ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 06:08 ص]ـ
الشاة و التيس
قال الهيثم عن عطاء بن مصعب الملقب بالملط قال كان أعرابي من بني تميم يزور الملأة
بنت زرارة وكان أحد بني العنبر وكانت تحسن اليه فأبطأ منها ثم جاء وقد عفا شعر
جسده وتفلت ريحه فقالت أين كنت قال شغلني عنكن ما بلغني إنكن احدثتنه قالت وما
هو قال استغنى بعضكن ببعض قالت أما رأيت العناق تنشر فتنزو على العناق قال بلى
قالت فإذا استحرمت الشاة لم يكن لها بد من التيس قال أظن والله.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[21 - 01 - 2008, 06:54 ص]ـ
تستحق ذلك
حججت فبينا أنا في سوق الليل بمكة بعد أيام
الموسم إذا أنا بامرأة من نساء مكة معها صبي وهي تسكته وهو يأبى أن يسكت فأسفرت
فإذا في فيها كسر درهم فدفعته إلى الصبي فسكت فإذا وجه رقيق واذا شكل ودل ولسان
ذلق ونغمة رخيمة فلما رأتني أحد النظر إليها قالت امعن أنت قلت لا قالت فماذا قلت
شاعر قالت أتبعني قلت إن شرطي الحلال من كل شيء قالت ارجع في حرامك ومن أرادك
على حرام فخجلت وغلبتني نفسي على رأيي فتبعتها ودخلت زقاق العطارين ثم صعدت
درجة وقالت اصعد فصعدت فقالت إني مشغولة وزوجي رجل من بني محزوم وأنا امرأة
من زهرة وعندي حر ضيق يعلوه وجه أحسن من العافية بحلق ابن سريح وترنم معبد وتيه
ابن عائشة وخنث طويس اجتمع كله لك بأصفر سليم قلت وما اصفر سليم قالت دينار
يومك وليلتك فاذا قمت جعلت الدينار وظيفة تزويجاً صحيحاً قلت فداك أبي إن اجتمع
لي ذكرت فليس في الدنيا أنعم عيشاً مني إلا من في الجنة قالت هذه شريطتك قلت وأين
هذه الصفة فمضت إلى جارية لها فدعتها فأجابتها قالت قولي لفلانة البسي عليك وعجلي
وبحياتي عليك لا تمسي غمراً ولا طيباً فتحبسينا بدلالك وعطرك قال فإذا جارية قد
أقبلت بوجه ما أحسب الشمس قد وقعت على مثله قط كأنها صورة فسلمت وقعدت
كالخجلة فقالت لها المرأة ان هذا الذي ذكرتك له وهو في هذه الهيئة التي ترين قالت حياه
الله وقرب داره قالت قد بذل لك من الصداق ديناراً قالت أي أم أخبرته بشريطتي قالت لا
والله يا بنية نسيتها ثم نظرت الي فغمزتني وقالت تدري ما شريطتها قلت لا قالت أقول لك
بحضرتها ما أخالها تكرهه أنها أفتك من عمرو بن معدي كرب وامنع من ربيعة بن مكدم
ولست تصل إليها حتى تسكر وتغلب على عقلها وإذا بلغن تلك الحال ففيها مطمع قلت ما
أهون هذا وأسهله قالت الجارية وتركت شيئاً ايضاً قالت نعم والله انك لن تنالها إلا مجرد
مقبلاً ومدبراً قلت وهذا ايضاً أفعله قالت هلم دينارك فأخرجت ديناراً فنبذته إليها
فصفقت تصفيقة أخرى فأجابتها امرأة قالت قولي لأبي الحسن وأبي الحسين هلما الساعة
قلت في نفسي: أبو الحسن وأبو الحسين هذا علي بن أبي طالب عليه السلام قال فإذا
شيخان خضبان بنيلان قد أقبلا فصعدت فقصت المرأة عليها القصة فخطب أحدهما
وأجاب الآخرة وأقررت بالتزويج وأقرت المرأة ودعوا لنا بالبركة قال ثم نهضا فاستحييت أن
