بندر الصاعدي
----
أخي الأستاذ بندر
ثمة فرضيتان تحتاجان استقصاء لمعرفة مدى انطباقهما
1 - كأن الذوق يستسيغ أن كل عجز ينتهي ب 2 3 أو 2 2 3 يقبل بعدها 2 أو ه
2 - كأنما كل عجز آخره 3 2 فإن 2 فيه قابلة للحذف أو إحلال سكون محلها
للشاعرة ثريا العريض
وسئمت رتق الحزن أشرعة ترا ... (م) ... ودها العواصف أو غيوم الإكتابْ
ووقفت صادية أطالب بانبلا ... (م) ... جِ الصبح عن مطر وأشواق تجابْ
ويبقى الوزن مستساغا لو قالت:
وسئمت رتق الحزن أشرعة ترا ... (م) ... ودها العواصف أو غيوم الإكتابِ (ي)
ووقفت صادية أطالب بانبلا ... (م) ... جِ الصبح عن مطر وعن شوقٍ مُجابِ (ي)
جاء في كتاب (في عروض الشعر العربي) للدكتور محمد عبد المجيد الطويل:
" وقد يرد الكامل التام (مذيلا + ه) و (مرفلا +2)، وهذا نادر جدا، لأن هذه الزيادات لا ترد إلا في المجزوء، فأبو العتاهية يقول:
أهل القبور عليكم مني السلامْ = إني أكلمكم وليس بكم كلامْ
لا تحسبوا أن الأحبى لم يسغْ = من بعدكم لهم الشراب أو الطعامْ
كلا لقد رفضوكمُ واستبدلوا= بكم وفرّق ذات بينكم الحمامْ
[ولو قرأت الأبيات الثلاثة بضم الروي لما اختلف الأمر.]
ربما يساعدعلى استجلاء كثير من الحالات إلقاء نظرة على الرابط:
http://www.geocities.com/khashan_kh/23-ala3areedwaladhrob.html
والله يرعاك.
---
ورد أستاذي أبي إيهاب
ولم يذكر الخليل ولا الأخفش الإذالة في الكامل أو التسبيغ في الوافر، ولنا فيهما الرأي التالي:
"وأما في الضرب، حيث يكون الوقف تاماً وبذلك تتهيأ الظروف لوقوع المقطع المديد، فإن الملاحظ على إمكانية استخدامه أنها ترتبط بشروط معينة يمكن بيانها في القاعدة التالية:
عند الوقف التام، يجوز استخدام المقطع المديد على الوتد الصحيح غير المسبوق بسبب ملتزم القبض، كما يجوز استخدامه على السبب ما لم يكن مسبوقاً بالوتد.
ومن الممكن استنادا إلى هذه القاعدة تفسير ورود المقطع المديد على أضرب لم يذكرها الخليل، ومع ذلك نجدها مقبولة في الحسّ، أو ورود المقطع المديد على شذوذ في بعض الأضرب، وإن كان الخليل أقرها في نظامه.
فمما لم يُسمع في الشعر القديم ورود المقطع المديد على ضرب الوافر الذي ينتهي بسببين، ويمكن تسميته بمصطلح الخليل " الإسباغ أو التسبيغ "، ومع ذلك ظهر في الشعر الحر. تقول فدوى طوقان:
على أبواب يافا يا أحبّائي
وفي فوضى حطام الدورِ
بين الرَدْم والشوكِ
وقفتُ وقلت للعينينْ
قِفا نبكِ
على أطلال من رحلوا وفاتوها
تنادي من بناها الدارْ
وتنعى من بناها الدارْ
....
ففي قولها (العينين) و (الدار) مقطع مديد. وقد شذّ شاهد الخليل على التسبيغ في الرمل وهو قوله:
ياخليليّ ارْبَعا واستخبرا رسماً بعسفانْ
ويرجع الشذوذ فيه إلى ورود المقطع المديد على السبب المسبوق بالوتد. وقد رأى المعرّي أن " هذا الوزن لم تستعمله العرب، وأن هذا البيت من وضع الخليل [3] ".
كما شذّ ما نُسب استدراكُه إلى الأخفش من إثباته للقصر في ضرب الهزج، شاهده [4]:
ولو أُرسلتُ من حبك مبهوتاً إلى الصينْ
لوافَيتكِ عند الصبح أو حين تُصلّينْ
وذلك للسبب نفسه.
ويلاحظ الثقل في ضرب الرجز المبتور الوتد، شاهده [5]:
كأنني فوق أقَبّ سَهْوَقٍ جَأْبٍ إذا عَشّرَ صاتي الإرنانْ
والخليل يعد الشطر الثاني من السريع بوتد مفروق في آخره. والسبب في ثقله راجع إلى وقوع المقطع المديد على الوتد المبتور؛ وإن كنا نلاحظ تمرد الرجز على معظم القواعد بشكل لا نظير له في غيره من البحور".
http://www.arabic-prosody.150m.com/sp4.htm
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 03:00 م]ـ
كنت أرجو أن يبادر أستاذنا الدكتور عمر خلوف بالإفراج عن بعض أمثلة قديمة يختزنها لضرب الطويل التام المرفل. وأما ما أورده أخي خشان من كتاب الدكتور عبد المجيد الطويل،فذاك يختص بالتذييل، وأنا هنا أتحدث عن الترفيل. إن قصيدتي أبي العتاهية تحتملان كلاهما الضرب المذيل والمرفل إذا ما أطلقت قافيتهما، وعلى ذلك فنحن لا نعتبرهما حجة على ترفيل الكامل. وكذلك كنت قد ذكرت أنه "يمكن لبعض الأنساق التي تنتهي بالوتد زيادة السبب الخفيف في الضرب، وقد لوحظ ذلك في الكامل والمتدارك والرجز" وفي ذلك النص كنت أعني نمط الشعر الحر.
ولعل الأخفش هو أول من وضع قاعدة لترفيل الكامل وتذييل غيره من البحور عندما قال في كتابه القوافي: "وفي الرمل (فاعلاتن) و (فاعلن) و (فاعلانْ) بينهما، وفي الكامل (متفاعلاتن) و (متفاعلن) و (متفاعلانْ) بينهما، فجاز هذا". غير أن الأخفش يقصد مجزوء الكامل هنا، ولم يكن كلامه ينطبق على ما يقصده الشاعر باعطب، مع أنه استخدم حيثيات الأخفش عينها، ولم يشر إليه، بل زعم أنه لم يصرح بهذه المعلومة عروضي سبقه. وقد يكون في زعمه بعض الصحة؛ فطالما زعمت نازك الملائكة أنها لم تسبق في أي استدراك لها على الخليل، والسبب واضح في ذلك وهو قلة الاطلاع. فهلا يحسم لنا أخي عمر هذا الموضوع من الرواية؟
¥