تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

الوحدة في أوزان الشعر العربي) كان قد وصل إلى نظرية النقرات الأربع (دن دن دن دن) واستخلص منه ومن ثلاثية النقرات (دن دن دن) تفاعيل العروض. ثم هناك الدكتور زكي عبد الملك الذي ولّد تفاعيل الخليل من تفعييلتين هما (فاعولاتن) و (فاعولن). فأما عبد الملك ومستجير فقد وضعا كتابيهما في عام واحد، ولذلك يمكن لنا أن نفترض نوعا من الخيال العلمي قد دار بينهما، وهو ما يسمى بالتخاطر telepathy الذي يعرف عند بعض من امتلكوا قدرات نفسية خارقة. وأما مختار الذي سبقهما إلى ذلك فقد يكون كتابه هو المصدر الذي اطلع عليه هذان المتخاطران اللذان لم يشر أحد منهما إلى قصة اكتشافه كما أشار إليها ذلك العالم الكيميائي الذي نسيت اسمه.

وأخي خشان، لأن الصبغة العلمية تطبع أعماله، يتوسع في هذا المجال كثيرا وربما توغل إلى تخوم الخيال حين ربط بين ذبابة الفاكهة وبين تفعيلات مستجير، ولا ضير في ذلك ما دام الأمر مقتصرا على قصص الخيال العلمي, وأما الخطورة فيه فأن أزعم أنه ما دام النظام الشمسي قد بلغ إلى ما قبل بضعة أعوام تسعة كواكب سيارة، وكانت في زمن الخليل بن أحمد، رحمه الله، لا تتجاوز الخمسة (قرأت لأحد الأساتذة الأكاديميين في اللغة العربية ربطا بين عدد الكواكب والدوائر)، فإن هذا التطور كفيل وحده بأن يرفع عدد دوائر العروض من خمس إلى تسع كما صنعت في تطويري لدوائر الخليل تمشيا مع تطور علم الفلك. غير أن الأمر خرج من يدي في السنوات الأخيرة عندما قفز عدد الكواكب السيارة إلى اثني عشر بانضمام ثلاثة كواكب جديدة إلى مجموعتنا الشمسية، وعليه فلا زال البحث جاريا عن ثلاث دوائر جديدة أخرى ...

(ملاحظة هامة: مشاركتي في هذا الموضوع تدخل برمتها فيما يسمى الأدب الفكاهي، بغية الترويح عن النفس، ولم يحفزني على طرحه إلا استجابة مني لدعوة أختنا مريم لنا، وهي لم تجد تعليقا من أحد، فلا اختصاص علميا لدي حول هذا الموضوع أصلا، ولذلك لا قدرة لي على مناقشته مناقشة علمية كما هو مطلوب أساسا من أساتذتنا الأفاضل الذين لهم خلفية علمية وأكاديمية حول الموضوع .. هذا التوضيح جاء فقط لإزالة أي لبس قد يثار لأخذي هذا الموضوع الجدي بهذا المأخذ الهازل).

ـ[بَحْرُ الرَّمَل]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 04:03 م]ـ

مقال جميل حقا ,

ولفت نظري هذا التقارب العجيب بين الوراثة والعروض،

ولفت نظري أيضا قوله: بالأصل السببي للأصوات، وهذا يعيدنا إلى القول: بأن الأوزان خرجت من عباءة الخبب ... !!

ـ[خشان خشان]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 06:42 م]ـ

السّلام عليكم، أستاذنا

تأتي بالجديد دوما، عير أنّي لا أجد تعليقا ..

وعلى أستاذتي السلام

تعريجك خير.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 06:53 م]ـ

أخي وأستاذي الكريم سليمان أبو ستة

أنت موفق في جدك وهزلك.

ولكن الرقم 6 ستة أيضا له هالته من الخيال. وأما الواقع فحدث ولا حرج

من خلايا النحل مرورا باسمك الكريم إلى ما لا يخفى عليك:).

يرعاك الله.

