تم الاندماج مع الموقع الرسمي لمشروع المكتبة الشاملة وقد يتم الاستغناء عن هذا النطاق قريبا

فصول الكتاب

<<  <   >  >>

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 06:20 ص]ـ

لم ترع لبعلها حرمةً

حكى الهيثم بن عدي قال: عاهد رجلٌ امرأته وعاهدته أن لا يتزوّج الباقي منهما، فهلك الرّجل، فلم تلبث المرأة أن تزوّجت. فلمّا كان ليلة البناء بها رأت في أوّل الليل شخصاً فتأمّلته، فإذا هو زوجها، وهو يقول لها: نقضت العهد ولم ترعي له. وأصبحت فأتمّت نكاحها.

خائنة العهد

وروى ابن شهاب: أنّ رجلاً من الأنصار غزا فأوصى ابن عمٍّ له بأهله، فأتى ابن عمّ الرّجل ليلة من الليالي فتطلّع على حال زوجة ابن عمّه فإذا بالبيت مصباحٌ يزهر ورائحةٌ طيّبةٌ، وإذا برجلٍ متّكىءٍ على فراش ابن عمّه وهو يتغنّى ويقول:

وأشعث غرّة الإسلام منّي = خلوت بعرسه بدر التّمام

أبيت على ترائبها ويغدو = على جرداء لاحقة الحزام

كأنّ مجامع الرّبلات منها = فئام ينتمين إلى فئام

فلم يقدّر الرّجل أن يملك نفسه حتّى دخل عليه فضربه حتّى قتله. ورفع الخبر إلى عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فصعد المنبر وخطب وقال: عزمت عليكم أن كان الرّجل الذي قتل حاضراً ويسمع كلامي فليقم. فقال: أبعده الله، ما كان من خبره? فأخبره وأنشده الأبيات، فقال: أضربت عنقه? قال: نعم يا أمير المؤمنين. فقال: أبعده الله، فقد هدر دمه.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 06:44 ص]ـ

قال أبو عمرو الشّيباني: كان أبو ذؤيب الهذلي يهوى امرأةً يقال لها أم عمرو، وكان يبعث إليها خالد ابن أخيه زهير، فراودت الغلام عن نفسها، فامتنع وقال: أكره أن يبلغ أبا ذؤيب. فقالت له: ما يراني وإيّاك إلاّّ الكواكب. فبات وقال:

ما ثمّ إلاّّ أنا والكواكب = وأمّ عمرو فلنعم الصّاحب

فلمّا رجع إلى أبي ذؤيب استراب به، وقال: والله إنّي لأجد ريح أمّ عمرو منك. ثمّ جعل لا يأتيه إلاّّ استراب به، فقال خالد:

يا قوم ما لي وبي ذؤيب، = كنت إذا ما جئته من غيب،

يمسّ عطفي، ويشمّ ثوبي، = كأنّني أربته بريب.

فقال أبو ذؤيب، وهي من قصيدة من جيّد شعره:

دعا خالداً أسرى ليالي نفسه = يولي على قصد السّبيل أمورها

فلمّا توفّاها الشّباب وغدره، = وفي النّفس منه غدرها وفجورها

لوى رأسه عنّي، ومال بودّه، = أغانيج خودٍ كان حيناً يزورها

تعلّقها منه دلال ومقلة = يظلّ لأصحاب السّفاه يثيرها

فأجابه خالد:

فلا يبعدنّ الله عقلك إن غزا = وسافر والأحلام جمٌّ غيورها

وكنت إماماً للعشيرة تنتهي = إليك إذا ضاقت بأمرٍ صدورها

وقاسمها بالله جهداً لأنتم = ألذّ من الشّكوى إذا ما يسورها

فلم يغن عنه خدعه حين أزمعت = صريمته والنّفس مرّ ضميرها

قال: وكان أبو ذؤيب أخذها من ملك بن عويمر وكان ملك يرسله إليها، فلمّا كبر أخذت أبا ذؤيب، فلمّا كبر أخذت خالداً. وقال:

تريدين كيما تجمعيني وخالداً = وهل يصلح السّيفان، ويحك، في غمد?

أخالدٌ، ما راعيت منّي قرابةً = فتحفظني بالغيب أو بعض ما تبدي.

ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[18 - 01 - 2008, 06:54 ص]ـ

عن قريبٍ تبيع كفلها

قال أبو عبيدة: كان صخر بن عبد الله الشّريد يتعشّق ابنة عمّه سلمى بنت كعب، وكان يخطبها فتأبى عليه، فأقام على ذلك حيناً ثمّ أغارت بنو أسدٍ على بني سليمٍ فغلبوهم وصخر غائب. وأخذت سلمى فيمن أخذ من النّساء، وقتل عددٌ منهم، وأسر آخرون. وأقبل صخر فنظر إلى ديارهم بلقعاً وأخبر الخبر، فشدّ عليه سلاحه، واستوى على فرسه، وأخذ أثرهم حتّى لحقهم، فلمّا نظروا إليه قالوا: هذا كان شرّد من بني سليم، وقد أحبّ الله أن لا يدع منهم أحداً. فجعل يبرز إليه الفارس بعد الفارس فيقتله، فلمّا أكثر فيهم القتل، حلّت أسارى بني سليم بعضها بعضاً، وثاروا على بني أسد.

ونظر صخر إلى سلمى وهي مع عبد أسود، قد شدّها على ظهره، فطعنه صخرٌ فقتله واستنقذ سلمى ورجع بها. وقد أصابته طعنة أبي ثور الأسدي في جنبه، وتزوّج سلمى. وكان يحبّها ويكرمها، ويفضّلها على أهله. ثمّ بعد ذلك انتقض جرحه فمرض حولاً، وكان نساء الحيّ يدخلن إلى سلمى عوائد فيقلن: كيف أصبح صخر? فتقول: لا حيّ فيرجى ولا ميت فينسى. ومرّ بها رجلٌ وهي قائمةٌ وكانت ذات خلقٍ وأرداف، فقال: أيباع هذا الكفل? فقالت: عن قريبٍ فسمعها صخر، ولم تعلم، فقال لها: ناوليني السّيف أنظر هل صدىءٌ أم لا? وأراد قتلها، فناولته ولم تعلم، فإذا هو لا يقدر على حمله فقال:

¥

<<  <   >  >>
تعرف على الموسوعة الشاملة للتفسير