لوقت ساعتي أن يثقا
بالنبض، فساعدي قياس الزمن
(2) (2) (1 1) 2 [1] [2] 1 2 (2) (1 1) 2
هذه هي الصورة الصوتية (المقطعية) العامة لبحر الدوبيت، فكل (1 1) = (2)، وكل [1] = [2] كما ذكرنا.
وهذه الصورة العامة ما كان لها أن تأخذ شكلها النهائي لولا جهود الدكتور عمر خلوف الذي تتبع جميع صورها، وجمع شواهدها من مختلف مظانها وما تفرق من مصادرها، بدأب شديد يسجل له ويحمد عليه، ثم وضع لها في مجموعها سفرا بأكمله أسماه البحر الدبيتي، تبعا لحازم القرطاجني. ومع ذلك فقد كنت أفضل لو أنه سماه الذبيتي (بالذال المعجمة)؛ لأن أصل تسمية العرب له كانت (ذو بيت) إعتمادا على ما ذكره الدكتور عباس مصطفى الصالحي في مقال له بالعدد الأول من المورد عام 1977 من أنه وجد قولا للمرادي في ترجمة السيد علي الكيلاني أنه "اشتهر بإعجام داله". وأشار فيه إلى أن الدكتور مصطفى جواد قد أقر هذا القول، وعززه بقوله: "وفي قول المرادي أنه اشتهر بإعجام داله، أي (ذوبيت) فائدة جليلة، فمنه يظهر لي أن الغناء المعروف في عصرنا بأبوذية هو تصحيف (ذوبيت) وذلك لأن العامة يقلبون أحيانا الكلمة. فالذوبيت صارت (البوذيت) ثم صارت (بوذية)، والتحريف في اللغات يحتمل أغرب الأشياء، وأعجب الأطوار من قلب وغيره".
كما أشار إلى قول الرصافي "وقال بعضهم إن لفظة (دوبيت) عربية أفسدتها العامة، وأن أصلها (ذوبيت) ".
ومن أسماء هذا البحر المعروفة عند الفرس الرباعي والمثنوي وهي المعروفة عند العرب بالرباعية والمثناة ولا يختص أي منهما ببحر دون آخر. ولكن المحدثين من الإيرانيين يفضلون تسمية هذا البحر بالترانه، والترانه تعني الصبوي وذلك لكي يؤكدوا على منشأه الفارسي في القصة التي يروونها حول اكتشافه من قبل صبي كان يلعب.
ويجعلون لهذا البحر أربعة وعشرين قالبا لا يجتمع قالبان منها في قصيدة واحدة، بعكس القوالب العربية التي عدّ منها خلوف ثلاثة وأربعين قالبا تتفق جميعها في أن إيقاعها واحد، وهو ما عبرنا عنه بالصورة المقطعية العامة.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[30 - 03 - 2009, 09:02 م]ـ
قال محمود درويش:
مطر ناعم في خريف بعيدْ
والعصافير زرقاء .. زرقاءُ،
والأرض عيدْ
لا تقولي أنا غيمة في المطارْ
فأنا لا أريدْ
من بلادي التي سقطت من زجاج القطارْ
غير منديل أمي،
وأسباب موت جديدْ
......
وتقطيع الشطر الأول مقطعيا:
[1] 1 2 [2] 1 2 [2] 1 2 [2] 1
وفيه [1] = [2]، وأما الرمز فيشير إلى المقطع المديد، وهو لا يكون إلا عند الوقف التام.
وقال معين بسيسو:
منذ خرجنا من تلك الزنزانة
سقطت من يدنا الرمانة
منذ خرجنا من تلك الحجرة فوق السطحْ
سَقَطَ كَحَجَرٍ فوق الأرض الجرحْ
فقد الذاكِرَةَ وَفَقَدَ حَقيبته الجرحْ
............
وتقطيع الشطر الأخير:
(1 1) (2) (2) (1 1) (1 1) (1 1) (1 1) (2) (1 1) (2)
ـ[خشان خشان]ــــــــ[31 - 03 - 2009, 09:31 م]ـ
أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة
أتأخر في المشاركة بمواضيعك ومواضيع أخي وأستاذي د. عمر خلوف لحرصي على توفر الوقت اللازم لقراءتها خاصة إذا كانت طويلة ومتعلقة بأسس العروض، وذلك احتراما لقدرها وقدركما.
وهنا بعض الخواطر والملاحظات يشجعني على ذكرها ما أعهده لديكم من تسامح مع ما قد أقع فيه من خطأ ورفقكم في تنبيهي إليه.
أنا في هذا الأمر محكوم بخلفية تراثية مستحكمة تعتبر أن الحركة والحرف كالشذى والوردة وكالنكهة والطعام فلا ينفصمان إلا باستصناع ما ليس طبيعيا. وهذا موافق لما عبر عنه الأستاذ ميشيل أديب بقوله:
http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=450
وعندما يدرس المستشرقون لغتنا يقيسونها على أنفسهم ومن هنا يعتبرون الحرف المتحرك الذي لا يليه ساكن (مقطعا مفتوحا) والمقطع الذي يليه ساكن (مقطعا مغلقا) وهذا عين الخطأ في رأينا وقد أدى إلى ضعف قدرتهم على فهم العروض العربي. فالحرف المتحرك الواحد لا يشكل مقطعا بذاته وإنما هو جزء من مقطع، والمقطع في العربية هو الحرف الساكن مع ما يسبقه من حروف متحركة. فالمتحرك الواحد مع الساكن (لا) [1ه=2] هو السبب، والمتحركان مع الساكن هو الوتد (بلى) [11ه=3] والثلاثة المتحركات مع الساكن هي الفاصلة (لِمَ لا) 111ه=2 (2) = ((4) ولا استثناء لهذه القاعدة إلا في حالة السبب المبتور (لَ)، فإن ورد وجب إشباعه، وهي المشكلة التي تكاد تكون الوحيدة في فهم العروض العربي. [لعله يقصد السبب الخفيف محذوف الساكن حيث تصير 2 إلى 1 ونؤصله برده إلى أصله حسب ق1/ 2]
بقدر سروري باستعمال وسيلة الأرقام تعبيرا عن الوزن تمنيت أمرين ليتم التوافق مع ترميز العروض الرقمي وهما:
1 - الرمز للوتد بالرقم 3 وللسبب بالرقم 2. فالرمز الرقمي لمتفعلن = 3 3
ويمكن تصوير رده لأصله باعتباره = 1 2 3 فإذا جعلنا الوتد ثابتا الرقم 3 غير القابل للتجزئة إلى 1 2 واعتبرنا السبب الثقيل (2) = 11 فإن كل رقم 1 يظهر يكون أصله 2
2 - تعتبر وزن صديقْ = 3 وهذا تعارض آخر مع ترميز الرقمي. وقد استعمله كذلك الشيخ جلال الحنفي.
لما كان الوتد في الرقمي = 1 1 ه = 3 فإن صديق = 1 1 ه ه = (11ه) ه = 3 ه
وهذا فيه تصوير مطابق لواقع الحال.
ولا مشاحة في الاصطلاح ولكنه تأثري بما اعتدت عليه في الرقمي ورغبة في توحيد مرجعية التمثيل الرقمي بشكل تام. وربما صاحب ذلك بعض التحيز من قبلي.
على وشك السفر وأتمنى أن يتاح لي مستقبلا التفاعل مع طرحك القيم بشكل أعمق وأشمل.
يرعاك الله.
وهما
¥