ـ[خشان خشان]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 06:29 م]ـ
أخي وأستاذي الكريم
ثمة موضوع آخر يطرحه هذا الموضوع.
نقلت الكلام كله وفيه:
1 - كأن الذوق يستسيغ أن كل عجز ينتهي ب 2 3 أو 2 2 3 يقبل بعدها 2 أو ه
2 - ويبقى الوزن مستساغا لو قالت:
وسئمت رتق الحزن أشرعة ترا ... (م) ... ودها العواصف أو غيوم الإكتابِ (ي)
ووقفت صادية أطالب بانبلا ... (م) ... جِ الصبح عن مطر وعن شوقٍ مُجابِ (ي)
3 - وفيما يخص كتاب د. الطويل قلت: [ولو قرأت الأبيات الثلاثة بضم الروي لما اختلف الأمر.] أي (وأضيف هنا المقصود):
أهل القبور عليكم مني السلامُ .... إني أكلمكم وليس بكم كلامُ (و)
لا تحسبوا أن الأحبى لم يسغْ .... من بعدكم لهم الشراب أو الطعامُ
كلا لقد رفضوكمُ واستبدلوا ....... بكم وفرّق ذات بينكم الحمامُ
فهل ترى:
كل تذييل يصح أن يحل محله ترفيل؟
كل ترفيل يصح أن يحل محله تذييل؟
يرعاك الله.
طبعا من حيث الوزن مع مراعاة الناحية النحوية عند حلول الترفيل محل التذييل.
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 08:14 م]ـ
أخي الأستاذ خشان
أما أن (كل ترفيل يصح أن يحل محله تذييل) فهذا طبيعي، لأن الترفيل مرحلة مرت بالتذييل وتجاوزتها. وما دام الترفيل بدا حسنا، كان التذييل أحسن منه لأنه أقصر.
وأما أن (كل تذييل يصح أن يحل محله ترفيل) فهذا مما يشك فيه وذلك للطول الذي يحدثه زيادة سبب كامل في النسق، ولذلك احتمل الترفيل في المجزوء وفي أنساق شعر التفعيلة لقصرها.
ولكن لم لا ننتظر ما سيوافينا به أستاذنا عمر خلوف، فلعله يأتي بقطعة من الموشحات فنعلم أن هذا النسق قد اجتاز اختبار الغناء، وتقبلته سليقة الإيقاع. ولا نريد هنا أن نهون المسألة كما هونها الدكتور أحمد مستجير في أن زيادة سبب على عجز البيت لا يضير.
ـ[د. عمر خلوف]ــــــــ[16 - 05 - 2009, 09:06 م]ـ
أساتذتي الكرام ..
في الأسبوع الماضي أثبتُّ مداخلة حول هذا الضرب من الكامل وذلك على أحد الرابطين التاليين من الفصيح:
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=46053
http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=46208
ولكنني فوجئتُ بحذفهما أو نقلهما، فلم أتمكن من جلب ما كتبت ..
وأنا أشكر أستاذي سليمان على ثقته بما في جعبة العبد الفقير!
ونزولاً عند رغبته ألخص ذلك بالقول:
هذا القالب من القوالب النادرة في الشعر القديم، ولكن زاد استعماله كثيراً لدى المعاصرين. ذكره ابن القطاع، والزمخشري، والشنتريني.
يقول ابن القطاع: "وحُكيَ أنه جاء فيه الترفيل، وأنشدوا في ذلك:
ولَنا تهامةُ والنّجودُ وخيلُنا=في كلِّ فَجٍّ ما تزالُ تُثيرُ غارَهْ
وتروى قصيدة أبي العتاهية التي مطلعها:
للهِ درّ ذوي العقول المُشْعِباتِْ=أخذوا جميعاً في حديثِ الترّهاتِْ
بتحريك الروي (كما في ديوانه)، وبإسكانه على التذييل ..
وأعلم أن أبا إيهاب يرغب بما سواها ..
