ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 09:17 م]ـ
نومة عبود
ذكر أبو بكر محمد بن الفضل بن قدير في مجموعة قال: حدثني محمد بن أحمد البزاز قال:
حدثني عبد الله بن محمد أبو جمعة الوراق قال:
أخبرت أن المهدي دخل الكوفة فقال لأبي الأحوص محمدبن حيان الكوفي: حدثنا حديثاً
من طرائف الأخبار بما حضرك، قال:
كان في الزامن الأول رجل يقال له عبود وكان عاشقاً لابنة عم له فحضرتها الوفاة، فأزعجه
ذلك، وأقلقه، فلما توفيت صار إلى المسيح، فسأله أن يحييها قال: لن يتهيأ ذلك أو تهب لها
من عمرك شيئاً. قال: قد وهبت لها نصف عمري، فصار المسيح إلى تربتها، فوقف
عليها، وسأل ربه أن يحييها فأحياها، فأخذ بيدها عبود، ومضى يريد بها أله، فأدركه
الفتور في بعض الطريف، فحط رحله، ووضع رأسه في حجرها، واستقل نوماً.
فاجتاز بها ملك الناحية فرأى وجهاً جميلاً وخلقاً حسناً، فعرض عليها صحبته،
فأجابته، فأمرها، فوضعت رأسه من حجرها، وحملها في قبة كانت معه، فلما انتبه عبود
بقي متلدداً، فبينا هو كذلك إذ تلقاه نفر يتواصفون الجارية وبراعة خلقها، فسألهم عن
الخبر، فأعلموه أنهم رأوا مع الملك امرأة لحقها فجعل يذكرها العهد، وهي ساكتة، ويسألها
النزوع عما هي عليه، وهي مزورة عنه، إلى أن قال: ويحك قد كنت توفيت، فصرت في
جملة الموتى، فسألت المسيح، فأحياك لي على أني أعطيتك من عمري نصفه، فإن كنت لا
تساعدينني ولا تصيرين معي إلى أهلي وأهلك، فردي علي ما وهبت لك من عمري.
قالت: فإني قد رددته عليك، ولا حاجة لي فيه، فما أتمت هذه الكلمة حتى وقعت ميتة،
وانصرف عبود إلى أهله مغتبطاً، فضربت العرب بنومة عبود مثلاً. مصارع العشاق
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[28 - 04 - 2008, 09:19 م]ـ
هذا ما تفعله النساء
قال أبو بكر بن المرزبان: أخبرني سعيد بن الفضل الأزدي قال:
أنشدني العتبي لعروة بن حزام:
لَوَ أنّ أشَدّ النّاسِ وَجْداً وَمِثْلَه = مِنَ الجِنّ بَعدَ الإنسِ يَلتَقِيانِ
فيَشتَكِيانِ الوَجدَ ثُمّتَ أشتكي = لأضْعَفَ وَجدي فَوْقَ ما يجِدانِ
فَقَدْ تَرَكتَني ما أعي لُمحَدِّثٍ = حَديثاً، وَإنْ نَاجَيْتُهُ وَنَجاني.
لَقَدْ تَرَكَتْ عَفرَاءُ قَلبي كأنّهُ = جَنَاحُ عُقَابٍ دَائِم الخَفَقَانِ.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 02:37 ص]ـ
كانت ضباعة، من بني عامر بن قُرط بن عامر بن صعصعة، تحت عبد الله بن جُدعان
زماناً لا تلد، فأرسل إليها هشام بن المغيرة المخزوميُّ:
ما تصنعين بهذا الشَّيخ الكبير الذي لا يولد له، قولي له حتّى يطلِّقك. فقالت لعبد الله
ذلك، فقال لها: إنِّي أخاف عليك أن تتزوَّجي هشام بن المغيرة. قالت: لا أتزوّجه. قال:
فإن فعلت فعليك مائة من الإبل تنحرينها في الحزورة وتنسجين لي ثوباً يقطع ما بين
الأخشبيْن، والطواف بالبيت عُريانة. قالت: لا أطيقه. وأرسلتْ إلى هشامٍ فأخبرتْه الخبر
فأرسل إليها: ما أيسر ما سألك، وما يكرُثك وأنا أيسر قريشٍ في المال، ونسائي أكثر نساء
رجل من قريش، وأنت أجمل النِّساء فلا تأبَّيْ عليه. فقالت لابن جُدعان: طلِّقْني فإنْ
تزوجت هشاماً فعليَّ ما قلت. فطلَّقها بعد استيثاقه منها، فتزوَّجها هشامٌ فنحر عنها
ماءةً من الجُزُر، وجمع نساءه فنسجن ثوباً يسع ما بين الأخشبين، ثم طافت بالبيت عُريانة،
فقال المطَّلب بن أبي وداعة: لقد أبصرتها وهي عُريانةٌ تطوف بالبيت وإنِّي لغلامٌ أتْبعها إذا
أدبرتْ، وأستقبلها إذا أقبلت، فما رأيت شيئاً مما خلق الله أحسن منها، واضعةً يدها
على ركبها وهي تقول:
اليوم يبدو بعضه أو كلُّه = فما بدا منه فلا أُحلُّه
كم ناظرٍ فيه فما يملُّه = أخْثم مثل القعْب بادٍ ظلُّه
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 02:42 ص]ـ
تزوج الوليد بن عبد الملك ثلاثاً وستين امرأةً، وكان أكثر ما يقيم على المرأة ستة
أشهر. وكان في من تزوج ابنة عبد الله بن مطيع العدوي، وكانت جميلةً ظريفةً. فلما
أهديت إليه قال لسماره الذي يسمرون عنده: لا تبرحوا إن أبطأت حتى أخرج إليكم.
ودخل بها وانتظروه حتى خرج إليهم في السحر، وهو يضحك، فقالوا: سرك الله يا أمير
المؤمنين. فقال: ما رأيت مثل ابنة المنافق يعني عبد الله بن مطيع، وكان في من قتل مع ابن
الزبير، وكان بنو مروان يسمون شيعة ابن الزبير المنافقين لما أردت القيام أخذت بردائي
وقالت: يا هذا إنا قد اشترطنا على الحمالين الرجعة، فما رأيك؟ فأعجب بها وأقام عليها
ستة أشهر، ثم بعث إليها بطلاقها.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[03 - 05 - 2008, 02:44 ص]ـ
حملت ابنة الخس من زنا فسئلت ممن حملت فقالت:
أشَمُّ كغصنِ البانِ جَعدٌ مرجَّلٌ = شُغِفْتُ به لو كان شيئاً مُدانيا
ثكلتُ أبي إذ كنتُ ذُقتُ كريقه = سلافاً ولا ماءً من المُزنِ صافيا
فأُقسِمُ لو خُيِّرتُ بين فِراقِه = وبين أبي لاخترت أَنْ لا أبا ليا
فإن لمْ أُوسِّدْ ساعدي بعد رَقدةٍ = غلاماً هِلاليّاً فشَلَّتْ بنانيا
¥