أحمل الجارية مؤنة من الدينار ودفعت إليها آخر وقلت هذا لطيبك بأبي أنت ليس ممن تمس
طيباً لرجل إنما أتطيب لنفسي إذا خلوت قلت فاجعلي هذا لغذائنا اليوم قالت اما هذا
فنعم فنهضت الجارية وأمرت بإصلاح ما يحتاج اليه ثم عادت وتغذينا وجاءت بأداة
وقضيب وقعدت تجاهي ودعت بنبيذ قد أعدته ثم اندفعت تغني بصوت لم أسمع قط مثله
فاني آلف بيوت القيان وغيرها منذ ثلاثين سنة وقد سمعت مهدية جارية ابن الساحر
وغيرها من الجيدات فما سمعت بمثل ترنمها لأحد فكدت أن أطير سروراً و طروباً
وجعلت أربع أن تدنو مني فتأبى إلى أن تغنت بشعر لم أعرفه وهو:
راحوا يصيدون الظباء وإنني == لأرى تصيدها علي حراماً
أعزز علي بأن أروع شبيهها == أو أن يذقن على يدي حماماً
فقلت جعلت فداك من تعني بهذا الشعر قالت جماعة اشتركوا فيه معبد وابن سريح وابن
عائشة قال اسحاق الناس يغلطون في هذا غلطاً فاحشاً وأكثر المغنين يضيفون الغناء إلى
أول من غناه وربما تغنى به الثاني فيزيد على الأول فلا يضاف إلى الثاني وهذا خطأ قال
ابن وهب فلما قوى على النبيذ وجاءت المغرب تغنت شيئاً لم أعرف معناه للشقاء الذي
كنت
فيه ولما كتب على رأسي والهوان الذي أعد لي فغنت:
كأني بالمجرد قد علته = نعال القوم أو خشب السواريقلت جعلت فداك لم أفهم هذا الشعر ولا أحسبه مما يغنى به قالت أنا أول من تغنى به
وانما هو بيت حائر لا يدري قائله لا أخاله قالت ومعه بيت آخر قلت سريني بأن تغنيه
لعلي أفهم قالت ليس هذا وقته وهو آخر ما أتغنى به قالت وجعلت لا أنازعها شيئاً
اجلالاً لها واعظاماً فلما أمسينا وصليت المغرب وجاءت العشاء الأخيرة وضعت
القضيب فقمت فصليت العشاء وما أدري كم صليت عجلة وتشوقا فلما سلمت قلت
تأذنين لي جعلت فداءك في الدنو منك قالت تجرد وذهبت كأنها تريد أن تخلع ثيابها فكدت
أن أشق ثيابي من العجلة للخروج منها فتجردت وقمت بين يديها مكفرا لها أي خاضعا
متطأطأ قالت انته إلى زاوية البيت واقبل الي حتى أراك مقبلاً ومدبرا قالت واذا حصير في
الغرفة عليه طوبقى إلى الزاوية فاحضر عليه واذا تحته خرق إلى السوق فذا أنا في السوق
مجرداً واذا الشيخان الشاهدان قد كمنا ناحية واعدا نعالهما فلما هبطت عليهما بادراني
فقطعا نعالهما على قفاي وسعوا بي أهل السوق وضربت والله يا أبا محمد حتى أنسيت
اسمي فبينا أنا أخبط بنعال مخصوفة وأيد ثقال وخشب دقاق وإذا صوت من فوق البيت
يغني به:
كأني بالمجرد قد علته = نعال القوم أو خشب السواري
ولو علم المجرد ما أردنا = لبادرنا المجرد في الصحاري
فقلت هذا والله وقت غناء البيت وهو آخر ما قالت انها تغناه فلما كادت نفسي تطفأ
جاءني واحد بخلق ازار فألقاه علي وقال بادر ثكلتك أمك رحلك قبل أن يدركك السلطان
فتنفضح قال وكان آخر العهد بها وكنت أنا المجرد وأنا لا أدري فانصرفت إلى رحلي
مطحوناً مرضوضاً فلما خرجت عن مكة جعلت زقاق العطارين طريقاً فدنوت من بائع وأنا
متنكر ووجهي مرضوض فقلت لمن هذه الدار قال لصفية جارية من آل أبي لهب.
بلاغات النساء
¥