يقول محمد بن أحمد الصعدي الصنعاني (-1223هـ)، وهو مواطن شاعرنا (باعطب):
صبٌّ يُؤرِّقُهُ النسيمُ إذا سرى=مِنْ نحوِ صَنْعا حامِلاً طِيبَ الرسائلْ
ويُثيرُ لوعَتَهُ الحَمامُ إذا علَتْ=في الدَّوحِ فرعا والزهورُ لهُ غلائلْ
وغدَتْ تُردِّدُ في الغصونِ هديلَها=وتَميلُ سَجْعا تدّعي شجْوَ البلابلْ
ومن جواب محمد بن علي الشوكاني (-1250هـ) عليه قوله:
قلبٌ تقلّبَ في فنونٍ مِنْ جُنو=نِ العشْقِ طبْعا في رُبا تلكَ المنازلْ
يُذْري دموعَ عيونِهِ مُحمرّةً= وتْراً وشفْعا منْ هَوى ظبْيِ الخَمائلْ
ومن أقدم المعاصرين؛ يقول الزركلي:
حولي وفي قلبي وفي سمعي وفي=بصَري وبين يديَّ في جَذَلي وغَمّي
نجْمٌ يُضيءُ شُعاعُهُ سُبُلي إذا=غَفَتِ العيونُ وغابَ عني كلُّ نجْمِ
هوَ مأْمني إمّا جزِعْتُ وقِبْلتي=أنّى اتّجهْتُ وروعتي وجلاءُ همّي
هوَ مؤنِسي في وحدتي هو موئلي=في كُرْبتي هو مَنْبتي هو قلبُ أمّي
والشيخ محمد الخضر حسين:
لا ترهقيني يا حياةُ ضَنىً أما=يكفي خطوبٌ كالأسِنّةِ في اللّهاةِ
ما أنتِ مُلْقِيَةٌ بِسَلْمٍ أقتني=في ظلِّهِ الضافي مَفاخِرَ رائعاتِ
ونمعن في القدم إلى عهد الموشحات ..
يقول ابن زهر الأندلسي:
يا صاحبيَّ نِداءَ مُغتبِطٍ بِصاحِبْ
للهِ ما ألقاهُ من فَقْدِ الحَبائبْ
قلبٌ أحاطَ بهِ الهوى من كلِّ جانبْ
ويقول:
يامَنْ تَعاطَيْنا الكؤوسَ على ادِّكارِهْ
وقَضى على قلبي فلمْ يأخذْ بِثارِهْ
وأقرَّ أحكامَ القِصاصِ على اخْتِيارِهْ
ومن المحدثين السابقين:
يقول محمود حسن إسماعيل:
لا لاتدَعْني يا حبيبي لا تدَعْني
عيناكَ أدْعِيَتي وأُغنِيَتي ولَحْني
فيكَ المُنى، بل أنتَ آياتُ التّمَنّي
لا تبتعِدْ بالروحِ أو بالجسمِ عنّي
ـ[سليمان أبو ستة]ــــــــ[17 - 05 - 2009, 06:18 م]ـ
بالتأمل في الشواهد التي جمعها الدكتور عمر خلوف يتبين لنا أن الوشاحين كانوا الأسبق والأجرأ في تطوير أوزان العروض العربي. فبينما لم يكن يوجد في الشعر الجاهلي إلا بيت مفرد على مرفل تام الكامل، حتى انطلق سيل الشعر على هذا الضرب مع بداية العصر الحديث، وهو ما يوجب أن يعد فيه هذا الضرب ضربا عاشرا للكامل.
وأما نحن العروضيين المحدثين فما علينا إلا أن نسلم بتطور الذائقة الشعرية في هذا العصر بحيث أصبحت تتقبل ألوانا من الإيقاع الشعري لم يستسغها أسلافنا، وفي الوقت نفسه باتت تمج كثيرا من الزحافات كانوا يستسيغونها.
¥