ـ[خشان خشان]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 06:58 م]ـ

مقال جميل حقا ,

ولفت نظري هذا التقارب العجيب بين الوراثة والعروض،

ولفت نظري أيضا قوله: بالأصل السببي للأصوات، وهذا يعيدنا إلى القول: بأن الأوزان خرجت من عباءة الخبب ... !!

شكرا أخي بحر الرمل

الخبب حكايته مع العروض تستحق مزيدا من البحث.

ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[12 - 05 - 2009, 11:47 م]ـ

عنوان هذه الشرفة التي فتحها أخي خشان هو "خيال عروضي"، فعسى أن يواصل أخي صبره على نزق أخ يوده، وليستمع معي إلى هذه الأسطورة القديمة:

كانت سبب تعيش وحيدة في واد مقفر يقال له عبقر قبل أن تلتقي ببعلها وتد. وكانت تستعين على قضاء أيامها الرتيبة ولياليها الموحشة بالغناء تسري به عن نفسها. غير أنه لم يكن حولها من أحد يستمع إليها إلا نفر من الجن منهم شاعر يقال له عمرو. وقد رثى عمرو هذا لسوء حالها وعبر عن تعاستها بقصيدة كانت رائجة في تلك الأيام، وأولها:

أشجاك تشتت شعب الحي ... فأنت له أرق وصب

فسري عنها قليلا بهذه القصيدة لا سيما وأن موسيقاها كانت تحاكي حالتها النفسية، إلا أنها كانت لا تزال تحس بالحنين لشيء يكتمل به وزنها، ولا تعرف ما هو إلى أن التقت بوتد. ووتد هذا كان من أول الوافدين على وادي عبقر، ولم يكن أحد ممن حولها يعرف من أين أتى الرجل. فبعضهم يقول إنه أتى من فارس التي تتاخمهم حدودها، وإن كان الناس لم يروا في فارس أخا له أو شبيها به. وبعضهم قال، وربما كان هو الأصح، أنه هبط من جبال الأولمب من بيزنطة واتجه مع القوافل إلى الصحراء في الجنوب. يؤكد ذلك بياض في سحنته، وازرقاق في حدقتي عينيه، وفوق كل ذلك اسمه الذي جاء به وهو عمبق، كما عربه الأعراب ساكنو الصحراء ليصبح اسمه بلسانهم الفصيح وتد، وهو الاسم الذي عرفته سبب به أول ما التقته.

حين جمع الله بين سبب ووتد بالحلال أنجبا خمسة صبيان، أولهما توأم متفقان تماما وكان أحدهما يدعى سبوتد، والآخر وتدسب قبل أن تفرق بينهما الأيام. ثم ثلاثة توائم مجتلبين هم: سبسبوتد، وسبوتدسب، ووتدسبسب. وبعدهم توأم آخر ولكنه مؤتلف من الإناث، صبيتان جميلتان تدعيان: سببٌ وتد، ووتد سببٌ، وهما من الأسماء المركبة نحو قولنا بدر البدور. وقد كانت هاتان الصبيتان تحملان من أمهما كثيرا من الشبه الذي لم يتوفر مثله لدى إخوانهما الآخرين، حيث طالما كانوا يفرطون بالشيء القليل الذي وهبته أمهم لهم، ولا حجة لهم في ذلك غير حجة الزحاف الذي يعني لديهم التخلص من سكونهم الأخرس.

أخي خشان ..

إن هذه الأسطورة التي تعود إلى ما قبل التاريخ، أيام كان التفسير الوحيد المتاح هو الفكر الأسطوري الذي تضرب جذوره في عمق الأزل، لتفسر إلى حد كبير نشأة العروض الذي حار في أصله العلماء، وهي بالإضافة إلى ذلك تنفي وجود أخ آخر لعمبق من أولاد زيوس، فليس ثمة إلا عمبق واحد وهو الذي يطلق عليه الصاعد بسبب من نشأته بالجبال وقبل أن يهبط وادي عبقر ليلتقي بشريكة حياته سبب.

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير