ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 02:10 ص]ـ
الأخيلية وتوبة
وذكروا أن توبة الحميِّر العامري وهو أحد المشهورين من عشاق العرب، وكان شجاعاً
مغواراً، وصاحبته ليلى الأخيلية الشاعرة، وفي توبة تقول:
أقسمتُ أبكي بعدَ توبةَ هالكاً = وأحفلُ من دارتْ عليهِ الدوائرُ
لعمركَ ما بالموتِ عارٌ على الفتى = إذا لم تصبهُ في الحياةِ المعايرُ
ودخلت على عبد الملك بعد إسنانها، فقال لها: ما رأى توبة فيك حين عشقك؟ فقالت:
ما رآه الناس فيك حين ولوك، فضحك عبد الملك حتَّى بدت له سن سوداء كان يخفيها.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[06 - 05 - 2008, 02:13 ص]ـ
بثينة وتوبة وليلى وجميلذكروا أن توبة رحل إلى الشام، فمر ببني عذرة فرأته بثينة، فجعلت تنظر إليه، فشق ذلك
على جميل، فقال له: من أنت؟ فقال: أنا توبة بن الحميّر، فقال: هل لك في الصراع؟ فقال:
ذلك إليك، فنبذت إليه بثينة ملحفة مورسة، فاتزر بها، ثمَّ صارعه فصرعه جميل، ثمَّ
سابقه فسبقه جميل، فقال: يا هذا، إنما تفعل هذا بريح هذه، ولكن اهبط بنا الوادي،
فهبطا فصرعه توبة وسبقه.
وكان توبة يرى ليلى متبرقعة، ثمّ إن أخوتها أمروها أن تعلمهم بمجيئه ليقتلوه، فسفرت
لتنذره، فلما رآها سافراً علم أن ذلك من حدث، فانحاز، وفي ذلك يقول:
وكنتُ إذا ما جئتُ ليلى تبرقعتْ = فقدْ رابَني منها الغداةَ سفورُها
والقصيدة التي لتوبة بن الحميّر
نأتكَ بليلى دارُها لا تزورُها = وشطَّتْ نواها واستمرَّ مريرُها
وخفَّتْ نواها من جنوبِ عُنيزةٍ = كما خفَّ من نبلِ المرامي جفيرُها
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 05:00 ص]ـ
الوفاء
ومن أحسن الوفاء ما روي عن نائلة بنت الفرافضة بن الأحوص الكلبي، تزوجها عثمان
بن عفان، وكان أبوها نصرانياً، فأمر ابنه ضباً بتزويجها وحملها إليه بالمدينة، فلما أدخلت
إليه قال لها: أتقومين إلي أم أقوم إليك؟ قالت: ما قطعت إليك عرض السماوة وأنا أريد أن
أكلفك طول البيت. فلما جلست بين يديه قال: لا يروعنك هذا الشيب، قالت: أما إني من
نسوة أحب أزواجهن إليهن الكهل السيد، قال: حلي إزارك، قالت: ذاك بك أحسن. فلما
قتل أصابتها ضربة على يدها، وخطبها معاوية فردته وقالت: ما يعجب الرجل مني؟ قالوا:
ثناياك، فكسرت ثناياها وبعثت بها إلى معاوية، فكان ذلك مما رغب قريشاً في نكاح نساء كلب.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[09 - 05 - 2008, 05:06 ص]ـ
مر أبو بكر رضي الله عنه بجارية سوداء تطحن لمولاتها، فقالت له مولاتها: يا أبا بكر
اشترها فإنها على دينك، فلما علم أنها مسلمة حكم مولاتها فاشتراها على المكان، فدفع
ثمنها وقال: قومي يا جارية، قالت: يا أبا بكر إن لها علي حقاً بقدم ملكها، فائذن لي أن
أستتم طحينها، ففعل.
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 02:34 ص]ـ
قال إسحاق الموصلي: كان لزلزل الضارب جارية قد رباها وعلمها الضرب، وسأل إبراهيم
فطارحها، وكانت مطبوعة حاذقة، قال: فكان يصونها أن يسمعها أحد، فلما مات بلغني
أنها تعرض في ميراثه، فصرت إليها لأعترضها فغنت: من السريع
أقفر من أوتاره العود = والعود للأوتار معمود
فأوحش المزمار من صوته = فما له بعدك تغريد
من للمزامير وعيدانها = وعامر اللذات مفقود
الخمر تبكي في أباريقها = والقينة الخمصانة الرود
قال: وهذا شعر رثاه به صديق له كان يألفه، قال: فأبكت والله عيني وأوجعت قلبي.
فدخلت على الرشيد فحدثته بحديثها فأمر بإحضارها فأحضرت، فقال لها: غني الصوت
الذي حدثني عنك أنك غنيته، فغنته وهي تبكي، فتغرغرت عينا الرشيد وقال لها: أتحبين
أن أشتريك؟ فقالت: يا أمير المؤمنين لقد عرضت علي ما يقصر عنه الأمل، ولكن ليس من
الوفاء أن يملكني أحد بعد سيدي فينتفع بي، فازداد رقة عليها وقال: غني صوتاً آخر
فغنت: من البسيط
:::
فأمر بأن تبتاع وتعتق، ولم يزل يجري عليها الى ان مات.
التذكرة الحمدونية
ـ[رسالة الغفران]ــــــــ[12 - 05 - 2008, 02:38 ص]ـ
ويروى في أخبار العرب أن الضيزن بن معاوية من قضاعة كان ملكاً ما بين دجلة والفرات،
وكان له هناك قصر مشيد بالحضر حيال تكريت، وملك الجزيرة وبلغ ملكه الشام، فأغار
فأصاب أختاً لسابور ذي الأكتاف، وفتح مدينة بهرسير وقتل فيهم. قالوا: ثم إن سابور ذا
الأكتاف جمع لهم وسار إليهم، فأقام على الحصن أربع سنين لا يصل منهم إلى شيء، ثم إن
¥